فيديو "رؤيا".. لماذا استأثرت لقطة النائب القضاة بالمتابعة؟

  • 2016-11-22
  • 12

أكيد- انور الزيادات

نشر موقع "رؤيا الإخباري" التابع لقناة "رؤيا" فيديو قصيراً رَصَدَ من خلاله مخالفةَ عدد من النواب للقانون من خلال التدخين تحت قبة البرلمان في الجلسة الصباحية يوم الأحد 13 (تشرين ثاني) 2016 وتضمن الفيديو لقطة للنائب محمد نوح القضاة وهو مغمض العينين استمرت عدة ثواني.

وجاء النص المرفق مع الفيدو كالتالي: شهدت الجلسة الصباحية لمجلس النواب التي عقدت الأحد ، مخالفة عدد من النواب للقانون من خلال التدخين تحت قبة البرلمان.

وبرغم مطالبة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة لهم بالالتزام بالقانون وعدم التدخين خلال الجلسة، إلا أن بعض النواب المدخنين لم يلتزموا بذلك، الأمر الذي أدى الى استياء عدد من النواب غير المدخنين.

كاميرا رؤيا رصدت عددا من النواب وهم يشعلون سجائرهم تحت قبة البرلمان، وإنشغال عدد اخر من النواب بإجراء مكالمات هاتفية خلال انعقاد الجلسة، التي خصصها المجلس لانتخاب أعضاء اللجان الدائمة.

النائب د. محمد نوح  رد على صفحة فيسبوك الخاصة به بالقول: "في وقت الاستراحة حركة الجفون تجد من يراقبها

أما الضمائر فلا بواكي لها...شكرا لهذه ال.. رؤيا". وقد نال هذا التعليق اهتمام عدد كبير من رواد الفيسبوك، حيث نشرت الصفحة حوالي 9 آلاف تعليق، تضمنت العديد من عبارات الانتصار للنائب إلى جانب العديد من السباب والشتائم والألفاظ غير اللائقة وجهت لخصومه.

إثر ذلك نشر موقع القناة فيديو جديداً صُوّر في الجلسة ذاتها وعرض لقطة مركزة على النائب محمد نوح القضاة يشاهد من خلالها النائب وهو مغمض العينين لعشرين ثانية من أصل دقيقة و6 ثوانٍ تشكل كامل مدة الفيديو، وذلك رداً على ما قيل إن الفيديو الأول تضمن صورة ثابتة للنائب.

ردود الفعل حولت هذه الصورة والفيديو وتعليق النائب الى قضية رأي عام شغلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية، وخلقت نوعا من الاصطفاف، بين المؤيدين للقضاة والمناهضين له، وكذلك جمهور قناة رؤيا والمناهضين لها، إلى جانب بعض المحايدين.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني(أكيد) اتصل بالمخرج الأردني شحادة الدرابسة الذي أكد بأن الفيديو (الأول) خضع للمونتاج التلفزيوني، حيث "يستند المونتير (الذي يقوم بالمونتاج) في عمله على خبرته وحسه الفني وقدرته على إعادة إنتاج مشاهد تبدو مألوفة لكنها بالقص واللصق وإعادة الترتيب والتوقيت الزمني للأحداث".

وقال الدرابسة إن الفيديو الذي ركز على مخالفات النواب وخاصة التدخين واستخدام الهاتف فيه خداع واضح من خلال تثبيت لقطة الكاميرا، وتوقيفها من  5 إلى 10 ثواني، مضيفا أن ذلك رافقه إعادة وتكرار للصوت نفسه.

ويقول المخرج الدرابسة ان فيديوهات " ريل تايم" لا يوجد فيها قطع أما هذا الفيديو فهو خضع للمونتاج، والتصوير تم عبر كاميرا واحدة، موضحا أن اللجوء الى هذا التغطية غير محترف.

ويشير الدرابسة الى أنه من الناحية الفنية فإن أي مادة تخضع للمونتاج، وتقطيع الصوت والتكرار، تكون نسبة الخداع فيها واضحة جدا.

مدير الأخبار في قناة رؤيا محمد الخالدي نفى ذلك، قائلا  لـ(أكيد) إن الفيديو الأول ومدته تزيد عن 3 دقائق يظهر فيه عددا من المخالفات، وأبرزها التدخين تحت القبة واستخدام الهواتف النقالة، وذلك حدث أثناء انتخاب اللجنتين القانونية والمالية، لجنتي صنع القرار تحت القبة، ولاحقا ظهر في الفيديو النائب محمد نوح القضاة مغمض العينين لمدة حوالي 10 ثواني فقط .

