وصلت إلى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ملاحظة من أحد أصدقاء الموقع، عن خبر نشرته صحيفة محلية، يوم 10 أيار (مايو) 2016، تحت عنوان "تكريم الطلبة الفائزين بمسابقة الرسم البيئي"، لم تُشر فيه الصحيفة إلى اسم أي طالب من الطلبة المكرمين، بينما نشرت تصريحات لعدة مسؤولين شاركوا في رعاية الحفل وتنظيمه!
الخبر –كما أشارت الصحيفة في خاتمته- منقول حرفيا عن وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، كانت نشرته في اليوم السابق، تحت العنوان نفسه.
مع تقديرنا لطبيعة الخبر، في ما يتعلق بحجمه واقتصار أهميته على فئات محدودة، إلا أن هناك ملاحظات مهنية تستحق التوقف عندها، من أبرزها: أن مصدر الخبر الأصلي وقع في خلل مهني تمثل في عدم نشر أسماء الطلبة المكرمين، الذين هم جوهر القصة الصحفية المنظورة، ولكنه عوّض بعضا من هذا الضعف، بإرفاقه الخبر بصورة للطلبة المكرمين (الصورة المنشورة أعلاه) وهي صورة لم تنشرها الصحيفة التي أعادت نشر الخبر.
يلاحظ كذلك أن الصحيفة لم تبادر إلى تطوير البيان الصحفي الجاهز الذي بثته الوكالة، ولم تجر أية متابعة مع أطرافها، بخاصة مع الطلبة المكرمين الذين–كما أشير سابقا- هم جوهر القصة الصحفية هنا، وليس من نظم الحفل. بالطبع مع أهمية توثيق آراء هؤلاء المنظمين بوصفهم عناصر فاعلة في القصة، لكن قيمتهم الإخبارية عند تحليل عناصر الخبر، لا ترتقي إلى مستوى الطلبة الذين كانوا محور القصة، لكنهم غابوا تماما عن التغطية الصحفية.
عموما، من المهام المنوطة بالصحافة، التعريف بالموهوبين في الحقول المعرفية المختلفة: الطب، الأدب، الفن والموسيقى..الخ، وتقديمهم إلى المجتمع. وتزيد قيمة هذه المهمة، إن كان الموهوبون طلبة مدارس صغارا، ينتظر أولياء أمورهم وأقاربهم ومعلموهم وإدارات مدارسهم رؤية صورهم وقراءة أسمائهم، للفرح بإنجازهم والاحتفاء به، ومن ثم متابعة الاهتمام بهم.
يود (أكيد) هنا، وبشكل عام، أن يلفت الانتباه إلى أن تحول دور الصحفي إلى ما يشبه دور مندوب علاقات عامة، يستلم بيانات صحفية جاهزة، وينشرها من دون أن يبذل فيها أي جهد مهني أو يعمل على تطويرها، هو خلل مهني، يسيء للصورة المهنية للمؤسسة الصحفية وللعملية الإعلامية عموما.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني