أكيد:
لم تكد العاصفة الثلجية التي اجتاحت المملكة مطلع الشهر الجاري تنتهي، حتى بدأت وسائل إعلام محلية بنشر تقارير وأخبار تتحدث عن خسائر كبيرة طالت الاقتصاد الوطني.
بعض المواقع قالت انها تركت خسائر اقتصادية أولية "هدى تكبد قطاعات اقتصادية خسائر بقيمة 350 مليون دينار"، حيث اعتمدت على طريقة حساب الناتج المحلي الاجمالي اليومي للاقتصاد الأردني من دون أن تأخذ في الاعتبار أن هناك قطاعات اقتصادية بقيت مستمرة في عملها خلال العاصفة الثلجية، وفي ذلك تبسيط لتقديرات الخسائر وحجمها ويعطي معلومات مضللة، على ما أكده خبراء اقتصاديون تحدثوا لمرصد مصداقية الإعلام الأردني " أكيد".
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني أن الأرقام عن الخسائر ليست دقيقة ولا تقوم على اسس اقتصادية علمية، وقال "الأصل أن يتم حساب مصفوفة المنافع والكلف للوصول الى نتائج دقيقة".
وأضاف" لا يمكن اطلاق تصريحات عن خسائر دون دراسة تقيس الأثر، أما ما نشر في الصحافة هو معلومات عامة لم تقم على دراسة علمية".
وبين أن كل دراسة تحتاج الى وضع نماذج لمحددات الأثر يتم تعبئتها لمعرفة الخسائر والمنافع.
وقال الوزني إن "الاقتصاد الاردني لم يتأثر بالكامل فهناك مؤسسات رغم تعطيل الدوام عملت طيلة أيام العاصفة مثل البلديات والمستشفيات والأشغال والكهرباء والاتصالات وغيرها".
واتفق الرئيس السابق للوحدة الاستثمارية في الضمان الاجتماعي، مفلح عقل مع ما ذهب اليه الوزني، وأوضح "أن حساب الخسائر عملية صعبة ومعقدة ومن الصعب اعتماد رقم محدد لتلك الخسائر ولكل القطاعات"، مبيناً أن "طريقة احتساب الأرقام بهذا الشكل هي تبسيط كبير يجعله بعيد عن الواقع ولا يعتمد على أساس علمي".
وبين عقل "أن الخسائر الاقتصادية للعاصفة الثلجية قابلها أيضاً إيجابيات، فهل تم احتسابها؟، فعلى سبيل المثال ثمة فوائد للمطر الذي عزز المياه الجوفية في الأردن وتحسين الموسم الزراعي".
وأشار عقل إلى أن هناك فرصة بديلة لأيام العطلة، "فمثلاً لم يكن هناك مواصلات عامة خلال العطلة هل تم استبعاد تكلفتها من الخسائر؟، كما أن بعض القطاعات بقيت مستمرة خلال العاصفة الثلجية مثل كوادر وزارة والصحة والمستشفيات والبلديات وأمانة عمان، وهناك بعض المناطق لم تتأثر بالعاصفة الثلجية وبقي القطاع الخاص فيها مستمراً في العمل في الزرقاء والعقبة وبعض مناطق معان والمفرق و الأغوار، أي أن بعض القطاعات الاقتصادية بقيت تعمل خلال عطلة العاصفة الثلجية".
موقع "أكيد" تابع أخباراً نشرت عن خسائر القطاع الزراعي خلال العاصفة الثلجية حيث نشرت أرقاماً غير محددة "تعرض آلاف الدونمات المزروعة بالخضار لأضرار بسبب الانجماد في وادي الأردن" حيث ذكر فيه أن الخسائر كانت "بملايين الدنانير" أو أن حجم المساحة المتضررة "بآلاف الدونمات"، إن عدم تجنب أخطاء الأرقام والمؤشرات والاعتماد على مصادر غير موثوقة، وهو ما يخالف معيار الدقة في تقديم معلومات ناقصة وغير واضحة تشوه الوقائع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني