في 13 تشرين اول الجاري نشر موقع صحيفة "السبيل" الالكتروني خبراً عن قرار فصل طالبين من الجامعة الأردنية، بعنوان "فصل طالبين هتفا للأقصى في الجامعة الأردنية"، جاء فيه إن الفصل حصل "على خلفية هتافات تندد بالاقتحامات الاسرائيلية للمسجد الاقصى، وإلى جانب الخبر نشرت الصحيفة صورة عن كتاب الفصل، ولكنها صورة غير واضحة مما يحول دون التعرف على سبب الفصل وتاريخه الحقيقيين.
مساء اليوم ذاته، وفي اليوم التالي أيضاً، نشرت عدة مواقع الكترونية بياناً لاتحاد طلبة الجامعة الأردنية صدر يوم الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2015، بعنوان "فاجعة في أم الجامعات" جاء فيه أن إدارة الجامعة الأردنية فصلت طالبين بسبب هتافهما للأقصى.
البيان اتهم إدارة الجامعة بأنها فصلت الطالبين "بسبب هتافهم للأقصى والقدس.. من دون أن يرتكبا أي مخالفة بحق زملائهم أو جامعتهم أو وطنهم".
وأشار البيان أن الفصل تم "لأنهم هتفوا ضمن واحد من احتفالاتهم بالوفاء لفلسطين وشهدائها وللقدس وأقصاها"، لكن البيان لم يحدد تاريخ تلك الاحتفالات وما هو الاشكال الذي حدث فيها، كذلك لم يحدد البيان مدة فصل كل منها أو اذا كان فصلا نهائياً.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تابع ما نشرته المواقع الالكترونية التي اعتمدت على بيان اتحاد الطلبة، ونشره كما هو، بعنوان "فصل طالبين من الجامعة الأردنية بسبب الهتاف للأقصى" ووضعته في إطار أن الفصل جاء على خلفية المظاهرة التي حدثت في الجامعة الأردنية يوم الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2015.
"أكيد" اتصل مع نائب رئيس اتحاد الطلبة الطالب محمد ابو رمان وهو أحد الطالبين المفصولين، وقد أوضح "أن الفصل جاء على خلفية فعاليات أجراها الاتحاد في فترة إرشاد الطلبة المستجدين الشهر الماضي دعماً لاحداث الاقصى، وليس للفعاليات الأخيرة التي جرت في الأيام الماضية التي ليس لها علاقة بقرار فصلي، وهذا ما بينتُه على صفحتي الشخصية على الفيس بوك".
الطالب أبو رمان أكد انه لا يوافق على الطريقة التي تم فيها نقل قصتهم في الإعلام، ولا يعتبر نفسه مسؤولاً عما نُشر.
كما اتصل "أكيد" مع عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد علي العويدي، الذي أكد أيضاً أن قرار الفصل "ليس له علاقة باعتصام يوم الثلاثاء".
وأضاف العويدي "ان بعض الجهات الاعلامية حاولت الاصطياد في الماء العكر، حينما ربطت بين قرار الفصل وبين اعتصام الثلاثاء".
ويشير "أكيد" بهذا الصدد إلى أن ما أكده الطالب محمد ابو رمان وأكدته الجامعة الأردنية بأن قرار الفصل اعتمد على فعاليات سابقة، الا أن بعض وسائل الإعلام ربطت بينهما بطريقة غير مهنية أوحت للمتلقي أن قرار الفصل جاء نتيجة لاعتصام الثلاثاء، وهو ما يخالف معيار الوضوح في أن يكون المحتوى محدد وواضح في ذكر الوقائع والأحداث وتاريخها.
ويود "أكيد" أن يوضح أن قرار الفصل سواء كان جائراً بحق الطلبة، أو كان مصيباً، فإن النقد هنا موجه لتعامل وسائل الأعلام مع طريقة نشره ووضعه في غير إطاره الحقيقي وليس نقداً موجهاً للطالبين أو لإدارة الجامعة.
إن النشر بتلك الطريقة خالف معيار الحياد في تغييب الحقائق التي تؤيد وجهة نظر معينة، وعكس انحيازاً لطرف على حساب طرف آخر، واستخدام عناصر الإبراز في عناوين المادة الخبرية.
ولم تتوخ تلك المواقع الدقة عندما تجاهلت مصدري المعلومات الرئيسيين، وهما الطالب المفصول وإدارة الجامعة، فأدى تجاوزهما إلى تشوية الوقائع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني