الإفراط في الاعتماد على "المصادر المجهولة" ..  إخلال  بالقواعد المهنية

الإفراط في الاعتماد على "المصادر المجهولة" .. إخلال بالقواعد المهنية

  • 2015-08-05
  • 12

تلجأ وسائل إعلام محلية  إلى استخدام مصادر مجهولة  في العديد من الأخبار التي تنشرها، لكن هذا الاستخدام، الذي يفترض أن يكون في أضيق نطاق، لا يقع دائماً ضمن الضوابط والمحددات المعتمدة مهنياً في هذا المجال.

يرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن استخدام المصادر المجهولة، مهم لحماية المصادر التي ينطوي نشر اسمائها على مخاطر تهدد حياتهم أو مستقبلهم الوظيفي والاجتماعي خصوصاً إذا كان النشر ينطوي على مصلحة عامة.

لكن المرصد يؤكد في هذا الإطار، أن استخدام المصادر المجهولة في الأخبار لا يجب أن يوظف  في سياق المناكفات السياسية أو أن تكون سبباً في فتح الباب واسعا أمام إطلاق الإشاعات وبالتالي تضليل المجتمع وتشويشه.

يلجأ بعض الصحفيين لاستخدام المصادر المجهولة إما لتمرير بعض الأغراض والأهداف السياسية أو بسبب الاستسهال وعدم الرغبة في البحث عن مصادر حينما يعتقد الصحفي بصحة ما لديه من آراء أو معلومات فينسبها إلى مصادر مجهولة، وهي ممارسة منتشرة للأسف في وسائل إعلام محلية، وينتج عنها أحياناً كثير من التضليل.

ورغم ان وسائل الإعلام العالمية تستخدم المصادر (المجهولة) ضمن ضوابط محددة، إلا أنها تحرص على عدم التوسع في ذلك حفاظا على مصداقيتها، وتلجأ عادة الى مصادر أخرى لتأكيد المعلومة.

تفضل المؤسسات الدولية والصحف الاستعانة بالمصادر المعلومة، وذلك لأن المصادر التي تُفصح عن اسمها تعطي مصداقية: فهي أشبه بالشهود، كما انها  على الأرجح ستقول الحقيقة، ولا يُرجح أن تغير أقوالها. ويُنظر إلى الصحفي في هذه الحالة على أنه يتصرف بمهنية، أي ينقل ما يحدث وما يراه الآخرون ويقولونه، وللقراء الحرية في تصديق ما يقوله المصدر، استناداً إلى سمعة ذاك الشخص أو منصبه. ـ رابط لمقابلة صحفية للمحرر التنفيذي في النيويورك تايمزبهذا الخصوص.

وفقا لموقع (Speak Up, Speak Out) المهتم بنشر قضايا حقوق الانسان والتدريب، فإنه ينظر الى الاستعانة بالمصادر المجهولة على أنه قرار صعب يثير قضايا أخلاقية خطيرة، اذ تحظر بعض وسائل الإعلام استخدام المصادر المجهولة، في حين تبيحها وسائل أخرى ولكن مع التقيد بقواعد صارمة.

ومن خلال تتبع المرصد للمحتوى الذي تنتجه وسائل الإعلام الأردنية، لاحظ أن العديد من  وسائل الأعلام تستخدم المصادر المجهولة في أخبار لا ينطوي كشفها على مخاطر، وتُنسب العديد من الأخبار إلى مصادر جماعية مثل: مختصون، خبراء، نشطاء سياسيون، محللون، مراقبون، مرجعيات عليا  في الدولة، مصدر مقرب... الخ.

يرى "أكيد" أن لجوء الصحافة إلى استخدام  المصدر المجهول  يشكل مخاطرة بسمعتها خصوصا إذا تبين أن الخبر غير صحيح، لأن القارئ سيستنتج أن وسيلة الاعلام  تفبرك الأخبار وتكذب، بينما –بالمقابل- وحتى حين يكون الخبر كاذباً ولكن بمصدر معلوم، فإن القارئ لن يحاكم تلك الوسيلة بل سيطلق حكمه غالباً على المصدر.

ويكثر الاعتماد على المصادر المجهولة في بعض وسائل الإعلام عند الحديث عن تعديل أو تغير حكومي، وفي حالات المناكفات السياسية، وتصبح بعض وسائل الأعلام جزءاً من تلك المناكفات.

فيما يلي بعض النماذج التي رصدها أكيد لأخبار مسنودة إلى مصدر مجهول، من دون أن يتوفر مبرر لإخفاء اسم المصدر:

ـ  خبر بثه موقع "هوا الأردن" نُسب إلى "مصادر خاصة" من رواد الصالونات السياسية من وزراء ونواب وأعيان ومسؤولين حكوميين مقربين من القصر بعنوان:

مصادر: تعديل وزاري وشيك على حكومة النسور ... وحملة تلميع الرفاعي بائت بالفشل
ـ خبر بثه موقع "عمون" الاخباري نُسب إلى مصادر جماعية "مواطنون"  بعنوان:

تأخر رحلة شرم الشيخ على متن "الاردنية للطيران"

ـ خبر بثه موقع جفرا  نُسب إلى "نخب سياسية وبرلمانية" بعنوان:

نخب سياسية وبرلمانية تقرا اشارات قرب رحيل الحكومة

 خبر بثه موقع "عرب جو" نُسب الى "الصالونات السياسية الرسمية والقريبة منها" بعنوان:

توقعات قوية بقرب رحيل حكومة د. النسور وقدوم سمير الرفاعي الحفيد

ـ خبر بثته صحيفة "العرب اليوم" نسب إلى "مصدر حكومي" بعنوان:

مصدر حكومي: على الاخوان ان يعلموا ان الاردن في 2015 يختلف عنه في عام 2011

ـ خبر بثه موقع جراسيا نيوز نُسب إلى "مصدر في أمانة عمان" بعنوان:

أمانة عمان بصدد تعديل أجور النقل العام للحافلات التابعة لها لتطبيقها الشهر الجاري