ممارسات فضلى في التغطية الإعلامية للأحوال الجوية

ممارسات فضلى في التغطية الإعلامية للأحوال الجوية

  • 2018-01-06
  • 12

أكيد- وسائل الإعلام المحلية في تغطيتها للمنخفض الجوي الأخير الذي ساد المملكة يوم الجمعة 5 كانون الثاني الحالي، التزمت في أغلبها الدقة بحديثها عن انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرق والرعد في جميع مناطق المملكة، فيما بالغت مواقع إخبارية بحديثها عن ترجيح التنبؤات الجوية لتساقط الثلوج، ونقلت مواقع إلكترونية أخرى على لسان مدير دائرة الأرصاد الجوية حسين المومني، تساقط زخات ثلجية خفيفة في بعض المناطق المرتفعة دون تراكمها.

وتاليا نورد بعض الأمثلة على هذه التقارير:

منخفض جوي عميق وامطار غـزيرة تعم المملكة اليـوم

أخر تطورات المنخفض الجوي

تفاصيل جديدة حول المنخفض الجوي العميق الذي يؤثر على المملكة

منخفض جوي عميق يوم الجمعة وتحذير من السيول والرياح القوية

استقرار الأجواء الأربعاء.. ومنخفض "غير مثلج" يدخل مساء الخميس

وسبق لمرصد مصداقية الأعلام الأردني "أكيد" أن تناول في تقاريره تغطية الوسائل الإعلامية للحالة الجوية، خاصة في حالة تجنبها الدقة سعيا لتقديم أخبار مثيرة تحقق أعلى نسب قراءة، أو نشر عناوين  مبهمة ومبالغ فيها ومن هذه التقارير نذكر

أخبار الحالة الجوية.. اعتذار مصادر المعلومات رسالة إعلامية إيجابية

وسائل إعلام تخدع الجمهور بعناوين مضللة حول حالة الطقس

وتعد نشرات الاحوال الجوية خدمة عامة تقدمها مراكز الرصد الجوي حول العالم، لما لها من أهمية كبيرة لقطاعات واسعة لا تتوقف عند تحديد البرامج اليومية للأفراد والمؤسسات وقطاعات الطيران والنقل البحري والزراعة وغيرها بل تصل إلى أدق تفاصيل حياة المواطن العادي.

ومع التطور العلمي والتكنولوجي سواء في طرق الرصد الحديثة أو في تناقل أخبار التوقعات الجوية التي تصدرها مراكز الرصد الجوي، أصبحت أهمية الرصد الجوي لا تتوقف عند دقة تلك التوقعات بل تعدتها إلى مصدر تلك التوقعات وإلى تغطية وسائل الإعلام للأحوال الجوية. حيث تتكرر حالة من الارباك الاخباري حول الحالة الجوية المتوقعة خاصة في فصل الشتاء من كل عام، وتنتشر في وسائل الإعلام المختلفة احيانا توقعات متناقضة حول الحالة الجوية ، وازدادت هذه الحالة مع ظهور جهات عديدة تدعي رصد الاحوال الجوية بعضها محترفة واخرى يمثلها هواة.  

وبين دقة التوقعات الجوية من عدمها، فإن بعض المواقع الالكترونية تنشر أخباراً تتعلق بحالات جوية متوقعه تنسب إلى (متنبئ جوي وليس لمراكز رصد) كي تحقق سبقاً صحفياً، خاصة وأن المواطن يتابع الحالة الجوية بشغف في فصل الشتاء، ما يجعل بعض تلك الجهات تحرص على نقل أخبار متعجلة، ما قد يؤدي إلى تراجع القدرة في تجنب أخطاء المعلومات، وعدم الاعتماد على المصادر الموثوقة في نقل الخبر ما يخالف معيار الدقة.

وتقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تشارك فيها معظم دول العالم، بتوحيد النظم والتعليمات لعمليات الرصد الجوي بهدف الحصول على طرق ومعلومات متشابهة في الرصد الجوي وتبادل المعلومات.

وتتطلب مساحة الكرة الأرضية الكبيرة عددا هائلا من عمليات الرصد بهدف مراقبة معدل التغيرات الحاصلة في الجو وذلك من خلال محطات الرصد التي يبلغ عددها نحو 9000 محطة حول العالم إضافة إلى 3000 طائرة ونحو 4000 باخرة تجاريه، تقوم بمئة وخمسين الف عملية رصد يومياً على مدار الساعة وتقوم بتبادلها مع مراكز الرصد الأخرى.

وبعد جمع تلك المعلومات في مراكز الرصد الجوي، يتم رسم خرائط جوية تحوي تلك النماذج، حيث يتم رسم خرائط الطقس كل ثلاث ساعات، كما يتم رسم خرائط الطبقات الجوية العليا مرتين في اليوم الواحد.

الممارسات الجيدة في التغطية الإعلامية للأحوال الجوية .

أولا: مصادر النشرات الجوية

هناك جدل حول مصادر معلومات الاحوال الجوية وهل يجوز للقطاع الخاص ممارسة تقديم هذه الخدمة عالية الحساسية، العديد من الدول حسمت هذا الموضوع وحررت هذا القطاع ، ولا يوجد لديها موانع من استثمار القطاع الخاص في هذا المجال فيما لا تزال بعض الدول ترفض هذا الاتجاه .

  • ان وسائل الإعلام معنية بالدرجة الأولى بالمصداقية والاحاطة المستمرة بتطورات الحالة الجوية بغض النظر عن ان مقدم الخدمة من القطاع العام او الخاص ، ولا يجوز لوسائل الإعلام تبني اي فرد او مؤسسة والترويج اليه لتقديم خدمة عامة حساسة مثل الحالة الجوية .
  • الجمهور يبني الثقة في النشرة الجوية من خلال تاريخ صدق مصدر النشرة عبر المدد الطويلة والمتوسطة ، ما يتطلب من وسائل الإعلام رصد ومراقبة مصداقية مراكز التنبؤات الجوية .
  • على الرغم من عدم ومواكبة بعض مراكز الرصد الجوي العامة للتحديث والتطور فان الخبرة المهنية لوسائل الإعلام المحترفة تعطي الأولوية لنشرات مراكز الرصد الجوي العامة دون اهمال الشركات الخاصة اذا ما قدمت اضافة ذات قيمة اخبارية للصالح العام واستطاعت بناء سمعة وخبرة في الصدق ، حيث ان القدرات المتاحة امام القطاع الخاص في المجالات الحاسوبية والجغرافية في الكثير من الدول محدودة بالمقارنة مع القطاع العام ، ومن امثلة ذلك امتلاك القطاع العام مئات محطات الرصد الجوي على الأرض .

ثانيا : جودة معلومات النشرات الجوية

  • مراعاة معايير المهنية في النشرات الجوية وتحديدا معايير الدقة والشمول والوضوح .
  • تبسيط المفاهيم والمصطلحات والاوصاف المستخدمة في النشرات الجوية وتحديدا في الحالات الجوية النادرة .
  • استخدام وتطوير برمجيات لتصميم الرسومات والخرائط التوضيحية السريعة وانشاء النصوص الاخبارية بشل آلي تكون في متناول طواقم النقل الخارجي .
  • الانتقال من التغطية الخبرية التقليدية إلى تقديم خدمة خبرية شاملة وتفصيلية مرتبطة مباشرة بحاجات المجتمع على سبيل المثال تحديد المناطق التي تحتاج الى أخلاء او التي قد تتعرض الى زلازل ترتبط بها اعاصير او حالات جوية صعبة .

 ثالثا : الحاجة الى بناء قدرات إعلاميين متخصصين بالأحوال الجوية .

رابعا : ابتعاد وسائل الإعلام عن المبالغة في تقدير الحالة الجوية والتحذير منها ، حيث ان بعض وسائل الإعلام تستثمر حالة بحث المجتمع عن المعلومات في اوقات الشتاء من اجل لفت انتباه المزيد من الجمهور لمتابعة هذه الوسيلة ما قد يؤدي الى المبالغة ودفع الافراد الى سلوك غير مطلوب وبالتالي الوقوع في أزمات اخرى .