نشرت مواقع الكترونية فيديو للأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، رفض فيه الإجابة على سؤال (إن كان يعتبر تنظيم داعش إرهابي أم لا ؟) "شاهدوا حمزة منصور.. ندين الأرهاب وليس داعش".
وتخطى الموضوع استنكار هذا الفيديو ليصل ببعض المواقع الاخبارية بالحكم على منصور واتهامه بالانتماء الى التنظيم الارهابي "داعش" ، فيما نشرت مواقع اخرى الخبر على انه مادة يتادولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي بدا فيه الشارع الأردني موحداً ضد الإرهاب، وضد تنظيم داعش، ومستنكراً لما قام به التنظيم بالشهيد معاذ الكساسبة، جاء نشر ذلك المقطع ليثير النعرات، وتأليب الرأي العام المتابع لتلك المواقع ضد جماعة الإخوان المسلمين.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تتبع مصدر الفيديو وتبين أن قناة جوسات التي أجرت المقابلة نشرت مقطعاً من تلك المقابلة عبر قناتها على موقع "يوتيوب" بتاريخ 3/2/2015.
كما قام "أكيد" بالاتصال بالشيخ حمزة منصور، الذي أوضح أن تاريخ المقابلة كان يوم الاثنين 2/2/2015، وهو التاريخ الذي سبق نشر فيديو اغتيال الشهيد معاذ الكساسبة من قبل تنظيم داعش.
وأضاف منصور أن "موضوع الحلقة كان مختلفاً عن السؤال الذي أقحم في المقابلة، وكان هناك استغلال بشع لتلك الجزئية من المقابلة، التي أخرجت من سياقها".
وقال " وقتها لم أكن أرغب باستثارة (داعش) فحينها لم تكن هناك أي معلومات بعد عن مصير الكساسبة في تلك اللحظة".
كما تابع موقع "أكيد" التعليقات على الخبر المنشور على "موقع عمون" الذي كان من أوائل المواقع التي نشرت الفيديو وكان الأكثر تعليقاً، حيث نشر الموقع (71) تعليقاً، كان منها (42) تحض على العنف أوالكراهية ضد جماعة الإخوان المسلمين، فيما (15) تعليقاً رأت أن الفيديو كان قبل إغتيال الكساسبة، وما تبقى من تعليقات فإنها لم تتحدث عن ذلك بشكل مباشر سواء مع أو ضد.
إن نشر الفيديو بالتزامن مع إغتيال تنظيم داعش للطيار معاذ الكساسبة أوحى بأن توقيت المقابلة كان بالفترة الزمنية ذاتها، خاصة وأنه لم يتم الإشارة إلى تاريخ المقابلة، وهذا يخالف مجموعة من المعايير المهنية وأهمها معيار الوضوح في عدم استخدام المحتوى الأرشيفي على أنه خبر جديد.
ويظهر في المادة انحياز واضح، فكانت المادة أحادية الزاوية غير محايدة، حيث تم تهميش طرف الإخوان المسلمين أو حمزة منصور، فلم يتم طرح وجهة نظرهم، فكان هناك انتقائية لم تسمح بطرح وجهة نظر الطرف الثاني.
كما تجاوز النشر معيار المصلحة العامة التي تتطلب في مثل هذه الظروف أن تعمل وسائل الإعلام على دعم الوحدة الوطنية، والابتعاد عن كل مصادر إثارة النعرات والانقسام، والابتعاد عن خطاب الكراهية ضد أي طرف سياسي أو ثقافي أو اجتماعي داخل المجتمع الواحد.
بعض المواقع نشرت بعد ذلك توضيحاً بأن المقابلة كانت قد أجريت قبل إغتيال الشهيد الكساسبة بعنوان: "توضيح حول فيديو الشيخ حمزة منصور"، لكن ذلك التوضيح لم تقم به المواقع الأخرى التي نشرت المادة سابقا.
إن نشر تلك المادة الإعلامية بتلك الطريقة يخالف نص المادة الرابعة من ميثاق الشرف الصحفي التي تنص على أن "يلتزم الصحفيون باحترام الاديان والعمل على عدم اثارة النعرات العنصرية أو الطائفية وعدم الاساءة الى قيم المجتمع أو التحريض على العصيان أو ارتكاب الجرائم".
فيما المادة الخامسة من الميثاق تنص على " يلتزم الصحفيون بالعمل على تأكيد الوحدة الوطنية والدعوة الى التضامن الاجتماعي وتجنب الاشارة المؤذية والمسيئة لعرق الشخص أو لونه أو دينه أو جنسه أو أصله أو أي مرض جسدي أو عقلي أو اعاقة يعاني منها".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني