طلابنا في اختبار "بيسا" الدولي: عناوين غير دقيقة لا تنسجم مع المحتوى

طلابنا في اختبار "بيسا" الدولي: عناوين غير دقيقة لا تنسجم مع المحتوى

  • 2016-12-06
  • 12

حظي خبرٌ نُشر هذا الصباح 8 كانون أول، حول نتيجة الأردن في اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيسا)، باهتمام ملحوظ من قبل وسائل الإعلام المحلية؛ فقد بثته وكالة الأنباء الرسمية "بترا" ووضعته صحيفتا "الغد" و"الدستور" على الصفحة الأولى، كما نشرته باهتمام العديد من المواقع الإخبارية.

حملت أغلب الصيغ التي نشر فيها الخبر إشارة إلى تحسن أو تقدم في أداء الطلبة في هذا الاختبار، وفي كثير من الحالات لوحظ اعتماد الصيغة التي بثتها وكالة الأنباء عن الخبر والتي تحدثت عن تحسن.

ولعل موقعاً وحيداً هو الذي نشر صيغة أكثر دقة للعنوان جاءت كالتالي: "تراجع أداء طلبة الأردن في الرياضيات وتحسنه في اختبار القرائية".

أجرى مرصد "أكيد" قراءة تفصيلية لمحتوى الخبر، وتبين أن العناوين التي نشرت غير دقيقة، ولا يوجد في الأرقام الواردة ما يتيح استخدام كلمة "تحسن".

المرصد أجرى اتصالاً مع مدير المركز الوطني للموارد البشرية الدكتور عبد الله عبابنة، الذي قال إن وسائل الاعلام التي خرجت بعنوان "تحسن أداء الطلبة الأردنيين" في امتحان (PISA) لم تكن دقيقة، والحقيقة أن هناك ثباتا في أداء الطلبة في هذا الإمتحان الدولي للعام 2015 مقارنة بالعام 2012.

واضاف ان تفاصيل الخبر المنشورة صحيحة غير أنها لم تنعكس في العناوين، فقد أظهرت النتائج تحسناً طفيفا في أداء الطلبة في اختبار القرائية بمعدل 9 نقاط حيث سجل 408 نقاط في العام 2015 مقابل 399 نقطة في العام 2012، وثباتا في متوسط أداء الطلبة في العلوم والذي بلغ 409 نقاط في دورتي الامتحان 2012 و 2015، مقابل فروق غير دالة احصائيا في الرياضيات، بواقع 380 نقطة في العام 2015 مقارنة بـ 386 نقطة في العام 2012.

وأوضح العبابنة أنه في تقييم مثل هذه الاختبارات، هناك تحسن مهم، وتحسن غير مهم، وغير ذي دلالة، وهناك أيضاً انخفاض غير ذي دلالة، لكونه يشكل تغيرا طفيفا، وقد توفر ذلك في هذه النتائج، مما يجعل تقديراتنا تقول إن هناك ثباتاً.

وأضاف أن هذه المعلومات  أعلنت في لقاء خاص لإعلان نتائج هذه الدراسة الدولية، بحضور وزارة التربية المعنية بهذا الموضوع وعدد من الإعلامين.

ودعا العبابنة إلى إعداد إعلاميين متخصصين ولديهم الاطلاع الكافي على تفاصيل التخصص، أي متخصصين بتغطية الشؤون العلمية ولديهم الخبرات والمعلومات التي تساعدهم في إنتاج مادة إعلامية دقيقة، كما طالب بضرورة الاطلاع على التقارير الاعلامية المتخصصة قبل النشر، من قبل الفنين والخبراء في مثل هذه المواضيع.

وكان الإعلام قد انشغل قبل أسابيع بقصة مماثلة بعد الإعلان عن نتائج الطلبة في اختبار "تيمس" الذي يعقد لطلاب الصف الثامن والخاص بنتائج الطلبة في مواضيع العلوم والرياضيات.

وفق المعايير المهنية للعمل الإعلامي، يجب أن يكون العنوان دالاً ودقيقاً ولا يتناقض مع النص والتفاصيل التي ترافق العنوان. وفي مثل هذه الأخبار التي تتعامل مع النسب والأرقام والاتجاهات، فإن العنوان غير الدقيق يلعب دوراً تضليلياً، خاصة مع انتشار ظاهرة اكتفاء كثير من القراء به.