عمّان 28 كانون الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- نقلت وسيلة إعلام محليّة مادّة خبرية عن مواقع عربية، وعنونتها بـ "سم بطيء.. طبيب يحذّر من مكعّبات مرق الدّجاج"، بينما كان عنوان المادّة في المواقع العربية: "السّمّ البطيء.. مختص يحذّر من استعمال مكعّبات مرق الدّجاج"، واستندت الوسائل الإعلامية في المعلومات التي قدّمتها إلى رأي استشاري تغذية قالت إنه قدّم هذه المعلومات عبر حسابه الشّخصي بمنصة تيك توك.[1] [2] [3] [4]
يرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن الوسيلة المحلية وقعت بمخالفات، أبرزها؛ غياب معيار الدقة، حيث أشارت في العنوان إلى أن طبيبًا قدّم المعلومات، لكن المعلومات منقولة عن استشاري تغذية حاصل على درجة الدكتوراة في التّغذية، لذلك وصفته الوسائل الإعلامية العربية في عنوانها بأنه "مختص".
كذلك هناك غياب لمعياري التوازن والحياد، إذ وجب نقل جميع الآراء ذات الصّلة، خصوصًا عندما تحتوي المادة الخبرية على معلومات تتعلق بالصّحة وبمنتج يستخدم بكثرة، الأمر الذي يتسبّب بتشويش المتلقّين والإضرار بالجهات المعنية بالقضية. وعكست التعليقات على هذه المادّة التشويش والضرر، وأبرزها: "وين الغذاء والدواء، وين الجهات الحكومية المختصة، لماذا يتم استيراده وطرحه للأسواق؟".[5]
إن تتبُّع المعلومات التي ذكرها الخبر بيّن لـ (أكيد) تداول إشاعات عن هذا المنتج بين فترة وأخرى، مثل كونه مسببًا للسرطان، ما دفع هيئة الغذاء والدّواء السّعودية العام 2022 إلى نشر تغريدة عبر حسابها الرّسمي في منصة إكس تؤكد فيه أن لا صحة لارتباطه بالسرطان، وذكرت أن المكوّن الرئيس لمكعّبات مرق الدّجاج، هو جلوتامات الصوديوم. وأكّدت الهيئة العامة للغذاء والدواء في تغريدتها بأنه يُنصح بالتقليل من تناولها واستخدامها لاحتوائها على كمّيات عالية من الملح.[6]
وفي الأردن، قالت المؤسسة العامة للغذاء والدواء لـ (أكيد) إنه لا يوجد دراسات علمية إكلينيكية أو وبائية تشير إلى وجود علاقة بين مرق الدجاج وخطر الإصابة بمرض السرطان. وبحسب المواقع الإلكترونية التابعة للجهات والسلطات الدولية والإقليمية المعنية بسلامة الغذاء، لم يتم التبليغ حول وجود تحذير أو عملية سحب أو استرجاع لمثل هذه المنتجات بسبب احتمالية تلوثها بمعدن الرصاص.
وأضافت المؤسسة أن منتج مرق الدجاج يخضع للمواصفة القياسية الأردنية، ويخضع إلى مواصفة الكودكس للمواد المسموح إضافتها للمنتج.
يدعو (أكيد) الصّحفيّين المعنيّين بالأخبار الصّحية الاهتمام بالحصول على معلومات دقيقة ومتكاملة، بعيدًا عن معلومات وسائل التّواصل الاجتماعي، والاعتماد على مصادر علميّة في معلوماتها وتحرّي المعلومة من الجهات المختصة، نظرًا لحساسيّتها وأثرها على سلوك الإنسان إزاء الموضوعات التي تتعلّق بصحّته.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني