أكيد - آية الخوالدة
تباين أداء وسائل إعلامية محلية في تغطيتها للاعتداء الإسرائيلي على سوريا يوم السبت العاشر من شباط 2018، حيث اعتمد بعضها على استقاء المعلومات من مصادر إسرائيلية، ونقلت أخرى وجهة النظر الرسمية السورية، ما انعكس على الجمهور الذي لم يستطع تكوين صورة واضحة حول هذه الأحداث المتسارعة.
وتحقق مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" من طبيعة التقارير التي نشرتها الوسائل الإعلامية في هذا الشأن، وفيما إذا تسرعت بعضها بنشر أخبار غير دقيقة، أو لم تكن محايدة في عرض وجهات النظر كافة.
ووقعت العديد منها في خطأ نقل الرواية الإسرائيلية على أنها موثقة وصحيحة، حيث نشرت بيانا صحفيا أًصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقلا عن وكالة الأناضول، بينت فيه إسقاط جيش الاحتلال لطائرة إيرانية بدون طيار، في الوقت الذي نفى فيه الجانب الإيراني ما أصدرته التقارير الإسرائيلية، حيث نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الرواية الإسرائيلية واصفا إياه بـ الكذب، موضحا أن "ايران لا تتواجد عسكريا في سوريا، وإنما تواجدها استشاري بطلب من الحكومة الشرعية والقانونية في سوريا".
ورصد "أكيد"، مجموعة من التقارير نشرتها وسائل إعلام محلية نقلت رواية الجانب الإسرائيلي، سواء من خلال تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، أو بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي أو تقارير الوكالات الدولية المتضمنة أراء المحللين السياسيين الإسرائيليين:
الاحتلال: الطائرة الإيرانية المسيرة مرت بالأجواء الأردنية
في سوريا .. لا إيران ترتدع ولا ""إسرائيل"" تتنازل
إسرائيل مصممة على مواجهة إيران في سوريا
الاحتلال: إيران وسوريا "تلعبان بالنار"
بالصور...اشتباك إيراني إسرائيلي فوق سوريا.. وإسقاط F16 إسرائيلية
إسقاط مقاتلة إسرائيلية بعد إغارتها على أهداف في سوريا
اشتباك خطير فوق سوريا: تدمير درون ايرانية وإسقاط طائرة اسرائيلية
بعد تدمير طائرة ايرانية .. إسرائيل تعلن إسقاط مقاتلة تابعة لها
"إسرائيل": هكذا أسقطت طائرتنا المقاتلة بسوريا
في جهة مقابلة، تناولت وسائل إعلام محلية الحدث بعرضها لوجهة النظر السورية، حيث نقلت عن الجانب السوري ممثلا بوكالة الأنباء السورية "سانا"، والتلفزيون السوري، والمرصد السوري، التي أوضحت بدورها "أن الدفاعات الجوية السورية تصدت فجر الجمعة، العاشر من شباط، لعدوان إسرائيلي على قاعدة عسكرية في المنطقة الوسطى وأصابت أكثر من طائرة".
وهنا يشير "أكيد" إلى أن الأصل بوسائل الإعلام ووفقا لميثاق الشرف الصحفي والمعايير المهنية والأخلاقية، أن تقدم وجهات النظر كافة في تقاريرها وتعتمد على مصادر موثوقة للخبر، ولا تقدم وجهة نظر واحدة على أنها الحقيقة كاملة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال الشلبي في حديثه لـ "أكيد"، أن من واجب الصحفي عرض وجهات النظر لكل من إيران وإسرائيل وسوريا، وعدم اعتماد واحدة فقط، وذلك من باب إظهار حسن النية والالتزام بالمهنية والأخلاق الصحفية، مضيفا "لم يعد الإعلام حراً في ظل العولمة والإعلام الحديث، انما يرتبط بجهتين، هما "المال" ومن يسيطر على وسائل الإعلام ماديا ويفرض مصالحه وأهدافه، والأمر الأخر هو "الايدلوجيا" والتي أصبحت تملك المال والوسيلة الإعلامية والقصة الإخبارية، ولذلك لا استغرب كثرة الآراء والتقارير عن الحدث ومسبباته".
ويشير الشلبي إلى أن العديد من الوسائل الإعلامية المحلية تتبع الدولة، وبالتالي سيكون اتجاهها العام مع الغرب، وليس مستغربا أن تقترب تقاريرها من الجانب الاسرائيلي، فيما تتبنى وسائل إعلامية عربية الرواية الإيرانية بحسب سياسة دولها، لذلك نعيش في عالم متناقض، حيث هناك بعض من الوسائل الإعلامية التي تصنع النظرية وتثبتها وتصنع الصورة والتعليق، وكله بهدف إثبات وجهة نظر".
ووفقا للشلبي، يفتقر الأردن إلى وسيلة إعلامية مستقلة ماليا وفكريا وسياسيا، بحيث تأخذ الموقف المحايد الذي يبحث عن الحقيقة الكاملة.
بدوره أوضح أيمن الحنيطي، المختص في الشؤون الإسرائيلية والقدس في حديث مع "أكيد" أن تغطية الجانب الإسرائيلي كما العادة تصب في مصلحة السياسة الإسرائيلية تجاه إيران، حيث تحدثت جميعها عن "انتهاك للسيادة الإسرائيلية"، لكن التغطية الإعلامية انقسمت ما بين أن مهاجمة اسرائيل لـ 12 هدفا في سوريا هو أمر مبالغ فيه، ومنها من اعتبره تقصيرا من الحكومة، بينما أشار بعضها الأخر إلى أن نتنياهو بالغ بهذا الأمر بهدف التغطية على ملفات الفساد المتعلقة فيه.
وبين الحنيطي أن الوسائل الإعلامية الإسرائيلية ورغم أن يوم السبت يوم عطلتها الرسمية، إلا أنها قدمت تغطية شاملة ما بين الاستوديوهات المفتوحة والتواصل مع المراسلين واستخدام خاصية البث المباشر على صفحاتها الرسمية على فيسبوك، كما التزمت جميعها في بادئ الأمر بالرواية الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويشير "أكيد" الى أهمية التوازن بين المصادر في نقل الأحداث والأخبار، وخاصة عندما تتعلق بأحداث كبرى ذات تأثير على جمهور واسع لتمكينه من تشكيل صورة واضحة حول الأحداث وتداعياتها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني