لا صحة لخبر "قاض يقبّل يد معلم متهم"

لا صحة لخبر "قاض يقبّل يد معلم متهم"

  • 2016-02-23
  • 12

أنور الزيادات

تداولتمواقع إلكترونية خلال الأيام الثلاثة الماضية، ابتداء من 21 شباط الجاري، خبراً حول حادثة "تقبيل قاض يد معلمه" في إحدى محاكم  "الزرقاء" على لسان شهود عيان ومصادر مبهمة. وجاء في الخبر "أن قاضياً قام بتقبيل يد متهم في محكمة الزرقاء، بعد أن تبين له أن المتهم الذي يقف أمامه هو معلمه عندما كان صغيراً".

مرصد مصداقية الإعلام الأردنيأكيد"، تحقق من صحة الخبر الذي تناقلته المواقع الإخبارية بعناوين مختلفة، أبرزها: "قاض يقبل يد متهم" و"قاضٍ يقبل يد متهم.. والسبب" و"قاض أردني يقّبل يد موقوف ", كما تم تداول الخبر من قبل وسائل إعلام عربية، من بينها: سبق السعودية ووسائل إعلام فلسطينية نقلا عن وكالة فلسطين اليوم .

"أكيد" اتصل برئيس محكمة بداية الزرقاء القاضي د. حسين الرحامنة، الذي قال "إنَّ الخبر عار عن الصحة"، مضيفا "أن كل المواطنين سواسية أمام هيئة المحكمة، ولا مجاملة على حساب القانون، ولا تمييز بين مواطن وآخر، والقاضي في الأصل يحترم  كل الناس، ولكن القانون فوق الجميع، ويأخذ مجراه."

وجاء في تفاصيل الخبر: "أصر قاض في إحدى المحاكم الأردنية في مدينة الزرقاء على تقبيل يد متهم، مَثُل أمامه للنظر بقضية اعتداء، تتمحور بأن المتهم الذي يعمل معلم مدرسة ضرب بالعصا أحد الطلبة، ما دفع ذوي الأخير لتقديم شكوى بحق المعلم، واضطره للمثول أمام هيئة المحكمة. وفور مغادرة الحضور لقاعة المحكمة تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة القاضي مع معلمه المتهم، مشيدين بالأخلاق العالية التي تحلى بها القاضي وتقديره الكبير للمعلم الذي كان سببا في وصوله وترقيته في عمله وعلمه.

صحيفة السبيل، وفق رصدنا، الوسيلة الوحيدة التي أجرت تحققاً مهنيا على صحة هذا الخبر، ولم تكتف بنقله عن صفحات التواصل الاجتماعي، إذ اتصلت برئيس نقابة المعلمين فرع الزرقاء حسام الصمادي الذي أكد للصحيفة "أن لا صحة للمعلومات التي نشرت حول هذا الموضوع، وأنه تواصل مع رئيس محكمة الزرقاء ومع أحد القضاة اللذين أكدوا له عدم صحة الخبر نهائياً".

والملاحظ أنه حتى لو كان الخبر صحيحاً، فقد غابت في صياغته العديد من عناصر الدقة والمصداقية، فالخبر لم يحدد بشكل دقيق اسم المحكمة، كما لم  يحدد زمن ووقت وقوع الحدث بشكل دقيق، وغاب عن الخبر عنصر الدقة إذ لم يحدد اسم القاضي، أو المتهم، أو أية تفاصيل أخرى تمنح الخبر المصداقية والموضوعية. كما أن المعلومات الواردة في الخبر اعتمدت على مصادر مبهمة، سواء فيما يتعلق بالمصدر أو شهود العيان، وما تناقله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.