وسائل التواصل يمكن أن تقود نقاشاً إيجابياً.. قصة مدرسة "البربيطة" مثالاً

وسائل التواصل يمكن أن تقود نقاشاً إيجابياً.. قصة مدرسة "البربيطة" مثالاً

  • 2016-12-28
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين صوراً لطلبة مدرسة قرية "البربيطة"  الأساسية في الطفيلة، وهم ينتعلون أحذية بالية، وملابس رثة الأمر الذي خلق ردود فعل غاضبة، وواسعة، وتنادى العشرات من المواطنين لتدشين حملات لجمع  التبرعات الإنسانية لمساعدة هؤلاء  الطلبة.

هذه الصور لاقت مشاركة وتفاعلا واسعين من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعليقات أو الإعجاب ومشاركة الصور، وكشفت ردود الفعل عن وجه إيجابي في تعامل رواد مواقع التواصل مع القصص الإنسانية.

كما قادت هذه الصور إلى ردود فعل رسمية، فوفق بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم، فقد أوعز الوزير إلى مدير التربية والتعليم لقصبة الطفيلة، بزيارة المدرسة وتفقد واقعها وبيئتها وتوفير احتياجاتها المختلفة، وذلك استجابة لما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ظروف الطلبة في هذه المدرسة، حسبما أفاد بذلك الناطق الإعلامي للوزارة وليد الجلاد.

حملت أغلب الصور المنشورة شعار  موقع "أخبار الناس"، والصور نشرت في الاساس على صفحة الموقع على فيسبوك  تحت عنوان دمار في الجنوب "أطراف الجنوب: يكتمل الدمار حينما تنقص الحياة"، وعلى صفحة الصحافي المصور محمد القرالة مدير الموقع، وكان هناك اشارة واضحة ممن نقلوا الخبر إلى أن المصدر الأساسي للمعلومة هو مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تقدم العديد من الأخبار والقصص والتقارير الإنسانية والاجتماعية، مما يحولها إلى مصادر مهمة للأخبار.

في اتصال مع "أكيد" قال المصور القرالة إنه راض عن الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام مع الصور التي نشرها، وأشار إلى أنه بدأ التصوير في هذه القرية وقرى أخرى مماثلة منذ ثلاث سنوات، وقد نشر بعض الصور سابقاً، غير أن طبيعة الصور الأخيرة كان لها أثر كبير، وشكلت رسالة قوية، فضلاً عن الحملات التي حركها نشطاء التواصل الاجتماعي والتي قادت إلى تحقيق أثر في الواقع الاجتماعي للقرية.

النقاش الذي دار على مواقع التواصل الاجتماعي كان باتجاهين الأول  حمل الجانب الإنساني، والحث على توفير، ما يحتاجه الطلبة ومنها أخبار حملة لتجهيز مواد غذائية للقرية، حرامات، صوبات لتدفئة المدرسة، وأحذية للأطفال، فيما ركز الجانب الآخر على نقد سياسات الجهات الرسمية ذات العلاقة. كما تابع موقع آخر القصة بتقرير وصور خاصة، ونشرت صحيفة يومية تقريراً بعنوان" في "بربيطة" يزرعون الجوافة ويقطفون الصبر".

القصة تشير إلى أهمية الصورة التي تلتقط بصدق وبمهنية في إيصال الرسالة الإعلامية، فأغلب الصور المنشورة تجاوزت إغراء التركيز على الوجوه ولم ترفق بأسماء مما كان سيشكل خللا مهنياً، وكانت أكثر الصور تأثيرا هي تلك التي ركزت على حال أقدام الأطفال التي ظهرت من تحت الأحذية البالية.

غير أنه من المفيد التذكير أن هذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم "البربيطة" ومدرستها في وسائل الإعلام، غير أنها المرة الأولى التي يقود فيها الأداء المهني الصحيح إلى نتيجة إيجابية، فتصل الرسالة الإعلامية وتتحول إلى أداة ضغط على الأطراف المعنية بالتقصير الحاصل في متابعة القرية ومدرستها.

فقد سبق أن نشر الإعلام تقارير مصورة من المدرسة ذاتها غير أنها كانت تركز على رعاة الحملات الخيرية والاجتماعية أكثر مما تثير الأسئلة التنموية الحقيقية، وعلى سبيل المثال يمكن العودة إلى تقرير نشر قبل أسابيع من الآن بعنوان لونها بالأمل"، ترسم البسمة على وجوه الطلبة في البربيطة، وتقرير سابق في صحيفة يومية بعنوان "المحبة تعيد لطلبة مدرسة البربيطة معالم الطريق"، وقد سبق لمرصد "أكيد" أن تناول الخلل المهني الحاصل في هذا التقرير.