اعتمدت وسائل اعلام محلية على موقع (CNN بالعربية) لنقل خبر ترتيب الأردن على مؤشر الرفاهية والازدهار الذي يصدره معهد ليغاتوم البريطاني، وصنّف 142 دولة وفق ثمانية مؤشرات.
الإعلام المحلي حينما نشر المادة الخبرية المتعلقة بتلك المؤشرات، لم يرجع إلى مصدر المادة الرئيس وهو موقع معهد ليغاتوم صاحب المؤشر، وهو أمر لو حصل، لمكّن وسائل الإعلام من تغطية بقية العناصر الهامة التي نشرها المعهد ومنها ما يتعلق بالاقتصاد، وريادة الأعمال وفرص الاستثمار، والأداء الحكومي، والتعليم، والصحة، والأمن، والحرية الفردية، والتواصل الاجتماعي .
وفق الجدول الذي نشره موقع المعهد، كان الأردن في المرتبة (88) على مؤشر الرفاهية وليس في المرتبة (80) كما نشرها (CNN بالعربية)، فالخطأ الذي وقع فيه موقع (CNN بالعربية)، سواء عن قصد أو غير قصد نقلته وسائل الأعلام المحلية كما هو من دون تحقق، فتكرر الخطأ في كافة الوسائل.
موقع (CNN بالعربية) توسع في نقل مراتب عدة دول عربية ومن بينها الأردن، وهو ما نشرته المواقع المحلية كما هو، في حين كان من الممكن لوسائل الاعلام المحلية أن تصنع أخباراً جديدة وخاصة بكل منها، بما يتيح الفرصة للتركيز على ترتيب الأردن في المؤشرات الثمانية التي نشرها التقرير، ولا تقتصرر على ما نشره (CNN بالعربية)، وهو موقع يهتم بالشأن العربي بشكل عام.
ومع التركيز على أن الأردن يأتي في المرتبة الخامسة عربياً في مؤشر الرفاهية، لكن المؤشرات الأخرى في التقرير أظهرت على سبيل المثال أن الأردن يحتل المرتبة (136) في مؤشر الحرية الفردية ضمن الدول (142) المصنفة حسب المؤشر.
كما أظهرت مؤشرات أخرى أن الأردن تراجع في الأداء الحكومي للمرتبة (58) بعد أن كان في المرتبة (50) العام الماضي، كما تراجع في مؤشر التواصل الاجتماعي إلى المرتبة (110) بعد أن كان في المرتبة (100) في العام 2014.
وتراجع الأردن على مؤشر الأمن للمرتبة (84) بعد أن كان في المرتبة (77) العام الماضي.
لكن تلك المؤشرات لم يتداولها الإعلام المحلي، ولم يتابعها أو يطرح أسئلة حول دقتها أو عدمها، وذلك بسبب اعتماده على مادة نشرتها وسيلة تعنى بالشأن العربي العام.
يقدّر مرصد "أكيد" أنه كان على وسائل الإعلام في مثل هذه الحالات، أن تعود إلى المصدر الأصلي للمادة الخبرية وتنقل المعلومات كما وردت من مصدرها، وهذا سيؤدي إلى تجنب نشر أخطاء الأرقام والمؤشرات، وإلى تسليط الضوء على مؤشرات أخرى والتوسع في نقل المعلومات ونشرها.
ملاحظة: صاحب الاقتراح بطرق هذا الموضوع هو الزميل عزالدين الناطور، ونحن نشكره، ونرحب بأية ملاحظات أو اقتراحات مماثلة، فنحن شركاء في المَهَمة مع الجميع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني