هل يمكن فعلاً إيقاف إعطاء مطعوم السل للأطفال الرضع؟

هل يمكن فعلاً إيقاف إعطاء مطعوم السل للأطفال الرضع؟

  • 2015-04-16
  • 12

نشرت صحيفة الرأي بتاريخ 9/4/2015، مادة إخبارية بعنوان "الأزرعي: مطعوم السل مفقود منذ شهرين"، بينت فيه الصحيفة عدم توفر مطعوم السل في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

وجاء في المادة الإخبارية تصريح لمدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض السل الدكتور خالد أبو رمان، قال فيه "إن منظمة الصحة العالمية أوصت بعدم إعطاء مطعوم السل في الأردن كونه من البلدان ذات المعدل المنخفض للإصابة بالمرض".

ودعا أبو رمان "إلى إيقاف إعطاء المطعوم وتوجيه النصف مليون دينار التي تنفقها وزارة الصحة سنوياً على المطعوم لصالح مطاعيم مفيدة".

وعند قراءة المادة الإخبارية تلك فإننا لا نستطيع الحكم على مدى دقة ذلك التصريح ومتابعته مع مسؤولي الوزارة، ونجد أن هناك تناقضا في التصريحات، تجعل الخبر غير واضح، كما تقلل من إمكانية تصديقه لدى الناس. والسؤال الذي لم يجب عليه الخبر، هو:

  • هل يمكن فعلاً إيقاف إعطاء المطعوم للأطفال الرضع، دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على صحتهم؟

كما أن المادة احتوت على تصريح للناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الأزرعي أوضح فيه أن سبب عدم توفر مطعوم السل يعود إلى تأخر وصول المطعوم من دائرة الشراء الموحد المعنية بتوفيره للوزارة.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تابع تلك التصريحات مع الجهات المسؤولة في وزارة الصحة، حيث أوضح الأزرعي في اتصال مع "أكيد" أن الوزارة لا تزال تعطي المطعوم، ولم تتوقف خاصة مع وجود مرض السل بين اللاجئين السوريين".

أما فيما يتعلق بتصريحات مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل فقد أوضح الأزرعي أنه يتواصل مع المسؤولين عن البرنامج للتأكد من دقة التصريح، مضيفا أن "ذلك كان مجرد توصية من منظمة الصحة العالمية، ونحن نسعى للتأكد منها".

كما اتصل "أكيد" مع مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض السل الدكتور خالد أبو رمان، الذي قال "إن التوصية لم تذكر الأردن بشكل محدد لكنها تحدثت عن البلدان ذات المعدل المنخفض بالسل، وهو 20 لكل 100 ألف، والأردن يقع ضمن هذا الخط".

وحول مدى إمكانية أن تتوقف وزارة الصحة عن إعطاء المطعوم للأطفال أوضح أبو رمان "أن وزارة الصحة تقوم بذلك عن طريق زيادة الحرص والوقاية. وإعطاء المطعوم للأطفال لا يزال على الاستراتيجية القديمة التي يجب مراجعتها، وسنتخذ قرارا بالاستمرار أو التوقف".

ومن خلال متابعة تلك القضية التي قام بها مرصد “أكيد” فإن تغطيتها جاءت متداخلة ومتناقضة بين الخبر الخطير عن عدم توفر المطعوم، والخبر الآخر الذي يرى أن الأردن لا يحتاج إلى هذا المطعوم، وذلك يترتب عليه أن الوزارة تدفع أموالا بلا جدوى.

كما أن المادة الإخبارية خالفت بعض المعايير المهنية ومنها اختلاف المعلومة بين العنوان والمحتوى، فالعنوان "الأزرعي: مطعوم السل مفقود منذ شهرين" فيما تصريحات الأزرعي في المحتوى تقول "المطعوم مفقود منذ أكثر من شهر" وهذا يخالف معيار الدقة في نقل المعلومات كما وردت من المصدر دون نقصان أو زيادة.

وجاء في الخبر أيضاً أن "مطعوم السل للأطفال حديثي الولادة الذين لم يتعدوا الشهر الأول من ولادتهم"، من دون توضيح مصدر تلك المعلومة. وعندما اتصل "أكيد" بالدكتور أبو رمان قال: "إن العمر الذي يعطى فيه المطعوم يمتد من اليوم الأول حتى إكمال الطفل السنة الأولى من العمر وليس الشهر الأول".

إن القيمة المرجوة من الخبر الصحفي لم تتحقق هنا، ذلك أن المعلومات الواردة فيه ينقض بعضها بعضا، ويصبح المتابع غير قادر على معرفة الصواب من الخطأ في قضية مهمة تخص صحة الطفل ومستقبله.