نشرت وسائل إعلام محلية الأسبوع الماضي خبراً نقلته عن صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على "فيسبوك"، التي نشرت بياناً منسوباً إلى وزارة التعاون الإقليمي "الإسرائيلية" يتحدث عن زيارة بعثة طلابية أردنية، إلى إسرائيل، نظمها "مركز الدراسات الإسرائيلية" في عمان، دون أن يصدر تأكيد رسمي أو أهلي عن الموضوع من الجانب الأردني.
جاء في مقتطفات من البيان: "التقت بعثة طلابية أردنية تزور إسرائيل حاليا كضيفة على وزارة التعاون الإقليمي ومركز موشيه دايان التابع لجامعة تل أبيب مع نائب وزير التعاون الإقليمي أيوب قرا ومدير عام الوزارة السيد هاشم حسين، ونظم زيارة البعثة مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان الذي يعمل على التواصل بين الشعبين الأردني والإسرائيلي وتثقيف المجتمع الأردني حول إسرائيل". كما نقل البيان بعض التصريحات لطالبات مشاركات في الزيارة من دون أن يذكر أسماءهن.
يكتنف الغموض تفاصيل الخبر، الذي لم يحدد الجهة التي يرتبط بها هؤلاء الطلبة أو الجهة التعليمية التي يتبعون لها، أو أسماء الطلبة المشاركين، وهو الأمر الذي لم توضحه وكالة "معا" الفلسطينية التي نقلت الخبر أيضا، كما غاب الشرح عن الصورة التي أرفقت مع الخبر.
الخبر الذي تم تداوله في المواقع، حمل في البداية عناوين مثل: (زيارات تطبيعية لطلاب أردنيين إلى "إسرائيل" .. والحكومة غائبة)، "أردنيون في إسرائيل"، "بعثة طلابية أردنية ضيفة على إسرائيل".
مواقع أخرى تابعت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وبعناوين مختلفة "هل إسرائيل بلد مسالم" و"طلبة أردنيون يزرون ""إسرائيل"" ويروجون لها"، فيما نشرت صحيفة يومية تقريراً حول الموضوع بعنوان "زيارة طلبة أردنيين لإسرائيل.. غسل ادمغة ومراكز دراسات مشبوهة" ونقله موقع طلابي عنها.
بعد يومين من نشر الخبر الأول، نشرت مواقع إخبارية رد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول الموضوع تحت عنوان "التعليم العالي: لا نرتبط باتفاقيات مع مؤسسات إسرائيلية"، "التعليم العالي: لا نرتبط باتفاقيات مع إسرائيل".
مركز الدراسات الإسرائيلية الذي قالت الأخبار إنه هو من نظم هذه الزيارة، لم ينشر شيئاً حول الزيارة على موقعه الالكتروني، فيما لم نتمكن في مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) من الحصول على رد بهذا الخصوص عن طريق الاتصال برقمي الهاتف المذكورين على الموقع بلا أسماء.
الزميل شرف أبو رمان معد برنامج "نبض البلد" في قناة "رؤيا" قال في اتصال مع "أكيد" إنه أجرى اتصالا مع مدير المركز المذكور، الذي أقر بتنظيم الزيارة، ووعد بعد عودته من "يافا" بالموافقة على استضافته في البرنامج في حلقة حول الموضوع.
باستثناء محاولة الزميل أبو رمان، يلاحظ (أكيد) خلال متابعته لمجمل ما نشر حول الحادثة، أن وسائل الإعلام المحلية في البداية اكتفت بنقل الخبر الذي أوردته المصادر الإسرائيلية، و لم تجر أي متابعة صحفية، واقتصرت الإضافات على عرض آراء شخصية أو نقل تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني