أوقع خطأ أو تسرع في قراءة المعلومات المنشورة أو الصادرة عن جهة مسؤولة موثقة، الكثير من وسائل الإعلام الأردنية في خلل مهني تمثل بنشر خبر يفيد بشكل حاسم بأن عيد الفطر لهذا العام سيكون الثلاثاء.
فقد انتشرت أخبار منسوبة إلى بيان صادر عن ما سمته "المرصد الإسلامي لرصد الأهلة" يقول بأن "غرة أيام شهر شوال وعيد الفطر المبارك سيكون الثلاثاء"، وفي حين واصلت مواقع نشر الخبر على صفحاتها، سارعت مواقع أخرى إلى حذفه بعد أن نشرته بالصيغة ذاتها.
بالتحقق مما نشر أمكن التوصل إلى ما يلي:
ليست هناك جهة اسمها "المرصد الإسلامي" بل "المشروع الاسلامي لرصد الأهلة" الذي يعرف نفسه كالتالي: "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة عبارة عن مشروع عالمي يشرف عليه مركز الفلك الدولي، تأسس عام 1419هـ الموافق للعام 1998م، وهو عبارة عن مجموعة من الراصدين والخبراء والمهتمين بموضوعات الفلك الشرعي مثل رؤية الهلال ومواقيت الصلاة والتقويم الهجري واتجاه القبلة، ويقوم أعضاء المشروع برصد الهلال كل شهر من مختلف دول العالم ثم يقومون بإرسال نتائج الرصد لتنشر على الموقع بعد تدقيقها، بحيث يصبح الموقع مرجعا شاملا يبين إمكانية رؤية الهلال لكل شهر ويبين كذلك نتائج رصد الهلال.
وقد نشر "المشروع" على موقعه خريطة يظهر فيها بالألوان المناطق التي يمكن فيها رؤية الهلال وتلك التي يستحيل فيها رؤيته مساء الاثنين، وتشمل الأخيرة جميع الدول العربية في آسيا وأفريقيا باستثناء موريتانيا والصحراء الغربية وجنوب الجزائر.
ولما كان المشروع يعتمد ما يشبه المندوبين من الخبراء والراصدين في مختلف الدول، وهي تصدر تقارير منفصلة تتعلق بشتى ميادين اهتمامها، وتزود المركز بها لنشرها، فقد أصدر المرصد الإسلامي في موريتانيا بالفعل تقريرا يقول أن العيد سيكون الثلاثاء، وهي الصيغة التي تناولتها مواقع مختلفة، بعد حذف اسم موريتانيا.
من الواضح أننا أمام خلل مهني من نوع خاص، فهناك جذر للمعلومة الرئيسية المنشورة، لكن كان على وسائل الإعلام قراءتها بشكل مهني، ونشرها كما هي، وفي هذه الحالة ليس هناك ما يمنع من نشرها كمادة من موريتانيا.
الجانب الآخر، أن الجهة المعنية الأولى بالأمر وهي دائرة قاضي القضاة، تجاهلت الأخبار المتداولة، ولم توضح للجمهور موقفها، حتى بعد مرور ساعات (لغاية كتابة هذا التقرير)، واكتفت على موقعها بنشر مادة وحيدة (قديمة نسبيا) تدعو المواطنين إلى تحري الهلال مساء الاثنين.
هذا بالمحصلة يعني أن تحديد يوم العيد في الأردن لن يحدد إلا مساء يوم الاثنين.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني