تناقلت وسائل اعلام اردنية، أمس السبت، خبرا مفاده "مسلحون يهاجمون السفارة الاردنية في ليبيا" حيث تم نسب هذه المعلومات الى مصادر أمنية في العاصمة الليبية، لكنها لم توضح الكيفية التي صرحت فيها تلك المصادر بالمعلومات في حين نفت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الخبر في نفس اليوم واستمرت بعض المواقع الاخبارية بنشر الخبر غير الصحيح.
وفي التفاصيل التي نشرت "هاجم مسلحون مجهولون ظهر السبت مبنى السفارة الأردنية في العاصمة الليبية طرابلس، وخطفوا اثنين من رجال الامن المكلفين بحراستها وقالت مصادر امنية في العاصمة الليبية طرابلس أن المهاجمين دخلوا المبنى وعبثوا بمحتوياته وسرقوا سيارة تابعة لفريق الحماية الخاص بالسفارة، ومن ثم اقتادوا اثنين من عناصر الأمن الدبلوماسي إلى جهة مجهولة ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم ، كما لم يصدر اي بيان رسمي عن الخارجية الاردنية".
ولأن الخبر مرتبط بحياة مواطنين، عملت المواقع على نشر الخبر لجلب انتباه القراء، وزيادة عدد الدخول من دول أخرى الى موقعها، من دون ان تقوم بأبسط قواعد العمل الصحفي المهني في التحقق من الاخبار ونسبها الى مصادر موثوقة.
إن نشر الخبر بهذا الشكل يقع في سياق التضليل، وتشويش الرأي العام، ونقل اخبار غير صحيحة وهي بذلك تضر بحق الناس في الحصول على الاخبار الصادقة.
ويلاحظ مرصد مصداقية الاعلام الأردني" أكيد" من خلال قراءة تلك الاخبار انها تفتقر الى الدقة ذلك ان المحتوى تضمن معلومات منقوصة، مثلما ان المحتوى خالف معيار الوضوح لعدم احتواءه للوقائع والاحداث والاشخاص والمسميات بشكل واضح، كما ان الخبر لم يتضمن مصادر واضحه وصريحه نسبها الى مصادر مجهولة، وهو ما يخالف معيار الدقة لاعتماده على مصادر غير موثوقة.
ويرى "أكيد " إن مثل هذه الاخبار، تحتم على وسائل الاعلام الحذر عند النشر والاعتماد على مصادر موثوقة، وان تبتعد عن التسابق المحموم من اجل السبق الصحفي على حساب المصداقية والدقة وحق الناس في المعرفة، كما أنها لم تحاول الاتصال والاستفسار من وزارة الخارجية أو من السفارة الأردنية في طرابلس مباشرة للتأكد من صحة الخبر، وأكتفت بالإشارة إلى " لم يصدر بيان رسمي عن الخارجية الأردنية".
إن نشر هذه الاخبار يضع تلك وسائل الاعلام على محك المصداقية وثقة الجمهور باخبارها، وبالنظر الى هذا الخبر الذي لم ينقل اي ردة فعل رسمية، فقد جرى نفيه من قبل وزارة الخارجية بعد اقل من ساعتين على نشره.
وجاء في النفي "أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أشرف أمين الخصاونة، عدم صحة تعرض مبنى السفارة الأردنية في العاصمة الليبية طرابلس للاعتداء والسطو، مشددا على سلامة مبنى السفارة ومحتوياتها ومركباتها".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني