أكيد- أنور الزيادات
تناقلت العديد من المواقع الإخبارية مساء يوم الأثنين 28 (تشرين ثاني) 2016 خبرا بعنوان "رقيب سير يتخلى عن مخالفة مركبة ويتوجه للتبرع بالدم لابن السائق"، فيما حفل هذا الخبر بمشاركة وتفاعل واسعين من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعليقات أو الإعجاب ومشاركة الخبر..
وكشف هذا الخبر عن الوجه الإيجابي في تعامل وسائل الإعلام المحلية مع القصص التي تشكل نموذجا انسانيا مؤثرا، فرقيب السير محمد الهزايمة تعامل مع مخالفة سير بإنسانية قبل أن يكون شرطيا ينفذ القانون، فتصدر صفحات المواقع الإخبارية الرئيسية وطغى حضوره على الشخصيات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية والثقافية في ذلك اليوم.
وتتلخص الحادثة في أن رقيب السير محمد الهزايمة أوقف مركبة بداخلها شخص يتحدث بالهاتف أثناء القيادة، وأنه عندما نزل منها وجده يبكي، ولدى سؤاله عما أصابه رد بأن ابنه في مركز الحسين للسرطان يصارع الموت وأنه كان يتحدث مع أحدهم ليجمع أكبر عدد من الأشخاص للتبرع بالدم لابنه الذي دخل في وضع صحي خطير، الشرطي الهزايمة طلب من السائق الذهاب حينها إلى المستشفى بعد التخلي عن تحرير مخالفة بحقه، ليتفاجأ بعدها بأن الرقيب قد جمع عدد من زملائه وتوجهوا للتبرع بالدم للابن المريض.
مرصد مصداقية الإعلام الاردني (أكيد) رصد ما يزيد عن 40 مادة إخبارية حول قصة الرقيب الهزايمة خلال 24 ساعة، ركزت على تعامله الإنساني، والقيم الإيجابية التي مثلها رجل الأمن الهزايمة، ولكن الملاحظ أن الغالبية العظمى من هذه الأخبار صيغت بطريقة متطابقة تماما، أي أنها أخذت من مصدر واحد.
وفق الرصد، فقد نُشر الخبر في صحيفة الغد التي حصلت على تأكيد من مصدر أمني، فيما نقلت بعض المواقع الخبر بما فيه عبارة "أوضح للغد"، ونشرته مواقع أخرى ووضعت إشارة لمصدره في نهاية الخبر، فيما نسبت مواقع أخرى الخبر لنفسها، وأضافت مواقع اخرى بعض التفاصيل.
تضمن الخبر في صيغته الأولى، اشارة واضحة بأن المصدر الأساسي للمعلومة هو، مواقع التواصل الاجتماعي، وأجرى التحقق اللازم منه، فالمعلومات التي تداولها الناشطون بداية الأمر على مواقع التواصل لا تكفي لاعتمادها كخبر مهني، وخاصة لافتقارها للمصدر. ويشكل هذا الخبر نموذجاً لعلاقة تفاعلية إيجابية بين "التواصل الاجتماعي" ووسائل الإعلام المحترفة.
إن شبكات التواصل الاجتماعي تقدم العديد من الأخبار والقصص والتقارير الانسانية والاجتماعية، مما يجعلها مصادر مهمة للأخبار، وهي تمتاز بالسبق والفورية، ولكن التحقق والاستقصاء والمتابعة ليست من مهامها، بل تنحصر هذه المهمات بالوسائل المحترفة.
وعلى صعيد محتوى هذه القصة، فخلال أقل من عام، تكون وسائل الإعلام قد سجلت حالتين بارزتين من الاهتمام بالقضايا الإنسانية، وكانت الأولى تتعلق بشرطي السير هزاع الذنيبات، وقد سبق لـ"أكيد" في تقرير خاص، أشار فيه إلى أن اهتمام الإعلام بالقضايا الإنسانية، يمكن أن يشكل رافعة حقيقية تدعم تنمية المجتمع، والتركيز على الظواهر الايجابية، وخاصة تلك التي تحظى باهتمام الجمهور، فهناك العديد من القصص الإنسانية التي يتناولها الإعلام بجدية، وفي الوقت ذاته تجذب الجمهور، مثل الحياة اليومية للناس، وقصص من يساعدون الناس، وقصص الشجاعة والإيثار والتضحية، والقصص المفعمة بالمشاعر الانسانية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني