أكيد-أفنان أبو يحيى- تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، مجموعة من المخالفات المهنية في قسم الأخبار على وسيلة إعلام محلية مرئية، تبث بنوع  "السلايد"، ورصد 32 خبرًا محليًا، استمر عرضهم لمدة 6 ساعات في يوم واحد.

وتبين ل"اكيد" من خلال عملية الرَّصد، أنَّ المخالفات المهنية التي تمَّ رصدها على الوسيلة الإعلامية وصلت إلى ست مخالفات توزعت بين غياب للتوازن والتَّضليل وعدم تحري الدِّقة، واستخدام الصور غير المناسبة، وغياب ذكر مصدر الخبر، وتقديم المواد الإعلانية بصيغة أخبار.

نتائج رصد أكيد:

أولًا: احتلت أخبار الجرائم من انتحار وإطلاق نار وتسمم  وتهريب مخدرات ما نسبته 36 بالمئة من الأخبار حيث بلغ عددها 11 خبرًا من أصل 32 خبرًا، مما يعكس عدم التَّوازن في التَّغطية ومبالغة في تخصيص مساحة لهذه الأخبار، خصوصًا وأن المبالغة في تصديرها بهذا الكم يخالف المسؤولية الهادفة التي يجب أن تتمتع بها وسائل الإعلام في تقديم محتوى متوازن يتيح مساحة متساوية في نقل المعلومات والتغطيات.

ثانيًا: تناولت أربعة أخبار من أصل 11 خبرًا حول قضايا الجرائم لكنها كانت دون مصدر واضح، مخالفًا معايير الوضوح التي يجب أن تنطبق على الخبر ومصدره، رُغم أن نشر هذا المحتوى ذو القدر العالي من الحساسية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحذر الشَّديد ويتمتع بالمصداقية والتَّحقق من المصادر.

ثالثًا: احتوت أخبار الجرائم التي تمَّ بثها على تفاصيل للجريمة وهو ما يعتبر مخالفة مهنية من شأنها أن تشجِّع وتحرّض على وقوع الجرائم بشكل غير مباشر.

رابعًا: تضمن عدد من الأخبار مادة حول نسب استهلاك الأردنيين للأكل المعلَّب والخضار والفواكه وردت أيضًا دون ذكر المصدر، وتحقَّق منها "أكيد" وتبين أنَّها صادرة عن تقرير للأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2021، وتحدثت عنه رئيسة قسم التغذية في وزارة الصِّحة ضمن برنامج تلفزيوني.

خامسًا: استخدمت القناة مع خبر حول "نجاح عمليتين لطفل أصيب ب 30 شظية في صدره وبطنه داخل منزل ذويه في مستشفى البشير"، صورة للطِّفل الذي يرقد على سرير الشفاء، رغم أن تداول صورته وهو في المستشفى هو انتهاك لخصوصيته وإمكانية تعريضه للتعليقات السَّلبية ويجب الحذر من نشر هذه الصورة حتى لو تمت الموافقة منه أو من ذويه على نشرها.

سادسًا: وقعت وسائل إعلامية محلية أخرى في نفس المخالفة بتداولها صورة الطِّفل على مواقعها الإخبارية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي احتوى بعضها على تعليقات تسخر من الوضع الصِّحي للطفل والدور المُناط بوالديه وجاهزية المستشفيات الحكومية على الاستجابة للحالات الطارئة.

سابعًا: نشرت القناة كجزء من قسم الأخبار مجموعة من الإعلانات الترويجية والتَّهاني تراوح عددها ما بين 3-8 إعلان مترافقة مع الأخبار المحلية واستمرت لمدة 6 ساعات، رغم أنها تخصِّص للإعلانات والتَّهاني قسمًا خاصًا، في حين أنَّ المسؤولية الاعلامية تقتضي الالتزام بالموضوعية في الفصل ما بين الأخبار والمواد الإعلانية، وتوضيح ذلك للمشاهد، تفاديًا للتضليل ونشر المعلومات المغلوطة والإعلانات المدفوعة على أنَّها حقائق.

ويوصي "اكيد" وسائل الإعلام بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية التي تحكم عملية نقل الأخبار، وتحري الدِّقة والتزام الحذر في القضايا الحسَّاسة والامتناع عن تصوير ونشر تفاصيل الأنشطة الموجّهة ضد المجتمع والمحتوى غير اللائق.

 ويشير "أكيد" إلى أنَّ وسائل الإعلام المحلية التي تتخذ من "السلايد" أسلوبًا لها، يمكنها تقديم محتوى مهني وذا فائدة لجمهور المتلقين من خلال متابعة الأحداث وتقديم تغطية متوازنة وذكر مصادر الأخبار والفصل بين الأخبار والمواد الإعلانية والحذر من نشر الصور وعدم الاسهام في نشر صورة تسبب لصاحبها التنمر وخطاب الكراهية الموجه ضدَّه.

 وتعبّر تسمية "وسيلة إعلام محلية تبث بنوع السلايد" عن القنوات التلفزيونية التي تستخدم أسلوب الشاشة المُقسّمة؛ لعدَّة أجزاء من أجل استعراض مجموعة من الأخبار، والإعلانات وتعليقات جمهور المتلقين على مدار اليوم.