باستثناء الأخبار التي تتصل بعمله ووظائفه الرسمية، لم يكن لرئيس الوزراء المكلف، هاني الملقي، حضور ملحوظ (كثيف) في الإعلام المحلي.
صحيح أن مهمته الأخيرة قبل التكليف، التي استمرت عاما ونصف رئيسا لمجلس مفوضي سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، قد شهدت قدرا من المتابعات الإعلامية بحكم بعض المشكلات التي ظهرت هناك قبل تعيينه، واستمرت بعد ذلك، إلا أن تلك المتابعات الإعلامية بقيت محصورة في نطاق أخبار المدينة "الأبعد" عن العاصمة، بخاصة ما يتعلق بشؤون الميناء وقضايا العمل والعمال والمستثمرين فيه.
ولغاية شهر واحد مضى –فقط- كان الدكتور الملقي يقول للإعلام إن "من يروج لرئاستي الحكومة لا يريدني في العقبة"، في إشارة إلى مشكلات كان قد صرح بها لصحفيين، مع أن أرشيف الإعلام، خصوصا في المواقع الالكترونية، يحتفظ بمواد كانت تدافع عنه في وجه خصومه في العقبة، منها على سبيل المثال: من يستهدف رئيس سلطة العقبة هاني الملقي؟، وهاني الملقي يقود ثورة إصلاح ضد المخالفين في العقبة.
مع خبر التكليف بتشكيل حكومة، سارعت وسائل إعلام إلى البحث عن صيغة تقدم بها الرئيس المكلف لقرائها. والملاحظات الآتية تتعلق فقط بالساعات الأربع وعشرين الأولى بعد التكليف.
يوفر موقع ويكيبيديا قدرا من المعلومات عن سيرة الدكتور الملقي، مثلما يوفر موقع مجلس الأعيان سيرة مختصرة مماثلة، وقد استُخدمت المعلومات الواردة في العديد من الوسائل الإعلامية.
لكن هذه المعلومات الرسمية إلى حد ما، لا تعد كافية في مثل هذه الحالات، لهذا سارعت بعض وسائل الإعلام إلى تقديم مواد أكثر استجابة للطلب المتوقع، فجاءت إحداها بعنوان واضح يقول: "أصل وفصل الملقي" قدمت فيها مقاطع من سيرة والد الرئيس المكلف المرحوم رئيس الوزراء عام 1953/ 1954. وسألت مادة أخرى: "هل يكرر الابن تجربة أبيه؟، مستعينة بمادة أكثر تفصيلا عن سيرة المرحوم فوزي الملقي، نشرت قبل حوالي عام ونصف، بمناسبة الذكرى 53 لوفاة فوزي الملقي، الذي توفي مطلع العام 1962، عندما كان الابن هاني في الحادية عشرة من عمره.
الواقع أن كون الرئيس المكلف ابن رئيس وزراء سابق، شكل نقطة جذب للعديد من المواد الإعلامية، رغم مرور 62 عاما على وزارة الملقي الأب، فنشر موقع إلكتروني مادة صحفية تحت عنوان: سيناريو أبناء المسؤولين يتكرر. واستحضر موقع آخر مادة صحفية نشرت عند تشكيل الأب لوزارته عام 1953 بعنوان: "هل يشكل الملقي حكومة من المعارضة؟".
واستطعنا رصد مادة وحيدة قصيرة عنوانها: بماذا يمتاز هاني الملقي وكيف هي شخصيته؟، وقد نسبت إلى مقربين من الملقي أنه يمتاز بشخصية قوية وجريئة، كما شهدوا للرجل أنه "لم يداهن أحدا في يوم من الأيام، وكان حريصا على الخدمة العامة بما يعود بالنفع على المواطن الأردني، وكان دائما يرفض واسطات النواب (...) وأنه صاحب قرار غير متردد". كما عنونت مادة أخرى وفق الآتي: فقراء الأردن يحتفلون برحيل النسور "وتكليف"الملقي" بتشكيل حكومة".
العنوان الأكثر إثارة، من الناحية السياسية، نقلته بعض وسائل الإعلام المحلية عن صحيفة "القدس العربي" اللندنية، التي نشرت مادة صحفية مفادها أن الملقي هو من صاغ فكرة "الهلال الشيعي" عام 2004، وأن تكليفه تشكيل الحكومة هي رسالة تقارب مع السعودية. فيما عمدت مواقع أخرى إلى التذكير بعلاقة الملقي مع اسرائيل، فكتب أحدها بعنوان "علاقة دافئة!" تضمنت إشارات إلى صلة الرئيس المكلف بملف المفاوضات مع اسرائيل ولقاءات لاحقة مع مسؤوليين اسرائيليين، مع صورة للملقي مصافحا رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق شارون.
الصحف الورقية
تكمن خصوصية مادة الصحف الورقية في أنها أخذت زمنا كافيا للتحرير والتدقيق، وبالتالي فهي، كما هو مفترض، تعكس توجهات الصحف تجاه هذه الخطوة السياسية.
صحيفة "الدستور" نشرت خبر تكليف الملقي واستقالة النسور بصيغة رسمية إلى درجة كبيرة، منقولة في الغالب عن وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، فيما توسعت في تغطية وتحليل خبر حلّ مجلس النواب وقضية الانتخابات المقبلة. وبخصوص الرئيس المكلف، فقد نشرت مادة قصيرة بعنوان "الملقي ثالث رئيس سبق لوالده تشكيل حكومة في تاريخ المملكة"، وهي بالتالي لم تترك انطباعا أو موقفا من التشكيل الجديد.
صحيفة "الرأي" رغم نشرها الأخبار بالصيغة الرسمية، إلا أنها قدمت مادة صحفية أكثر تفصيلا لشخصية الرئيس الجديد، جاءت بعنوان "الملقي رجل الدولة والخبرة أمام مسؤوليات وملفات ثقيلة"، كما خصصت افتتاحيتها "رأينا" لقرار التشكيل.
صحيفة "السبيل" احتفت أكثر بخبر حلّ مجلس النواب، ونشرت صورا لبعض تفاصيل مغادرة النواب للمجلس. وبخصوص الرئيس المكلف، فقد نشرت إلى جانب الخبر الرسمي مادة صحفية تتعلق بتوقعات تخصّ مشاورات التشكيل.
الصحيفة الأكثر احتفاء بالتكليف هي صحيفة "الغد"، التي جاء عنوانها الرئيسي: "حكومة الملقي: مهمة سياسية بنكهة اقتصادية". وقد خصصت في الداخل ثلاث صفحات كاملة بعنوان يتكرر أعلاها يقول "حكومة جديدة"، مع صورتين للملك وللرئيس المكلف في أعلى الصفحات الثلاث، كما قدمت متابعات تفصيلية لشخصية الملقي وطموحه بالاستمرار بعد الفترة الانتقالية، والمتوقع منه، بخاصة على صعيد الملفات الاقتصادية، إذ رأت الصحيفة أن خلفية الملقي على هذا الصعيد هي التي دفعت لاختياره.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني