وسيلة إعلام تخالف الأخلاقيات في تغطية خبر "احتجاز طفلة من قِبَل والدها"

وسيلة إعلام تخالف الأخلاقيات في تغطية خبر "احتجاز طفلة من قِبَل والدها"

  • 2021-10-31
  • 12

أكيد –مجدي القسوس-ارتكبت وسيلة إعلام إلكترونية مخالفة مهنية بنشرها صورة طفلة قال المحتوى الإخباري المرافق لها بأنَّ والدها احتجزها وقيّدها في السَّرير بالجنازير لسنوات، ومنعها من زيارة والدتها بعدما طلبت منه الطَّلاق، وفق ما نشرته الوسيلة.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، المادة الخبريّة التي نشرتها وسيلة الإعلام وجاءت بعنوان: "وضعها "يبكي الحجر" .. أب يتجرد من إنسانيته ويسجن طفلته 3 سنوات انتقاماً من طليقته" العثور على طفلة مقيّدة بالجنازير داخل منزل مهجور بقرية بإحدى المدن المجاورة، واعتراف الأب بعد ضبطه بالقيام بفعله معلّلاً تصرفه بأنه "يحافظ على طفلته حتى لا تخرج من المنزل في عدم وجوده وهي في سن خطرة".

وتوصل "أكيد" إلى أنَّ وسيلة الإعلام خالفت عدداً من المعايير المهنية والأخلاقية الصحفية بنشرها صورة الطفلة وهي مقيّدة ومحتجزة في الظَّلام، بالإضافة إلى اسمها، والأصل أن تُقدم الوسيلة الإعلامية نص الخبر مع تغطية الوجه أو نشر صورة تعبيرية، إذ لا يُقدِّم نشر الصورة أيَّة قيمة إخبارية، وفي ذلك مخالفة صريحة للمادة (14) من ميثاق الشرف الصحافي والتي تنصّ على أن "يلتزم الصحفيون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الاساسية المتمثلة بالرعاية والحماية.. وأن تتم مراعاة عدم مقابلة الاطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم".

وتُعدّ المبادئ الأخلاقيّة المتَّبعة في إعداد التقارير الإعلاميّة حول الأطفال التي تنصح بها اليونسيف مرشداً في إعداد التقارير الإعلاميّة حول الأطفال واليافعين والشباب ومن أبرزها: احترام كرامة جميع الأطفال في جميع الظروف، وإيلاء اهتمام خاص بحق جميع الأطفال في الخصوصيّة الشَّخصيّة والسرِّية، وفي الاستماع إلى آرائهم، والامتناع عن نشر ما يمكن أن يُعرّض الطفل أو أشقاءه أو أقرانه للخطر حتى عندما يتم تغيير هويّة الطفل أو طمسها أو عدم استخدامها.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ نشر وتداول صور الأفراد في حالة ضعف إنسانيّ، وبخاصةٍ في حالات الأطفال والفئات الأضعف في المجتمع، سيترك أثرًا سلبيًّا عليهم ووصمًا يلاحقهم طيلة حياتهم، وبخاصّة أن شبكة الإنترنت قادرة على تخزين وأرشفة هذه الصور وبالتالي التسبُّب بالألم أو الحَرَج أو إلحاق الضرر بهم، والأصل التزام المهارات الإعلامية وأخلاقيات صحافة حقوق الطفل.