غياب الحياد والمهنيّة عن تغطية وسائل إعلام مرئيّة لقضيّة نادٍ رياضيّ

غياب الحياد والمهنيّة عن تغطية وسائل إعلام مرئيّة لقضيّة نادٍ رياضيّ

  • 2021-08-30
  • 12

أكيد- انحاز عدد من مقدِّمي البرامج الرِّياضيّة في ثلاث وسائل إعلام محليّة إحداها متخصِّصة بالرياضة، لأحد أطراف قضيّة مرتبطة بنادٍ محلّيّ، ولم يحققوا التَّوازن والمهنيّة في تغطياتهم وأصبح عدد منهم خلال حواره طرفًا في القضيّة.

وتتبّع مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" نحو 13 ساعة بث تلفزيونيّة في وسائل الإعلام المرئيّة الثَّلاث المرصودة، وتبيّن أنَّ مذيعي بعض هذه البرامج أصبحوا طرفًا في القضيّة وانحازوا ببعض مفرداتهم وأسئلتهم لطرف دون آخر، وأصدر عدد منهم الأحكام وهذا ليس دورهم المهنيّ.

وتبيّن ل"أكيد" أنَّ بعضًا من مذيعي هذه البرامج اجتزأ أسئلته وكلماته وأحكامه وقام بنشرها كمقطع مصوّر قصير على صفحته عبر مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، ولم يتضمّن هذا المقطع الرَّد الكامل للطرف المعنيّ بالقضيّة، وتناقل عدد من جمهور المتلقّين هذه المقاطع مع تعليقات تضمّنت خطاب كراهية وتنمّر كبيرين.

وشاهد "أكيد" حلقات حواريّة حول احتجاجاتٍ من قِبل بعض جمهور النادي المعنيّ على إدارة النَّادي، لكن بعضًا من هذه الحلقات تضمّنت مخالفات مهنيّة عديدة وقع بها مقدِّم البرنامج والذي يُفترض به أن يقود الحوار بتوازن وأن لا يصبح طرفاً في القضيّة وأن لا يصدر الأحكام على أيّ من الأطراف.

ويرى "أكيد" ما يلي:

أوّلًا: إنَّ معيار التوازن يعني نقل المعلومات وآراء المصادر بتساوٍ ودون أيّ أحكام أو تقييم، والحرص على التوازن بين المصلحة العامّة والخاصّة، وأن يعكس المحتوى وجهات نظر ومعلومات الأطراف كافة.

ثانيًا: يُقاس التوازن من خلال عرض المصادر واستخدام اللغة بعيدًا عن المبالغة، واستخدام عناصر الإبراز والعناوين، والتوازن بين المصلحة العامّة والخاصّة، وفي استخدام الصور والمقاطع المصوّرة، وإعطاء مساحات متساوية لمختلف الأطراف ذات الصلة.

ثالثًا: إنَّ معيار الانحياز يعني الميل الذاتي والمحاباة في التغطية الخبريّة، أو الرؤية الأحاديّة القائمة على المصالح، وأنَّ الحياد يعني الممارسات العمديّة وغير العمديّة التي تخلو من دوافع التحريف، أو التهميش، أو المبالغة، أو الانتقاء التي تخدم وجهة نظر معيّنة.

رابعًا: يُقاس الحياد وعدم الانحياز من خلال المحاباة بمعنى أنَّ المادة الصحافيّة تعكس انحيازاً لصالح طرف أو أكثر من أطراف القصّة على حساب طرف أو أطراف أخرى، وقد يحدث الانحياز بالمحاباة أحياناً بسبب الجهل بأبعاد الموضوع الذي يقوم بتغطيته، والانتقائيّة والحذف الاختياريّ أي بحذف أو تغييب الحقائق التي تؤيّد وجهة نظر معينة، بهدف إظهارها ضعيفة لحساب وجهة نظر أخرى وحشد أو فقر في استخدام المصادر لصالح طرف ما أو ضدّ طرف آخر، واستخدام عناصر الإبراز بتحيّز، ومن أمثلة ذلك عدم تناسب أهميّة المادة مع مكانها وحجمها واستخدام العناوين والصور والجرافيك وغيرها، وعدم توافق العنوان مع النصّ وتضخيم بعض أطراف القصّة وتنميطها، بشكل يؤدّي إمَّا إلى ترفيع مكانتهم أو الإضرار بهم.

ويوصي "أكيد" بضرورة أن تلتزم وسائل الإعلام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة التي تحكم عمل وسائل الإعلام في مثل هذا النَّوع من التَّغطيات والتي من بينها، الحياد، والموضوعيّة، وعدم الانحياز.