"نبض  البلد" .. مغامرة أم محاولة لبث الحياة في صحافة ورقية "تحتضر"

"نبض البلد" .. مغامرة أم محاولة لبث الحياة في صحافة ورقية "تحتضر"

  • 2017-05-02
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

 شكل صدور قرار من مجلس الوزراء بالموافقة على اصدار صحيفة يومية ورقية جديدة مفاجأة للصحفيين في ظل ما تعانيه الصحف الورقية من  أزمات مالية وتراجع سوق الإعلان، إلى جانب تحديات الصحافة الإلكترونية.

صحيفة "نبض البلد" التي يملك ترخيصها الزميل حسين الجغبير ويرأس تحريرها الزميل خالد فخيدة، لم تشكل مفاجأة فقط بولادتها وانما بكونها أيضا أول صحيفة يومية تصدر من خارج العاصمة عمان، وتحديدا مدينة العقبة الاقتصادية الخاصة.

وتعتبر صحيفة "نبض البلد" الصحيفة الورقية اليومية العاشرة في المملكة، حيث تشغل موقع صحيفة العرب اليوم التي غادرت السوق في تموز 2015، على وقع أزمة مالية خانقة تخللها احتجاجات للصحفيين وصمت حكومي.      

ووفق هيئة الاعلام، فإن الصحف اليومية الورقية العشرة المرخصة، هي "الغد والدستور والرأي والسبيل والأنباط والديار والجوردان تايمز وصدى الشعب والأمم ونبض البلد".

ويأتي صدور "نبض البلد" في ظل أزمات مالية عديدة تعيشها صحف يومية أردنية، لأسباب منها غياب الدعم المادي، وتضخم أعداد العاملين وتراجع الإعلان جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، ما دفع صحف الى التأخر في تسليم رواتب صحافييها لعدة أشهر.

ولا يعتبر ناشر صحيفة "نبض البلد" إقدامه على هذه الخطوة بـ"المغامرة"، ويقول لـ"أكيد" أن "تجربته الجديدة انبثقت من تجربته في صحيفة الانباط، والتي ازداد عدد صفحاتها الورقية وأصبحت تصدر في جزأين وافتتحت مكاتب جديدة في المحافظات وعينت كوادر جديدة"، في إشارة الى إمكانية إعادة الحياة لصحافة ورقية تشهد تراجعا حادا أمام موجة الإعلام المرئي والصحافة الالكترونية.

وأضاف الجغبير "في ظل الأزمات الاقتصادية التي تشهدها الصحف، يجب عليها أن تطوًر من نفسها، سواء من ناحية المحتوى وجودة التحرير أو من ناحية التصميم والشكل الخارجي".

 وأشار إلى أن الصحيفة ستصدر من محافظة العقبة وستغطي شؤون المحافظة إلى جانب العاصمة عمان، من خلال مكتبها المتواجد هناك،  وستوزع مبدأيا في كلا المدينتين، قبل توزيعها على باقي المحافظات.

 ورحب نقيب الصحافيين طارق المومني في حديثه لـ "أكيد"، بالمشاريع الإعلامية الجديدة أيا كان نوعها، معتبرا أن صدور صحيفة ورقية في ظل ما تعانيه الصحف الورقية من أزمات عديدة، أمر يبعث على الأمل بوجود متسع لوسائل قادرة على المنافسة وإثبات وجودها.

ويرى المومني أن الصحف قادرة على الاستمرار وأداء دورها ورسالتها على أكمل وجه وخاصة إذا ما أحسن استخدامها وحصلت على الدعم والمساندة من جهات مختلفة، كما أن من حق الجمهور تعدد وسائل الإعلام وتنوع توجهاتها من مبدأ تطبيق الديمقراطية.

وبخصوص الصحف العشرة ودورها في الصحافة الاردنية، أوضح المومني أنها بمجرد صدورها بشكل يومي، هي قادرة على الاستمرار والثبات.

وأبدى صحافيون سعادتهم بتأسيس أي مشروع إعلامي لما يوفره من فرص عمل ويحسن ظروف صحفيين عاملين في مؤسسات أخرى، الا أنهم غير متفائلين بإعادة الحياة الى الصحافة الورقية من جديد.

وقال أخر رئيس تحرير لصحيفة العرب اليوم أسامة الرنتيسي أن أي مشروع إعلامي يبعث على التفاؤل، لكن للأسف فإن التحديات أمام الصحافة الورقية ما زالت موجودة، بل إنها تزداد في ظل الظروف الاقتصادية وثورة الاتصال الرقمي.

وقال مدير تحرير دائرة العربي والدولي في صحيفة الغد الاردنية سليمان قبيلات إن الصحيفة الجديدة هي "محض اسم جديد" يضاف إلى الصحف اليومية الأخرى وهي "مغامرة" كون السوق الصحفي الأردني يعاني من "تصحر" مهني واقتصادي.