يعد العنوان الإخباري نصاً صحفياً، وجزءاً من الموضوع، تطبق عليه خصائص الخبر الصحافي، سواء من ناحية الوضوح والاختصار والارتباط المباشر بالمادة التي تتبعه والدلالة عليها، أو من حيث عدم اشتماله على مادة مخالفة للخبر، أو غير موجودة فيه.
ومن أهم المعايير التي يجب توافرها في العنوان الإخباري هي: الحياد، والتعبير عن المضمون بدقة، والدلالة على الفكرة بوضوح، وعدم الحض على الكراهية أو التحريض عليها، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ويهدف العنوان بشكل رئيسي للفت انتباه القارئ، وإثارة فضوله لقراءة المادة الإخبارية، لذا فمن المفترض أن يجد القارئ في العنوان ما يدل على المحتوى الذي يجعله يدخل لقراءة الخبر.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" رصد عدة مواد إخباريه نشرتها مواقع إلكترونية، وقد تبين أنها أغفلت بشكل واضح خصائص العنوان الصحفي تلك، حيث كان الهدف من العنوان ليكون لفت انتباه القارئ وإثارة فضوله، مع أن المحتوى يختلف اختلافا تاما، مما يعني أن هناك قصدية في تشكيل العنوان على حساب معيار المصداقية في الخبر.
ومن تلك الحالات التي رصدها "أكيد" ما نشره موقع جراءة نيوز ومواقع إلكترونية أخرى، حيث كان العنوان يقول: "الأمير حسن يغادر اجتماع الاحصاءات بأمر من "الداخلية".
فقراءة العنوان توحي أن وزارة الداخلية قد طلبت من الأمير حسن مغادرة الاجتماع، لكن عند قراءة المحتوى نجد أن الأمير قد غادر بعد أن اتصلت به زوجته وطلبت منه الحضور لأمر خاص، وعندما استأذن بالمغادرة، قال ممازحاً "الداخلية طلبتني".
ومن الحالات الأخرى التي تم رصدها، وتدخل في باب "الإثارة" ما نشره موقع أحكيليك، حيث يقول العنوان: "يحيى السعود يفجر هذه القنبلة تحت قبة البرلمان".
وفي محتوى الخبرفإن ما قام به النائب السعود هو توجيه اعتراض على وزيرة النقل، وتساءل عن مركز راصد، وعن تمويله، كما أشار إلى أنه لبس الفوتيك عندما دخل السجن من أجل الوطن. وكلها موضوعات قد تملك الأهمية نفسها، فأين القنبلة التي ذكرها العنوان؟
وفي حالة أخرى، نشرت صحيفة المقر عنواناً يقول: "27 جريمة مجهولة في عجلون منذ بداية 2015"، وفي محتوى الخبر وردت الفقرة التالية: "تم الكشف منذ بداية العام الحالي عن 320 جريمة، وما زال 22 مجهولة، ونسبة المكتشف منها 91% و22 جريمة سرقة اكتشف منها 17 وبقي منها 5 مجهولة بنسبة 88% ".
إن الرقم المنشور في العنوان لا يستطيع القارئ أن يجده في متن الخبر إلا بعد أن يقوم بإجراءعملية حسابية، تتمثل بطرح الجرائم التي لم يتم اكتشافها وجمع الناتج ليكون الرقم 27، وهو ما يخالف معيارالوضوح الذي يجب أن يتوافر سواء في عنوان المادة الخبرية أو في محتواها.
ومن الملاحظات التي رصدها "أكيد" أيضاً أن يتم نشر مواد في دول أخرى يوحي عنوانها أنها حدثت في الأردن، فقد نشر موقع فيلادلفيا خبرا بعنوان "فضيحة بالفيديو والصور.. حفلة للعراة على شاطىء البحر الميت".
ورغم أن الخبر قديم، وقد نشر سابقاً عام 2011، وكان الحفل المشار إليه قد أقيم على الجانب الإسرائيلي من البحر الميت، وليس في الجانب الأردني، إلا أن الموقع نشره على أنه في الأردن من دون تحقيق أو بحث للمادة المنشورة سابقاً.
كما يتم نشر عناوين لجرائم مرتكبة في دول أخرى من دون الإشارة إلى مكان وقوع الجريمة، ليعتقد المتلقي أن الجريمة وقعت في الأردن.
وهناك كثير من الشواهد على ذلك، لكن يورد "أكيد" ما نشره موقع الحدث نيوز، حيث يقول العنوان: "زوجة الأب تقتل طفليه حرقاً وتحول الجثتين لـ"كوم عظم"،ليتبين عند قراءة المحتوى، أن الخبر يشير إلى أن الجريمة وقعت في مصر!
كما أن هناك عناوين توحي للقارئ أن الخبر معزز بالصور، مما يجعل القارئ يظن أن تلك الصور تتعلق بعنوان الخبر بشكل مباشر.
ومن ذلك ما نشره موقع أحكيليك، إذ يقول العنوان: " بالصور.. 10 مليون من الحكومة لبلديات عجلون"، ومن قراءة العنوان نتوقع أن نجد صورا لها علاقة بمبلغ (10) مليون، لكن الحقيقة أن الصور كانت لرئيس الوزراء أثناء زيارته إلى عجلون.
إن مرصد "أكيد" يشير بعد تلك الأمثلة، إلى أن هناك خللا في العناوين يخالف معايير الوضوحالتي يجب أن تنطبق على الخبر وعنوانه، فهو جزء من المادة الخبرية، وذلك بالابتعاد عن المفاهيم والعبارات التي تحمل غير معنى، كما يجب أن تكون المادة بما فيها العنوان محددة وواضحة في ذكر الوقائع والأحداث والأشخاص والمسميات.
ومرصد "أكيد" الذي يعنى بالمصداقية،يشير إلى أن العنوان هو جزء من الخبر، وأن له خصائص يجب أن تلتزم بها الصحافة، لتصل إلى القارئ بحقيقتها دون تضليل أو تحريف، ومن هذه الخصائص:
الابتعاد عن الإثارة على حساب الدقة، لأن ذلك سيجعل القارئ يشك في مصداقية الوسيلة الإعلامية، عندما يقرأ عنواناً مماثلاً في المرات اللاحقة، حتى وإن كانت تلك العناوين صحيحة فيما بعد.
السهولة والوضوح، بعيداً عن المعاني المضللة أو غير مفهومة.
الدلالة الواضحة على المادة الخبرية التي تليه، ويجب أن يكون مرتبطاً بها.
الانسجام بينه وبين طبيعة الخبر. فعنوان الخبر الجاد يختلف عن عنوان الأخبار الخفيفة أو المنوعة، وكذلك الانسجام بين العنوان وطبيعة الصحفة التي يُنشر فيها ذلك الخبر، مثل صفحة الحوادث أو الأخبار الفنية وغيرها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني