توجيه النقد للإعلام ظاهرة صحية.. مواقع إلكترونية "تتقاسم" نشر روايات طرفي نزاع في مدرسة

توجيه النقد للإعلام ظاهرة صحية.. مواقع إلكترونية "تتقاسم" نشر روايات طرفي نزاع في مدرسة

  • 2015-10-28
  • 12

 يوم 22 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، نشر موقع عمون خبراً بعنوان: "معلمة تكسر يد طالبة يتيمة في عمان". استند الخبر إلى رواية والدة الطالبة، وإلى تصريح مقتضب من "مصدر أمني" بوجود شكوى بهذا الخصوص قيد التحقيق، كما أورد، في التفاصيل، نقلا عن والدة الطالبة أن مديرة المدرسة مارست ضغوطات على الطالبة وأهلها لسحب الشكوى، وختم الخبر بعبارة "لم يتسن لعمون الاتصال بالمعلمة".

الخبر أُرفِق بصورة باكية للطالبة، وقد لفت ذراعها بالضمادات الطبية، وعلى الفور أعادت مواقع أخرى نشر المادة منقولة عن "عمون"، من دون الإشارة إلى مصدرها، ولكنها انتبهت إلى حذف عبارة "لم يتسن لعمون الاتصال بالمعلمة"! من غير أن تشير إلى أنه لم يتسن لها هي أيضاً الاتصال.

بعد ذلك بأيام، وفي 27 تشرين الأول، نشر موقع نقابة المعلمين بياناً جاء فيه أن المكتب الإعلامي لنقابة المعلمين التقى المعلمة  المشتكى عليها ومديرة المدرسة، وتتبع حيثيات الموضوع، واطلع أيضا على محضر مجلس الضبط  ليتبين، أن التقرير الطبي يفيد بأن الكسر في يد الطالبة قديم، وأن المعلمة هي التي تعرضت لتعنيف وتهديد من قبل أهل الطالبة.

القصة بصيغتها الأولى انتشرت على نطاق واسع، فعلى "عمون" وحده نالها أكثر من 3500 مشاركة على "فيسبوك"، كما علق عليها عشرات القراء.

لكن التوضيح الذي أصدره المكتب الإعلامي للنقابة تبنته ونشرته مواقع أخرى، فيما لم تنشره المواقع التي تبنت الرواية الأولى، كما لم تنشر تأكيدا لروايتها، أو نفيا لرواية النقابة، أو اعتذارا أو ما شابه من ممارسات إعلامية مطلوبة في مثل هذه الحالات.

اللافت أن تقرير النقابة يحوي نقدا واضحاً لوسائل الإعلام التي "لم تتحر المصداقية في نقل الخبر" وساهمت في "التشهير بالمعلمة"، وهو نقد كان يفترض أن يلاقي ردا أو توضيحا من المواقع التي نشرت الخبر.

مسؤول المكتب الإعلامي في نقابة المعلمين أيمن العكور قال في اتصال مع (أكيد) أن النقابة عممت بيانها ونتائج تحقيقها على مختلف وسائل الإعلام، وأبدى أسفه لأن كثيرا منها لم ينشره أو يشر إليه، وهو باعتقاده ما يتناقض مع الأسس المهنية.

إن مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وهو يلاحظ تنامي ظاهرة نقد الإعلام من قبل الجمهور، فإنه يعدّ ذلك عنصرا إيجابيا في المشهد الإعلامي الذي تعددت منابره، وصار لزاما إخضاع مواده للرقابة من قبل المتلقين.

ملاحظة: انظر على سبيل المثال تقريراً آخر نشره "أكيد" مؤخراً حول ظاهرة توجيه النقد للإعلام من قبل المتلقين.