أكيد- أنور الزيادات
نشرت مواقع محلية خبرا غير صحيح عنوانه "الأردن الأعلى عالميا في أسعار النفط والمحروقات"، فرغم إرتفاع أسعار مشتقات النفط في الأردن مقارنة بكثير من الدول إلا أنه ليس الأعلى على مستوى العالم أو حتى إقليم الشرق الأوسط.
وتداولت المواقع الإخبارية الخبر بعد إعلان الحكومة الخميس 30 تشرين الثاني 2017 رفع أسعار المشتقات النفطية الأساسية (البنزين بصنفيه أوكتان 90 وأوكتان 95 والكاز والسولار) بنسب تراوحت بين 3.8 % إلى 4.3 % عن أسعارها في تشرين ثاني.
أحد المواقع نشر الخبر تحت عنوان " المحروقات في الأردن … الأعلى عالميا" جاء فيه "بعد إرتفاع أسعار المحروقات الذي تقرر يوم الخميس وبدأ تطبيقه يوم الجمعة الأول من كانون أول, تبين أن أسعار النفط والمحروقات في الأردن هي الأعلى عالميا بنسبة 1,25 % ، هذا ما صرّح به نقيب أصحاب محطات المحروقات نهار سعيدات الذي أوضح أيضا أن تحليل الأسعار يبيّن أن أسعار بنزين 90 إرتفعت 4,35% وبنزين 95 والكاز والسولار 3,85%، وكتب في مقدمة الخبر كلمة رصد، دون الاشارة إلى كيفية الحصول على تصريح النقيب وهل هو تصريح خاص أم عام أم تصريح لوسيلة إعلام أخرى.
وتناقلت الخبر تسعة مواقع محلية أخرى بشكل متطابق تماما "نسخ ولصق" وبذات العنوان " "الأردن الأعلى عالميا في أسعار النفط والمحروقات" وجاء في أخر الخبر أنه "بحسب نقيب المحروقات نهار سعيدات، وجميع المواقع لم توضح ايضا متى أطلق السعيدات التصريحات".
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تواصل مع نقيب أصحاب محطات المحروقات المهندس نهار سعيدات الذي قال إن "ما نقل عنه غير دقيق، فأسعار النفط في الأردن من أغلى الدول في العالم وليست أغلى دولة في العالم وهناك فرق كبير بين العبارتين"، موضحا أن سعر النفط في تركيا وهي من دول الإقليم أعلى من سعرها في الأردن.
وأضاف "حتى بالنسبة لمستوى الدخل عند مقارنة الدول بعضها ببعض فالأردن ليس الأعلى في أسعار المشتقات النفطية ، بالنسبة لمستوى الدخل".
وحسب تقرير موقع غلوبال بترول برايسز ليوم 27 تشرين ثاني 2017، فان ترتيب الأردن يأتي بالمرتبة 53 على قائمة أعلى الأسعار على مستوى العالم، وهناك 52 دولة ترتفع أسعار المحروقات فيها عن الأردن فيما هناك 116 دولة أسعارها أقل من الأردن.
وحتى مع الزيادة الأخيرة فإن ترتيب الأردن لن يرتفع الا بدرجات قليلة ومعدودة مقارنة مع دول العالم، وهذا لا يعني أن الأسعار في الأردن منخفضة، فوفق الجدول فإن سعر المشتقات النفطية في الأردن أعلى من الأسعار في الدول العربية الأخرى.
وكان مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) قد ناقش قضية تسعير المشتقات النفطية في تقرير مستفيض سابقا بعنوان "هل تربح الحكومة من فاتورة النفط... سؤال الصحافة الاستقصائية الغائب" سلط الضوء على هذا الموضوع.
ويرى مرصد (أكيد) أن هذا السلوك الإعلامي يُنافي ميثاق الشرف الصحافي في مادته التاسعة التي تنص على "أن رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وإن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها، كما توجد مخالفة لمعايير التحقق من مصداقية التغطية الصحافية في معيار الدقة وتجنب المحتوى غير الصحيح، ومعيار التوازن في المصادر ومعلومات كافة الأطراف".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني