تفوق المدارس الحكومية في التوجيهي.. لهذه الاسباب تنوعت التغطيات الاعلامية

تفوق المدارس الحكومية في التوجيهي.. لهذه الاسباب تنوعت التغطيات الاعلامية

  • 2016-08-03
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

شكل التحول في نتائج التوجيهي لهذا العام لصالح المدارس الحكومية في الاوائل وفي بعض نسب النجاح ، مجالا لاهتمام كبير من قبل الوسائل الإعلام في تغطيتها لنتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة،  إذ من المعتاد حصول المدارس الخاصة على حصة الاسد في ترتيب الاوائل على المملكة، بينما حصدت المدارس الحكومية هذا العام المراكز السبعة الأولى.

تمحورت بعض المواد الصحافية حول تفوق المدراس الحكومية على الخاصة، مشيرة الى تفوق التعليم الحكومي بقوة على نظيره الخاص بالنظر الى أسماء المدارس التي تخرج منها معظم أوائل المملكة في مختلف الفروع، ومن نماذج المواد المنشورة:

""التوجيهي"": المدارس الحكومية تحقق المراكز السبعة الأولى،

التعليم الحكومي «ينتصر» ويتجاوز عنق الزجاجة،

"التوجيهي": المدارس الحكومية تحقق المراكز السبعة الأولى،

تباين الآراء حول نتائج «التوجيهي» وإجماع على توجه الدولة لتطوير منظومة التعليم.

فيما نشرت وسائل اعلامية اخرى تقرير لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة   "ذبحتونا"، والذي أوضحت من خلاله إن نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" أظهرت تراجعاً كبيراً في معدلات النجاح لكافة الفروع الأكاديمية، وأن معدل النجاح لم يتجاوز الـ 26%.

وقالت "ذبحتونا"  إن حصول طلبة من المدارس الحكومية على المراتب الأولى "لا يعتبر مقياساً لتطور العملية التعليمية بهذه المدارس، فتقييمها يجب أن يتم من خلال قراءة نسب النجاح في هذه المدارس ومقارنتها بالأعوام الماضية ".

واستعانت بعض وسائل الإعلام بالمختصين التربويين والمسؤولين السابقين حول تحسن الاداء الحكومي وضبط عملية الامتحانات وانخفاض معدل النجاح في عدد من المساقات، ونقاش ما ورد  في تقرير "ذبحتونا". ومن هذه النماذج:

رسوب كامل لطلبة 324 مدرسة وتدني نسبة النجاح يقرع جرس الإنذار،

تربويون: نتائج التوجيهي مؤشر خطير للعملية التعليمية،

خبراء: حصول المدارس الحكومية على أوائل التوجيهي لا يعني تحسن الأداء،

دعوات لبرنامج وطني لمعالجة "ضعف" التعليم بالأغوار والبادية.

كما قدم أحد التقارير وجهة نظر نقيب أصحاب المدارس الخاصة ونائب نقيب المعلمين وحمل التقرير عنوانا يقول: "لماذا تفوقت المدارس الحكومية على الخاصة في نتائج التوجيهي؟".

 ومن منظور تربوي يقول الدكتور غازي خضر العواودة المتخصص في جودة التعليم في حديثه لـ "أكيد": استندت وسائل الاعلام وخاصة الصحافة المكتوبة والمواقع الاخبارية في تغطيتها للنتائج إلى مصدرين: الأول التفاصيل التي قدمها وزير التربية والتعليم في مؤتمره الصحافي لإعلان النتائج، والثاني واقعة استنكاف 47 الف طالب عن تقديم الامتحانات، وهو يعني أن 90 الف طالب لم ينجحوا.

ويضيف العواودة: "إن نسبة النجاح العام 40.1% لا تظهر مستوى عال وخاصة انها لم تشمل الذين استنكفوا، بالإضافة الى ان نسبة النجاح في المساقات كانت صادمة لتدني مستواها، مما دفع بعض وسائل الاعلام الى اعتبار ان التعليم في المدارس لا يتصف بمعايير الجودة وأن حصول 7 طلاب على المراتب الاولى لا يعتبر معيارا حقيقيا لقياس مدى جودة التعليم، على عكس الوسائل التي تبنت أرقام الوزارة وتفاءلت بها".

ويؤكد العواودة أحقية الوزارة بضبط امتحان الثانوية العامة وبالتالي توفير المعقد الجامعي لمن يستحقه وتحسين مخرجات التعليم في الثانوية والجامعة، بالإضافة الى ضبط عملية الشغب الطلابي داخل الجامعات وهو الامر الملحوظ، حيث تناقصت هذه الاحداث في السنوات الثلاث الماضية، الا انه لا يحق لها ان تعتبر ان التعليم الحكومي اصبح جيدا بالمطلق وبشكل عام دون النظر الى طبيعة المدارس والبيئة التعليمية وجودة المعلمين، وخاصة ان مرحلة الثانوية العامة تكشف عن جهد شخصي للطالب، وهو ما كان يجب على وسائل الاعلام تناوله وتبنيه في موادهم الاعلامية.

كما اشار العواودة الى ضرورة لفت الاعلام نظر القراء الى أن الحكم المطلق على جودة التعليم في المدارس يحتاج الى احصائيات دقيقة وفريق عمل متكامل لقياس عملية التعلم والتعليم، فهنالك مدراس حكومية قوية وهنالك مدارس اخرى لم تتوفر فيها ادنى متطلبات التعليم والبيئة التعليمية، كما هنالك العديد من المدارس الخاصة التي يسود فيها المظهرية على حساب التعليم.

الكاتب والاكاديمي يوسف ربابعة أوضح  لـ أكيد ان الاعلام تبنى وجهات نظر الاطراف دون التأكد من صحتها ودقتها، سواء عن التعليم في المدارس الحكومية او الخاصة.

وأضاف ربابعة: "كان الواجب على الاعلام البحث في مخرجات التعليم ونسب النجاح والرسوب، فالأوائل على المدارس ليس دليلا على جودة التعليم، فهنالك 100 الف طالب لم يتمكنوا من النجاح، وهنالك ايضا ملف الامكانيات الخاصة بكل مدرسة من ناحية البيئة التعليمية والمعلمين، بالإضافة الى عشرات المدارس التي لم ينجح بها أحد".

ولفت ربابعة النظر الى قضية اهتمام الوزارة بمدرسة واحدة في المحافظة وإهمال باقي المدارس الحكومية ومثال ذلك مدارس الملك عبد الله للتميز والتي تستقطب الأوائل من المدارس الحكومية في المحافظات، تاركة إياها فارغة من المجتهدين مما يدفع الى اختفاء التنافس بين الطلبة، والهدف الوحيد من وراء ذلك بناء سمعة جيدة لهذه المدرسة، رغم أنها لم تقم سوى بجمع أوائل المدارس الحكومية، في حين يفترض بالحكومة ان تولي الاهتمام بكافة المدارس.