واضاف عقب ذلك نشر ناشطو التواصل الاجتماعي، صورة القضاة وهو مغمض العينين، وهو  ما قاد سعادة النائب المحترم للتعليق على صفحته انها حركة جفن، مما أستدعى من القناة توضيح ان ما نشر هو فيديو وليس صورة، وفيه يظهر النائب مغمض عينيه، لمدة تزيد عن راحة الجفن، تأكيدا منا على ان ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست صورة، لافتاً إلى أن الفيديو الأول لم يذكر أي اسم، ولم يشر إلى غفوة، واكتفى بالإشارة إلى مخالفات التدخين واستعمال الهاتف.

واوضح أن الفيديو الثاني لم يخضع لأي عمليات مونتاج، وخبراؤنا بالصوت والصورة يؤكدون ذلك، ولا مصلحة لنا في تشويه أو تلميع أي كان، وأكد على مهنية التغطيات وحيادها.

الخالدي قال إن هناك من يريد من الإعلام التركيز والحديث عن الإيجابيات فقط، والابتعاد عن السلبيات، لكن واجب الإعلام نقل الحقيقة كما هي وبصورتها الكاملة، ومن يتعرض من الطرفين (الاعلام والشخصيات العامة) لأي هجمة وابتزاز ويخضع له فانه يفقد مصداقيته بالكامل.

عدد من المواقع الإخبارية غطى السجال الدائر على صفحات الفيسبوك، بعناوين منها:

محمد نوح يهاجم "رؤيا": الضمائر فلا بواكي لها

محمد نوح القضاة يعلق على غفوته

محمد نوح موضحاً : الضمائر لا بواكي لها

النائب محمد نوح يغفو تحت قبة البرلمان

بماذا علق القضاة على صورته وهو مغمض العينين تحت القبة؟

القضاة ينتقد تصيد قناة "رؤيا" في الماء العكر له بعد نشر صورته "مُغلقاً عينيه".

وفي النصوص التي نشرتها المواقع يلاحظ أنها –في الغالب- نقلت ما جرى من نقاش بين فريقين من دون ترجيح لموقف أحدهما على الآخر.

 الصحفي المختص بتغطية أخبار مجلس النواب وليد حسني قال في اتصال مع "أكيد": "قانونيا مباح للإعلام نقل كل ما يحصل في المجلس باستثناء ما يعتبره رئيس المجلس سريا، بمعنى أن تكون هناك جلسة للمجلس وتحول الى جلسة سرية، يخرج خلالها الصحفيون والموظفون، كما لا يجوز نقل ما يقرر رئيس مجلس النواب شطبه من محاضر الجلسات، وكل ما تبقى  مسموح نشره" موضحا أن "تصوير النائب ونقل كل ما يحدث في المجلس هو حق للصحفي وحق للجمهور"

وأوضح حسني: هناك نواب يحاولون أحيانا منع الصحفيين من النشر، ولكن حق الصحفي محفوظ وللنائب حق اللجوء الى القضاء، وهناك دائما من يحاول محاربة الإعلام.

حسني أضاف أن مجالس النواب المتتالية توفر الخدمات المطلوبة للصحافيين الذين يغطون أخبار المجلس، ولا تمارس الضغوط عليهم، ولكن هناك حالات فردية، تكررت في مجالس سابقة، حاول خلالها نواب احتواء إعلاميين عبر وسائل شتى، لكن هذه الاساليب بقيت محصورة، وتطلق احيانا من قبل نواب اتهامات لصحفيين، وقد طالبنا المجلس والنواب، الكشف عن الإعلاميين الذين يمارسون الابتزاز ضدهم، ولكن طوال السنوات الماضية لم يقدم النواب اسماء، صحفيين مارسوا هذا الابتزاز.

واشار حسني إلى حدوث العديد من المشاكل في المجالس السابقة بين الإعلام والنواب، مضيفا "ندرك تماما حساسية بعض النواب تجاه ما ينشر أحيانا من حقائق، ولكن هذا  لا يؤثر على حياد ونزاهة نقل المعلومة للجمهور، وفي كل المواجهات الخشنة بين الاعلام ومجلس النواب فان الصحافة كانت تكسب في النهاية".