نشرت صحيفة السبيل بتاريخ 14/4/2015 تحقيقاً بعنوان: خبراء إجراءات "الصحة" أمام عدائية إنفلونزا الخنازير قاصرة.
تناول التحقيق الذي جاء على نصف صفحة داخلية الإجراءات التي تتبعها وزارة الصحة لمكافحة مرض إنفلونزا الخنازير، واتهم الوزارة بالتقصير في تلك الإجراءات، وأسند حكمه ذلك إلى خبراء.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" اطلع على المصادر التي اعتمد عليها التحقيق فلم يجد أي مصدر مصرح به بشكل واضح، فعنوان المادة يوحي بأن هناك تقصيراً حكومياً، أما مضمون المادة فلم ينسب ذلك التقصير لأي جهة أو خبير معروف.
وجاءت المصادر كلها مُجهلة، مثل "خبراء وخبراء طبيون ومصدر طبي فضل عدم ذكر اسمه، وخبير طبي"، رغم أن المادة اعتمدت بشكل أساسي على رأي خبراء، كما يتضح من العنوان، وكان فيها اتهامات مباشرة لوزارة الصحة بالتقصير.
إن نسبة التصريحات لأشخاص مجهولين في قضايا مهمة يعد تقصيرا في معرفة الحقيقة، وهي حق من حقوق الإنسان، والمهمة الأساسية لوسائل الإعلام البحث عن الحقيقة، وبيانها بوضوح، فمن حق القارئ أو المتلقي أن يعرف مصادر المادة بشكل واضح، وأن تكون تلك المصادر موثوقة، وأن يُذكر اسم الشخص صريحا، وصفته أيضا، وأن يكون صاحب اختصاص في مجاله، ومطلعا على المعلومات.
كما أن اعتماد المادة المكتوبة على "خبراء" أو "خبراء طبيون" وغيرها، بدون التصريح الواضح عن اسم خبير واحد، يجعل المادة الإعلامية تبتعد عن الدقة والمصداقية، عدا عن أن أي تصريح وإن ذكر مصدره، يجب التثبت من صحته ومن صحة المعلومات التي يتم ذكرها.
التحقُّق الذي قام به "أكيد" يبين أن تحقيق السبيل جاء معتمداً على تصريحات مسؤولين من وزارة الصحة يدافعان عن إجراءات الوزارة، هما: مدير الأمراض السارية الدكتور محمد العبدللات، وبشكل أكبر مدير الرعاية الصحية الدكتور بشير القصير، حيث احتلت تصريحاتهم (14) فقرة من أصل (31) فقرة -وهي مجموع الفقرات التي يتكون منها التحقيق- وورد رأي طبي واحد فقط للدكتور منتصر البلبيسي، تحدث فيه عن إنفلونزا الخنازير وأهمية أخذ مطعوم الإنفلونزا، ولم يتحدث عن إجراءات وزارة الصحة.
ونشرت السبيل مع التحقيق صورة أرشيفية، منشورة سابقاً منذ عام 2008 على الإنترنت، لم يتم الإشارة إلى أنها أرشيفية، وأرفقت بتعليق (إجراءات للتعامل مع إنفلونزا الخنازير)، مما يوحى للمتلقي بأن تلك الإجراءات تمثل تعامل وزارة الصحة مع مصابين بإنفلونزا الخنازير.
وبالنظر للمعايير التي يتبعها "أكيد" فإن ذلك التحقيق بتلك الصورة قد خالف معيار الدقة في الابتعاد عن المعلومات الناقصة وإسناد الآراء دوماً إلى مصادرها، ومعيار الإنصاف والنزاهة في إطلاق الأوصاف وإطلاق الأحكام بدون التوثق منها.
إن مرصد "أكيد" قد نشر تقارير سابقة عن أهمية تحري الدقة، وبخاصة في الأخبار المتعلقة بالصحة العامة، حيث من المفترض أن يكون الإعلام دقيقاً وحذراً في التعامل معها، لأهميتها بوصفها ركنا أساسياً من أركان أمن المجتمع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني