نشرت وسائل إعلام محلية بيان جمعية حماية المستهلك يوم الثلاثاء 26/5/2015، الذي يحذر من استهلاك السمك "مقطوع الرأس"، بعد تلقي الجمعية "سيلا من الشكاوى تفيد بوجود ديدان ترى بالعين المجردة في هذا الصنف من السمك".
رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات قال حسب البيان "إن الجمعية تلقت شكاوى متكررة عن هذا الصنف من الأسماك تفيد بوجود ديدان فيه، مشيرا إلى أن هذه الشكاوى تعود إلى سنوات سابقة ولنفس الصنف لتعود هذه الايام وقبيل شهر رمضان المبارك تطفو على السطح من جديد".
استند بيان الجمعية على شكاوى قدمها مواطنون وربات بيوت، ولم يوضح البيان عدد تلك الشكاوى، ولم يستند إلى أدلة أخرى، كالصور أو نتائج فحوصات مخبرية.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، اتصل بمدير جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات، الذي أوضح أن دور الجمعية يأتي للتنبيه عن "الخطأ" أو "التقصير"، وإيصال ما يصل للجمعية من شكاوى إلى الجهات ذات العلاقة.
وفيما يتعلق باعتماد الجمعية على شكاوى المواطنين، وليس على تقارير أو فحوصات متخصصة، قال عبيدات بأن "الجمعية لا تملك مختبرات وليس لديها تلك الإمكانيات لعمل تلك الفحوصات" مشيراً إلى أن "دور الجمعية توعوي وإرشادي، وليس من واجبها عمل تلك الفحوصات التي هي من صميم عمل الجهات الرقابية وليس الجمعية".
وعن تأثير تلك البيانات على المستهلك أو على التاجر، باعتمادها على شكاوى قد تكون كيديه أو غير دقيقة، أوضح عبيدات أن "الجمعية تتحقق من تلك الشكاوى إن كانت كيدية أو لا" كما أن الجمعية من خلال تلك البيانات التي تصدرها "تحقق هدفها بأن تقوم الجهات الرقابية بأخذ عينات ومتابعة الشكاوى للتأكد منها".
بيان الجمعية استوجب الرد من مؤسسة الغذاء والدواء يوم الإثنين 1/6/2015، حيث أشارت إلى أن الأسماك المجمدة المتداولة في المملكة سليمة، وأن الأخبار "الصادرة عن جمعية حماية المستهلك التي تم تداولها عبر صحف يومية ومواقع إلكترونية بوجود ديدان ترى بالعين المجردة في الأسماك المجمدة، هي أخبار غير دقيقة".
إن مرصد “أكيد” يعيد التأكيد على أن الأخبار كلها يجب أن تلتزم دائماً بالمعايير المهنية، وبخاصة تلك المتعلقة بالصحة، مع الإشارة إلى أنه تم توضيح ذلك في تقارير سابقة ومنها تقرير "البطيخ المهرمن"، وذلك انطلاقا من الحرص على صحة المواطن التي يجب أن تكون في صدارة اهتمام وسائل الإعلام.
ويؤكد المرصد على أن كشف مواطن الفساد والخلل هو في صلب عمل الصحافة وفي طليعة مهامها، بالاستناد إلى المعايير المهنية والأخلاقية. فحق المجتمع في المعرفة باعتباره حقا من حقوق الإنسان، يشكل المهمة الأساسية لوسائل الإعلام والأساس المتين لعمل الصحافة ووسائل الإعلام الذي يفترض الحرص الدائم عليه.
أين حدث الخلل؟
قامت وسائل إعلام بنشر بيان جمعية حماية المستهلك كما هو بدون تحقق من أن السمك "مقطوع الرأس" فيه ديدان، خاصة أن البيان قال "أن الديدان تُرى بالعين المجردة، فلم يكن هناك أي صورة لتلك الديدان، وهو ما يخالف معيار الدقة.
استند البيان إلى شكاوى مواطنين، واعتمد على تقارير سابقة لم يوضحها، ولم يستند إلى جهة متخصصة.
لم يبذل الإعلام جهداً خاصا بمتابعة القضية مع الجهات ذات العلاقة مثل مؤسسة الغذاء والدواء، وبخاصة أن بيان الجمعية اتهم المؤسسة بشكل مباشر بالتقصير، مما يعد مخالفا لمعيار الحياد، الذي ينص على أخذ رأي كافة الأطراف المعنيين بالقضية.
لم يبذل الإعلام جهداً آخر، بعد أن أصدرت مؤسسة الغذاء والدواء بياناً تشير فيه إلى سلامة الأسماك المجمدة في المملكة، وذلك من خلال العمل الميداني والتقارير الاستقصائية، التي يمكن أن تظهر الصورة بشكل أوضح للمتلقي، وليس نشر البيانات الصحفية كما هي فقط.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني