إعادة نشر فيديو سابق ل "داعش" يهدد الأردن..إنتهاك للمعايير المهنية الإعلامية

إعادة نشر فيديو سابق ل "داعش" يهدد الأردن..إنتهاك للمعايير المهنية الإعلامية

  • 2014-10-11
  • 12

أكيد:

أعادت بعض المواقع الالكترونية نشر فيديو سابق لأحد منتسبي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) يتوعد بتفجير أطنان من المتفجرات في الأردن، ويقوم بتمزيق جواز سفره الأردني وحرقه وهو محاط بعدد من اعضاء التنظيم.

وتلقى مرصد أكيد طلب تحقق من صحة الفيديو، وفي ضوء التحقق الذي اجراها "أكيد" تبين ان من خلال البحث في تاريخ هذا الفيديو أنه نشر سابقاً على موقع يوتيوب بتاريخ 21/4/2014 أي قبل بدء هجمات التحالف على (داعش) بخمسة أشهر، لكن بداية نشره لم تكن على اي من المواقع التابعة أو الموالية لتنظيم (داعش)، واحتوى الفيديو على شعار تلفزيوني لعلم الدولة السورية يجاوره علم الثورة السورية، رغم أن التنظيم لا يتعرف بالعلمين وفقا للباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية  محمد ابو رمان الخبير في حركات الإسلام السياسي.

ووفقا لـِ أبو رمان الذي تحدث لمرصد مصداقية الاعلام (اكيد) فإن ما احتواه  الفيديو " لا يمكن اعتباره تهديداً جديا للأردن، بل يعبر عن حالة غسيل الدماغ التي تعرض ويتعرض لها منتسبو التنظيم".

وبين ان الفيديو صحيح من ناحية انه يمثل احد افراد التنظيم، ولكنه لم يصدر عن تنظيم داعش بشكل رسمي، ومن المرجح ان الشخص الذي تحدث هو من اعضاء التنظيم من الأردنيين  ولا يعدو الفيديو  اكثر من "بروبوغندا" إعلامية التي يقوم بها افراد من التنظيم ويعملون من خلال الفيديوهات على حرق  جوزات سفر بلدانهم على اعتبار انهم سيعودون اليها "فاتحون".

ومن خلال التحقق في مسار  الزمني لنشر الفيديو تبين ما يلي:

  • نُشر الفيديو لأول مرة بتاريخ 21/4/2014 تحت عنوان " ارهابي من داعش يحرق جواز سفره الأردني ويتوعد بتفجير اطنان من المتفجرات في الأردن" وكان موقع (مصر اون لاين) اول موقع الكتروني يقوم بنشر الفيديو.
  • تداولت العديد من المواقع الالكترونية المحلية الفيديو على مدى عشرة ايام من تاريخ نشره.
  • بعد اعلان الأردن انضمامه رسميا للتحالف الدولي ضد داعش، جرى اعادة انتاج الفيديو بإضافة مقطع لأغنية وطنية ونشره على مواقع الكترونية بتاريخ 25/9/2014.

إن إعادة نشر الفيديو لإيضاح خطر تنظيم داعش على الأردن بتلك الطريقة انتهاك للمعايير المهنية الإعلامية، مثلما انه يضلل القارئ والمشاهد ويمس معيار الوضوح، فقد تم نشر محتوى قديم على أنه جديد من دون الإشارة إلى تاريخه وتم نشره على أنه خبر جديد، ونشره بعد خمسة أشهر ضمن سياقات مختلفة، ففي شهر نيسان الماضي لم يكن الأردن قد دخل بعد في التحالف الدولي ضد (داعش).

متى يمكن اعتبار محتوى  الفيديوهات  التي تصدر عن داعش تشكل تهديدا حقيقا؟ يجمل ابو رمان ذلك بالنقاط التالية:

  • إذا كان صادرا عن قيادات في التنظيم.
  • اذا تضمن الفيديو الصادر شيئا رسمياً.
  • اذا تضمن عبارات مثل " سيدفع الثمن، سندمر، سننتقم، .. الخ"
  • اذا نشر الفيديو على أحد مواقع التنظيم أو المواقع المتعاطفة معه مثل" الفرقان والاعتصام  والحياة بالإنجليزية".

