عمّان 16 كانون الأول (أكيد)– سوسن أبو السّندس- تلويح زعيم اللّيكود بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على غزّة والمقاومة الفلسطينية فيها بشتّى السُبل، سعيًا وراء تحقيق أي مكاسب تذكر أمام شعبه، يبدو أنه بات الطريق الوحيد أمامه للنّجاة بمسيرته السّياسية من عواقب فساده والتهم الجنائية التي تنتظره.
نتنياهو كان قد أعلن في 22 تشرين الثاني الماضي عن نيّته ملاحقة قادة حركة حماس أينما كانوا، كما صرّح وزير الدّفاع يوآف غالانت قائلًا إن قادة الحركة يعيشون في "الوقت الضائع".
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) صدى هذا الإعلان الإرهابي العلني الذي يُهدّد بانتهاك سيادة دول مثل قطر وتركيا، في وسائل الإعلام المحلية، خصوصًا بعدما توعد رئيس جهاز الأمن الدّاخلي الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار بملاحقة قادة حماس في "كل مكان" خارج إسرائيل، "والقضاء عليهم حتى لو استغرق الأمر سنوات"، جاء ذلك في تسجيل نشرته هيئة البثّ العامّة الإسرائيلية.
قدم الإعلام المحلي تغطية قائمة على التحليل والمتابعة لهذا السلوك الإرهابي، وملاحظة ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بإدراجها في 18 شهر تشرين الأول عددًا من قادة حركة حماس على قائمة الإرهاب، الأمر الذي يمكن اعتباره تمهيدًا أمام الرأي العام العالمي، ومسوّغًا لتتبّع قادة حماس، فيما فنّدت التغطية الإعلامية ذلك، وبينت أنّه قرار سياسيّ إداريّ وليس قرارًا قانونيًا.[1]
وفي السّياق ذاته، اهتمّت التّغطية الإعلامية بنقل ردود الفعل الدولية، بعدما توعّد "الشاباك" بملاحقة قادة حماس، قائلًا: "سنفعل ذلك في كل مكان، في غزّة وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي تركيا وفي قطر. قد يستغرق الأمر بضع سنوات، لكنّنا مصمّمون على تنفيذه".
نقلت التّغطية ردّ الرئيس التّركي رجب طيب أردوغان الّذي حذّر من أنّه "على من يفكر في فعل مثل هذا الأمر، ألّا ينسى أن عواقبه ستكون وخيمة. ليس في العالم من لا يدرك ما حقّقته أجهزة الاستخبارات والأمن في تركيا من إنجازات".]2[
وسائل إعلام أخرى، نقلت ردّة فعل حماس ممثلة بالمستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو الّذي أكّد أن التّهديدات الصّادرة عن رئيس "الشاباك"، لا تخيف أحدًا من قادة الحركة الّذين امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء الشّعب الفلسطيني الصابر المحتسب.
وأشار إلى أن هذه التّهديدات تمثّل انتهاكًا صارخًا لسيادة الدّول الشقيقة التي ذكرها قادة الاحتلال، ومساسًا مباشرًا بأمنها، ما يستدعي ملاحقة الاحتلال ومحاسبته على تطاوله وغروره.]3[
الأردنيون يذكرون جيدًا واحدة من عمليات الموساد الشهيرة التي استهدفت في أيلول 1997 اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك في أحد شوارع العاصمة عمّان باستخدام السّمّ، وحينها أصرّ المغفور له الملك الحسين على الرئيس الأمريكي بل كلينتون لإلزام رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي كان هو نفسه بنيامين نتنياهو بتأمين الترياق الكفيل بإبطال مفعول السّمّ.[4]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني