هل إسرائيل هي المكان الوحيد الآمن للمسيحيين في الشرق الأوسط؟

هل إسرائيل هي المكان الوحيد الآمن للمسيحيين في الشرق الأوسط؟

  • 12

ألقى (رجل الدين الفلسطيني الاب) جبرائيل نداف، كلمة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتاريخ 23/9/2014، تحدث فيها عن أوضاع المسيحين في الشرق الأوسط، معتبراً أن إسرائيل المكان الوحيد الأمن للمسيحيين في المنطقة .

وقال نداف إن المسيحي في الشرق "مهمش، حقوقه مسلوبة، أملاكه مباحه، عرضه ينتهك، رجاله تقتل، وأطفاله يشردون"، كما اعتبر أن لا مكان آمن للمسيحي لا يضهد فيه غير إسرائيل التي يتمتع فيها بالحماية، "ولهم حرية العبادة والتعبير عن الرأي، يعيشون فيها بتآخ وسلام ولا يتعرضون للقتل والإبادة".

موقع "أكيد" تابع وسائل الإعلام المحلية التي لم ترد على تصريحات الأب جبرائيل نداف، ولم تتابع تلك التصريحات سواء من حيث تراجع أعداد المسيحيين في فلسطين التاريخية، وما يتعرضون له مثل باقي العرب من اضطهاد، سواء في القدس أو الضفة الغربية المحتلة، أو حتى داخل الخط الأخضر، أي عرب عام 1948.

كذلك لم تتابع وسائل الإعلام المحلية دقة المعلومات التي يطرحها نداف ومن على منبر أممي مهم ، إذ لاقت هذه التصريحات الكثير من الرواج في وسائل إعلام دولية وغربية،  وفي المقابل لم تقدم وسائل الإعلام  المحلية معلومات حول  استقرار  الوضع في الأردن وتمتع المسيحيين فيه بحقوقهم كافة، من دون تمييز بوصفهم جزءا أصيلا من المجتمع الأردني ، وقيامهم بأداء شعائرهم الدينية بحرية.

موقع "أكيد" اتصل هاتفيا بالأب رفعت بدر،  مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام  أوضح فيه أن "جزءا من الأسباب التي تدفع المسيحيين الفلسطينيين إلى الهجرة من إسرائيل تتضمن ولا شك النقص في تكافؤ الفرص وعدم المساواة التي يعاني منها المواطنون الإسرائيليون (غير اليهود)، ووسائل أشكال التمييز التي تطال المواطنين العرب في إسرائيل".

واعتبر الأب بدر أن جبرائيل نداف "أكثر كاهن يثير المشاكل، خاصة في مسألة العروبة وأهم قضاياها تجنيد العرب المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، وذلك من خلال إصدار هويات جديدة للمسيحيين هناك تحمل طائفة (آرامي)، وهذا وجه مذموم وترفضه الكنائس وترفض التعاون معه لأنه يخدم إسرائيل ويسلخ العرب من عروبتهم".

كذلك أجرى "أكيد" اتصالاً مع رئيس دير القديس جيوجروس الأرثدوكسي  الاب أثناسيوس قاقيش، الذي اعتبر "أن قانون البطريك هو القانون الأردني رقم 27/1957 تحت السيادة الأردنية البطريركية لهذا نحن في الأردن حاصلين على كامل حقوقنا".

وحول تصريحات نداف أعتبر الأب أثناسيوس قاقيش بـ"أن كلام الأب نداق مغلوط وغير دقيق، فأغلب مذابح المسيحيين وقعت من قبل اليهود، والدمار الذي حدث للكنيسة الأرثدوكسية لأنها الكنسية الوحيدة الموجودة في الأردن وفلسطين".

واعتبر قاقيش أن "جبرائيل نداف وهو أرثوذكسي لكنه لم يكن معروفا سابقاً، والآن ظهر بشكل كبير، وكان من المفروض اتخاذ قرار ضده، لكن الكنيسة لم تتخذ أي قرار، وكذلك الحكومة الأردنية كانت غائبة تماماً، ولم تصدر أي بيان حول تلك التصريحات".

كذلك تحقق  موقع "أكيد" من دقة المعلومات التي تم تداولها من على منبر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة من عدة مصادر  أهمها بطريركية اللاتين في القدس، وذلك حول أعداد المسيحين في فلسطين التاريخية ، وكذلك حسب دراسة نشرتها مؤسسة ديار في بيت لحم، ومعهد البحوث والدراسات العربية – القاهرة ، والإحصاءات الإسرائيلية: إذ تفيد كافة المصادر أن اعداد المسيحيين في فلسطين التاريخية في تراجع حاد ومستمر ؛ ففي عام 1948 بلغ عدد المسيحيين: 148100 نسمة بنسبة 10% من مجمل سكان فلسطين التاريخية  فيما كان عدد اليهود  650000 نسمة بنسبة 30% من مجمل سكان فلسطين التاريخية، وفي عام 2012 تراجع عدد المسيحيين 180000 نسمة، بنسبة 2% من مجمل سكان فلسطين التاريخية، أما اليهود: 6500000 نسمة بنسبة 75% من مجمل سكان فلسطين التاريخية.

وكان المجمع المقدس والمحكمة الكنسية الأرثوذكسية جرد الكاهن جبرائيل نداف، كاهن كنيسة يافا الناصرة ، من صلاحياته من المهام الكنسية، "لأن الكهنوت يتعارض مع الدعوة الى تجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال والعمل بالسياسة" حسب بيان صادر عن الكنيسة الأرثوذكسية في شهر أيار الماضي ولاقى هذا القرار دعما أردنيا وفلسطينيا.