ممدوح أبو الغنم

نشرت بعض المواقع الالكترونية خبراً بعنوان "3 أعمام يستدرجون أبنة أخيهم ويجزون عنقها لخروجها مع خطيبها"، وكان موقع (صوت المواطن) أول من نشر الخبر ثم تناقلت الخبر مواقع إخبارية أخرى.

وفي تفاصيل الخبر أن " ثلاثة أعمام قاموا بقتل أبنة أخيهم بعد أن تسلمها والدها وشقيقها من محافظة الزرقاء، وكانت المغدورة قد تغيبت مع خطيبها عن منزل ذويها"، بعد التحقق الذي اجراه " أكيد " تبين ان الخبر استند الى مادة ارشيفية وابرزها على حساب الخبر الحقيقي وهو قرار المحكمة ، كما ان العنوان مضلل ولا يعكس الخبر الفعلي .

الخبر تم عرضه بطريقة درامية مثيرة لمشاعر الناس، وتدرج في التفاصيل القصة  التي أوحت بأن حادثة القتل وقعت قبل وقت النشر بيوم أو يومين، لكن في آخر فقرتين في الخبر يتبين أن الجريمة وقعت في وقت سابق دون الاشارة الى تاريخها   ، وأن الخبر الراهن هو ان المحكمة حكمت على المتهمين وأقفلت القضية، وبعد عملية التحقق التي اجراها " أكيد " تبين ان الجريمة وقعت في 2 تشرين الثاني 2012 اي قبل اكثر من عامين .

إن نشر العنوان والخبر بتلك الطريقة أضر بمعيار التوازن من ناحية استخدام عناصر الإبراز حيث تم إبراز الجريمة  وكأنها حدثت مؤخراً، ويبدو ان هذا الإبراز تم لجذب انتباه القارئ ولاستثمار الإغراق الإعلامي لجرائم القتل وجرائم الشرف في الاردن والتي حدثت في الفترة الاخيرة  على حساب المعايير المهنية .

كذلك أضرت تلك الطريقة في العرض بمعيار الوضوح، حيث أن المحتوى غير واضح في ذكر الوقائع والأحداث ووقت وقوعها، كما أن المادة الاخبارية تعتبر مادة أرشيفية باستثناء قرار المحكمة، فالقيمة الخبرية في قرار المحكمة وليس في سرد وقائع جريمة القتل التي حدثت قبل عامين .