متسولة تحقن أطفالا بالفاليوم و"تشحد عليهم".. خبر غير مكتمل في قضية حسّاسة

متسولة تحقن أطفالا بالفاليوم و"تشحد عليهم".. خبر غير مكتمل في قضية حسّاسة

  • 2016-02-10
  • 12

صحيفة يومية، نشرت يوم (9/2/2016) خبرا بعنوان: "متسولات يحقّن الأطفال بجرعات التنويم لاستدراج عطف المارة وشفقتهم!!"، تحدث عن متسولات، وسط عمان، يحقنّ أطفالا بـ"الفاليوم وحبوب أخرى شديدة المفعول مخصصة للنوم"، كما تحدث عن "أطفال يتم استئجارهم فيما بين المتسولات بالاتفاق على تسعيرة محددة لساعة العمل الواحدة للطفل".

الخبر مرفق مع صورة معالجة مهنيا بشكل صحيح، فقد أُجري التمويه اللازم على الوجوه الظاهرة في الصورة، بما أخفى هويتها.

غير أن المعلومات الواردة في الخبر اعتمدت فقط على مشاهدات لم توثّق من قبل أي مصدر، سواء كان هذا المصدر شاهد عيان من المتواجدين يوميا في المنطقة، أو من قبل معدّ المادة، الذي لم يقل إنه شاهد بأم عينه ما حدث من خلال مراقبته للمشهد لساعات طويلة، أو من خلال تقرير استقصائي مهني يوثق ما يحدث في الشارع، أو بالاعتماد على سجلات رسمية وثقت مثل تلك الممارسات في السابق.

لقد ذكرت المادة الإخبارية أن المتسولات يحقنّ الأطفال بـ"إبر الفاليوم وحبوب أخرى شديدة المفعول"، لكنه لم يؤكد أنه شاهد ذلك، ولم يوضّح كيف عرف ماهية المادة التي استخدمت في الحقن.

وهذا أيضا ينطبق على معلومة "استئجار الأطفال" بين المتسولات، إذ لم تبين المادة الإخبارية أنها رصدت تبديلا للأطفال، أو غير ذلك من أدلة.

وفق المعايير التي يعتمدها "أكيد" فإن الخبر المذكور تضمن معلومات ناقصة وغير موثقة، وساهم بنشر قصة تثير القلق في المجتمع، ما أخلّ بمعيار الدقة.

كما أخلّ الخبر كذلك بمعياريّ التوازن والحياد، فقد اتهم "وزارة التنمية الاجتماعية وأذرعها والجهات الرسمية والحكومية" بأنها لا تقوم بواجباتها، لكن من دون منح هذه الجهات فرصة الردّ على هذا الاتهام، فالمادة الصحفية لم تذكر أن الصحفي أجرى أي مقابلة أو اتصال، لمتابعة ما يحدث مع الجهات المعنية تلك، بل اكتفى بتقديمهم كمقصرين.

ورغم الأخطاء المهنية التي شابت هذه المادة الصحفية، فقد لوحظ أن بعض المواقع الإلكترونية نقلتها كما وردت في الصحيفة، فنشرتها بالعنوان نفسه، ومن دون أي تعديل في المتن، أو متابعة واستقصاء، وتوسّع في الخبر.