عمّان 6 كانون الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- الحروب تدفع الأطراف المتصارعة إلى التركيز على إبراز قوتها وعدالة قضيتها في وسائل الإعلام، هذه السرديات تصنع نوعًا من "التأطير الإعلامي" الذي يركز على الدفاع والعدالة بدلًا من العدوان والدمار، وهذا ما حدث في العمليات الأخيرة في سوريا "ردع العدوان" و"فجر الحرية". أثّرت هذه العمليات بشكل كبير على تغطية الإعلام سواء الدولي أو الإقليمي أو المحلي، هذا التأثير ظهر بوضوح في طريقة تغطية الأحداث، وانتقال التركيز الإعلامي من غزة ولبنان إلى سوريا.
تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية للأحداث الأخيرة في سوريا، والتي بدأت في 27 تشرين الثاني، وأظهرت عملية الرصد أن الإعلام تعامل مع الأحداث الأخيرة في سوريا بتغطية مكثفة ومواقف متباينة، مع تسليط الضوء على التقدم السريع لفصائل المعارضة المسلحة في شمال البلاد، خاصة إدلب وحلب وحماه، وركّزت قنوات إخبارية على الأثر الإنساني للتصعيد، حيث أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من عواقب كارثية على المدنيّين.
وسائل الإعلام الدولية انقسمت بناءً على مصالح الدول التي تقف وراءها، مثلًا الإعلام الروسي والإيراني صوّر العمليات كنجاح في محاربة الإرهاب، وحماية استقرار المنطقة، والإعلام الغربي ركّز على انتهاكات حقوق الإنسان، والقصف العشوائي، وتأثير العمليات على المدنيّين، مع تغطية أقل للبعد الأمني.
ونقل الإعلام الأردني كل السرديات ما جعل التغطية متوازنة، وركز على تداعيات هذه التطورات على المنطقة بشكل عام وعلى الأردن بشكل خاص، مشيرًا إلى أن استمرار العنف يعقّد الأوضاع في المنطقة، ويؤثّر على الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار، خاصة في ظل اهتمام الأردن بأمن حدوده الشمالية وقضية اللاجئين السوريّين، وظهر الجانب الإنساني في التغطية المحلية، حيث اهتمّت وسائل إعلامية بنقل حجم الضرر الذي لحق بالمدنيّين بالإضافة إلى أعداد القتلى في صفوفهم، حيث بلغ عدد القتلى خلال أسبوع واحد 602 بينهم 104 مدنيّين.
بشكل عام، يلعب الإعلام دورًا مزدوجًا يعكس الأحداث، ويوجه الرأي العام حولها، ومتى ما كانت التغطية واضحة وشفافة ومتوازنة ولا تتأثر بالأجندات السياسية لكل جهة، كان تأثير الإعلام أكثر إيجابية، ويجعل الصورة النهائية موحّدة وغير مشتّتة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني