قصة الاعتداء على العامل المصري.. وسائل إعلام تتعامل مهنياً مع "التواصل الاجتماعي" وتنتج تغطيات متوازنة

قصة الاعتداء على العامل المصري.. وسائل إعلام تتعامل مهنياً مع "التواصل الاجتماعي" وتنتج تغطيات متوازنة

  • 2015-10-03
  • 12

تفاعلت مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والإلكترونية، كذلك مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع حادثة اعتداء أشقاء النائب زيد الشوابكة على عامل وافد في العقبة، فيما تفاوتت التغطية فيما يتعلق بالصحف اليومية الأربع المطبوعة.

التغطية الإعلامية للقصة بدأت يوم السبت 3 تشرين الأول (أكتوبر)، مع نشر فيديو يُظهر اعتداء شقيق النائب برفقة آخرين على العامل الوافد، لتنتشر القصة من خلال تغطيات واسعة، وبحث عن كل جديد ومختلف فيها.

ويعدّ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن التغطية الإعلامية للحدث تميزت هذه المرة، إذ سعت بعض وسائل الإعلام فعلاً وراء تفاصيل الخبر، لكونه قضية إنسانية تتعلق بعامل وافد يتعرض للضرب. وأيضاً لأن الطرف الثاني فيها هو شخصية عامة تمثلت بنائب في البرلمان وأشقائه. ونتيجة ذلك أن وسائل الإعلام قامت بدورها في البحث والتقصي عن الحقيقة، ولم تكتف -كما حصل في حالات أخرى- بتبني ما ينشر على "التواصل الاجتماعي"، بل حاولت إخضاعها لمعاييرها.

لم يترك الإعلام المتلقي عرضة للإشاعات لما نشره عن أبعاد القصة كافة، كما لم يتبنّ وجهة نظر طرف دون آخر.

فقد عملت وسائل إعلام على إجراء مقابلات حصرية مع العامل المصري سواء بالفيديو أو من خلال الاتصال الهاتفي أو المقابلات المكتوبة لتوضيح ما الذي حدث بالضبط.

ولم تقتصر تلك الوسائل في متابعتها للخبر على مقابلة العامل الوافد، بل سعت أيضاً وراء أي تصريح يصدر عن النائب أو شقيقه، فنشرت ما صرح به النائب عن القصة، كما  نشرت المقابلة التي أجراها مع التلفزة المصرية، ونشرت أيضاً بيان شقيق النائب كاملاً.

إضافة إلى ذلك، نشرت وسائل الإعلام التصريحات الرسمية التي وردت على لسان الناطق الإعلامي باسم الحكومة، وكذلك السفارة المصرية في عمان، وقنصليتها في العقبة.

القضية أثارت موجة نقاش مجتمعي حولها، وتفاعلت معها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت بشكل واضح في خلق رأي عام في الحادثة، الأمر الذي أدى إلى تفاعل وسائل إعلام عربية أخرى معها، وليس فقط في الأردن ومصر، فقد نشرت على سبيل المثال قناتا الجزيرة وسكاي نيوز الخبر والفيديو.

ورصد (أكيد) عدد المشاهدات على موقع اليوتيوب لمقاطع فيديو الاعتداء، وكانت حوالي 400 ألف مشاهدة. وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، كان هناك نحو 5000 مشاركة لمقاطع الفيديو هذه على "فيسبوك".

الصحف اليومية المطبوعة

تفاوتت تغطية النسخ الورقية للصحف اليومية للحادثة، فقد اقتصر النشر في صحيفتي "الرأي" و"الدستور" على تصريحات الناطق الإعلامي باسم الحكومة، وتصريحات السفارة المصرية، لكن من دون الإشارة إلى الحدث الرئيسي وحادثة الاعتداء. ولم يُذكر اسم النائب أو شقيقه. ولم تتوسع الصحيفتان في إجراء أي ملاحقة للخبر. في حين غابت صحيفة "السبيل" (في نستختها الورقية) تماما عن الحادثة، فلم تنشر أي تغطية أو متابعة للحادثة.

في حين تميزت صحيفة "الغد"عن بقية الصحف المطبوعة بنشر مقابلة مع العامل الوافد، أجراها مندوب الصحيفة في العقبة، حيث وقع الاعتداء، ونشرت تفاصيل الحادثة، كما أفردت تقريرا صحفيا رصد النقاش الذي دار حول الحادثة على صفحات "فيسبوك".

سلبيات التغطية

رصد (أكيد) بعض السلبيات المحدودة للتغطية، فعند بداية نشر الفيديو لم يُشر إلا إلى "نائب أردني"، من دون توضيح هويته، ما أدى إلى انتشار شائعات، طالت نوابا آخرين، منهم النائب، عساف الشوبكي، الذي أصدر بياناً على صفحته على "فيسبوك"، نفى فيه أن يكون هو النائب المقصود في الحادثة.

أيضا، كان النائب الشوابكة، قد قال في تصريحات أولية عند بداية تفاعل الحادثة إن "العامل قد شتم الشعب الأردني". وقد لوحظ أن وسائل الإعلام غيّبت هذه الرواية في متابعتها للحادثة، عندما غطّت لاحقا بيانا وتصريحات للنائب، إضافة إلى بيان آخر لشقيقه، تخلّى فيها الاثنان عن هذه الرواية.