"جثة جَنين في كرتون" ... غياب الموضوعيّة والتحقّق

"جثة جَنين في كرتون" ... غياب الموضوعيّة والتحقّق

  • 2021-09-01
  • 12

أكيد- أفنان الماضي
نشرت وسائل إعلام مختلفة شكوى لمواطن استلم جثة طفله حديث الولادة داخل كرتون في مستشفى حكوميّ.

مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" يُقدّم عدداً من الملاحظات في هذا الشأن:

أوّلاً: يُقدّر الإعلام الحالات الإنسانية، ومشاعر الألم واللّهفة لدى والد الطفل، إلا أنّ معايير مهنة الصحافة وأخلاقياتها تتطلب الموضوعيّة في نقل الحدث دون مبالغة أو تضخيم، مع ضرورة اجتناب تَحوُّل الصحافة الإخبارية إلى "صحافة الشفقة" التي تهدف لاستدرار العواطف، وصناعة قصّة إخباريّة دون محتوى إخباريّ حقيقيّ.

ثانياً: نشرت وسائل إعلام شكوى المواطن مباشرة، دون تثبّت من أسلوب التعامل مع جثث المواليد المُتّبع في المستشفيات عموماً. ودون رجوع إلى الجهات الطبيّة المعنية لتوضيح ملابسات الواقعة.

ثالثاً: تُسخّر وسائل الإعلام جزءاً كبيراً من صفحاتها لإيصال صوت المواطنين وشكاواهم، على أن يكون ذلك بعد دراسة أبعاد الموضوع والرجوع إلى المصادر المعنية قبل النشر، ليكون الموضوع المنشور متكاملاً شاملاً لكلّ الجوانب، هذا إن خرجت الوسيلة بنتيجة نهائية تشير إلى أهميّة النشر.

رابعاً: يقوم الإعلام بدوره الرقابيّ على بعض الجهات التي تدور حولها الشكاوى بالتقصير في حق المواطن، إلا أنّ هذا لا يعني أن يتخذ الإعلام الهجومَ كَمَنهَجيّة تُعبّر عن دوره الرقابيّ ذلك، بل إن الحفاظ على الموضوعيّة، ونقل الحدث بحجمه الحقيقي ، في حالة الإساءة أو الإحسان يزيد من موثوقيّة وسائل الإعلام .

خامساً: يمكن للوسائل المرصودة مساندة الأب في مطلبه بنقل الوليد الثالث إلى مستشفى مختلف، دون الحاجة لصناعة قصّة إخبارية مُضخّمة، تتماشى مع أسلوب وسائل التواصل القائم على إثارة المشاعر عوضاً عن مهنيّة النشر ومعاييره.