أما إذا خرجت الفيديوهات عن افراد من اتباع التنظيم فهي بالعادة تعبر عن حالة غسيل الدماغ التي تعرضوا اليها وحالة الاندفاع التي يعيشونها، ولا تشكل تهديدا وعادة ما تهدف  توجيه رسائل لذويهم واصدقائهم وابناء وطنهم للانضمام للتنظيم كما أوضح الكاتب ابو رمان.

ويضيف ابو رمان فإن عملية التحقق من الفيديوهات عادة ما تتم من خلال عدة معايير اولها وأهمها الجهة التي بثت الفيديو، ثم يجري التحقق من اللغة والمفردات المستخدمة والملابس والوجوه ومدى وجود الرموز التي تدل وتعرف على التنظيم، خصوصا أذا اكدتها مراكز عالمية متخصص في الرصد والتحقق .

وفي المقابل تضع العديد من المؤسسات الاعلامية قواعد صارمة للتعامل مع المحتوى المنتج من قبل المستخدمين User-  Generated Content والذي يقصد به المضامين التي ينتجها مستخدمو الشبكة خارج نطاق قواعد ومعايير المهنية الإعلامية، وينشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات والتعليقات على المواقع الإخبارية.

ويشمل هذا المحتوى العديد من المضامين الإعلامية منها الأخبار والشائعات ومنها محتوى متطور مدمج بالمحتويات المصورة، ومعظم أشكال هذا المحتوى يجري إيداعه على أسس غير تجارية وغير مهنية.

وتعرض أكاديمية دويتشه فيله، أحد أقسام مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية/ قناة ألمانيا العالمية، نماذج لطرق تعامل أبرز محطات التلفزة ووكالات الأنباء في التعامل مع هذا النوع من المحتوى.

فالقاعدة الأساسية التي تعتمدها الـ (بي بي سي) هي في ظل وفرة محتوى المعلومات التي يعتزم صحافيوها نشرها، تتبع القاعدة الذهبية، وهي التواصل مع المصدر هاتفياً أو عبر السكايب.

وهكذا تنجز خطوتين للتحقق من المعلومات في آن واحد: فمن ناحية يمكن سؤال المصدر عن خلفيات اللقطات التي صورها، ومن ناحية أخرى يتم في الوقت ذاته طلب الموافقة على حق النشر. لهذا السبب يعد البحث عن المصدر بالنسبة (BBC) هو القاعدة الأساسية لأي عملية تحقق من المصدر. وهنا لابد من الإجابة على التساؤلات التالية:

أين جرى تحميل المادة أولاً؟

متى جرى تحميل المادة؟

هل هناك دوافع أو صلات لاختيار المصدر للموقع لتحميل المادة؟

وبالرغم من ذلك لا يتمكن صحافيو (BBC) في أغلب الأحيان من التواصل مع المصادر بشكل مباشر، لأن التعرف على هويات هؤلاء الأشخاص قد يعرض حياتهم للخطر.

وفي هذه الحالات يتم اللجوء إلى خبراء قسم (UGC) من أجل اتخاذ خطوات إضافية في عملية التحقق من المصدر:

التحقق من المحتوى: هل هناك تطابق بين الأماكن المعروضة والمعطيات؟ هل الكلام أو حتى اللهجة مفهوم؟ لتتأكد من ذلك تسأل خبراء محليين (مراسلين، مهاجرين، مرشدين وغيرهم( التأكد من الرموز والملابس ومن سياق المحتوى

التحقق التقني: التأكد من عدم التلاعب بالتسجيلات والصور من خلال تتبع مسار الصوت والصورة وتحليلهما تقنيا. وهل تعرضا لإضافة او حذف او تعديل ومعرفة مدى تتطابق هذه المسارات بالاعتماد على تحليل الاطارات حيث تحتوي الثانية الواحدة من الفيديو على 25 صورة متتابعة يمكن العثور على التلاعب بالفيديو من خلال تحليل هذه الاطارات، والتأكد من هوية الشخص الذي حمل الفيديو وتتبع تاريخ نشأة حسابه سواء على اليوتيوب او غيره من مواقع الفيديو، وتتبع تاريخ وعمليات رفع الفيديو والمشاركة وبها والاماكن او الدول التي تمت منها هذه العمليات .