التغطية الصحافية لتقرير لليونيسف تكشف ضعف التعامل مع الأرقام والنسب

التغطية الصحافية لتقرير لليونيسف تكشف ضعف التعامل مع الأرقام والنسب

  • 2014-09-19
  • 12

أكيد - نشرت عدد من الصحف اليومية ومواقع الصحافة الالكترونية بتاريخ 6 أيلول الحالي خبراً يقول أن "80 بالمئة من الفتيات المراهقات اللائي تراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً في الاردن يعتقدن أن هناك ما يبرر للزوج ضرب زوجته في ظروف معينة".

وبعد عملية تحقق أجراها "اكيد" تبين ان الطريقة التي قدمت فيها الارقام وجمع النسب على مجموعة من الاسئلة غير صحيح وساهم بتضليل الرأي العام، وفق دائرة الاحصاءات العامة وخبراء .

واستندت الصحف في الخبر الى تقرير اصدرته منظمة اليونيسف من نيويورك بتاريخ 4 أيلول الحالي، بعنوان (محجوب عن الانظار). وهو تقرير استند، في ارقامه المتعلقة بالأردن، إلى دراسة اجرتها دائرة الاحصاءات العامة بعنوان "الصحة الاسرية" عام 2012

واكتفت صحف العرب اليوم والغد والدستور، والعديد من المواقع الإلكترونية بنشر البيان الصحفي الذي نشرته اليونيسف والذي اشار باقتضاب الى أن نحو نصف الفتيات المراهقات في العالم اللاتي تراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً (نحو 126 مليون فتاة) يعتقدن أن هناك ما يبرر للزوج ضرب زوجته في ظروف معينة. وترتفع هذه النسبة إلى 80 بالمئة أو أكثر في أفغانستان وغينيا والأردن ومالي وتيمور الشرقية.

"أكيد"، وبهدف التحقق من صحة هذه الارقام اتصل بمساعدة المدير العام في دائرة الاحصاءات العامة مديرة مسح السكان والصحة الاسرية، إخلاص عرنكي، للتحقق من صحة هذه الارقام التي بينت ان هذه الدراسة انطوت على مجموعة من الاسئلة لتقيس مدى تبرير الزوجات لضرب أزواجهن لهنّ في دراسة شملت 11352 امرأة أردنية من عمر 15 الى 49

والخبر الذي نشر في الصحف لم يوضح معايير الاسئلة وجرى تعميمه على جميع الفتيات بين عمر 15 الى 19 عاماً دون ذكر الاسئلة التي وجهت اليهن، كما ان الاخبار لم تبين أن السؤال استهدف الفتيات المتزوجات او اللاتي سبق لهن الزواج من هذه الفئة.

ووفقا لعرنكي، فإن الفتيات اللاتي يقع اعمارهن بين 15 الى 19 عاماً يبلغ عددهن 278 فتاة ويشكلن نحو 2.5 من حجم العينة البالغة 11352 سيدة التي شملتها الدراسة.

وكانت الاسئلة التي وجهت اليهن تحت عنوان (تبررين لزوجك ضربك في الظروف التالي:

1ـ إذا حرقت الطعام؟ وأجابت 3 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر.

2ـ إذا تجادلت معه؟ وأجابت 12 بالمئة بنعم أبرر.

3ـ إذا خرجت من المنزل دون أن يعرف؟ وأجابت 24 بالمئة بنعم ابرر.

4ـ إذا أهملت الأطفال؟ واجابت 25 بالمئة بنعم أبرر.

5ـ إذا أهنتهِ؟ اجابت 53بالمئة بنعم أبرر.

6ـ إذا لم تقومي بإعداد الطعام له؟ اجابت 44 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر.

7ـ إذا كان لك علاقة مع رجال آخرين؟ أجابت 77 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر له الضرب.

وقالت عرنكي أنه بالنظر الى النسبة العامة للنساء اللاتي وافقن على ضرب الرجال لهن فإنه بناء على الاسئلة السابقة " نجد ان 84 بالمئة من الفتيات يبررن ضرب الرجال في حال اجابت على اي من الاسئلة السابقة وهذا لا يعكس الواقع".

واشارت الى أن الاصل ان يتم تفسير الارقام بناءا على الاسئلة الموجهة الى السيدات لا أن تطلق بناء على مجاميع الاجابات بنعم أو لا.

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الكاتب في صحيفة "الغد" الدكتور موسى شيتوي أن هذه الخبر الذي ورد في الصحف يعكس "أرقاماً صادمة" لا تعكس الواقع على حقيقته إطلاقاً.

وأضاف في تصريح لـ"أكيد" أن الصحف لم ترجِع الى التقرير المحلي الذي أصدرته دائرة الاحصاءات العامة والذي بني عليه التقرير الذي اصدرته اليونيسف، مبينا أن ما ظهر في الصحف بيّن وكأن كل الفتيات الاردنيات في عمر 15 الى 19 يبررن ضرب الازواج، وهذا غير صحيح، لأن الاسئلة شملت فقط المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج. كما أن العينة التي دُرست قليلة جداً.

واشار ان من بين الاسئلة التي رفعت هذه النسبة السؤال المرتبط بالخيانة الزوجية وهو سؤال مرتبط بالعادات والتقاليد وخصوصية المجتمع الاردني.

ورأى انه "كان الأَولى بالصحافيين أن يعودوا الى الدراسة الاصلية ويتحققوا من صحة الارقام ويعرفوا كيف بنيت الدراسة وكيف طرحت الاسئلة على النساء وما هي الاسئلة التي طرحت واي فئة من النساء سئلن وكم يشكلن من عينة الدراسة".

كما ان وسائل الإعلام لم تحقق حول كم تشكل هذه الفئة العمرية (15-19) من عدد النساء والفتيات في الأردن، إذ ان معظم عناوين الاخبار عممت النسبة التي ذكرتها على نساء الأردن بشكل عام .

إن عدم تحقق الصحف من صحة الارقام ونشرها كما وردت من المصدر يخل بمعيار الدقة؛ فالمحتوى يتضمن معلومات ناقصة تشوه الواقع، ويخل بمعيار الشمول والتكامل لعدم إحاطته الشاملة والكافية بالموضوع.