أكيد–مجدي القسوس– ارتكبت وسائل إعلام محلية مخالفات مهنية في تغطيتها تهديدات بانتحار جماعي لمجموعة من الشبَّاب المتعطلين عن العمل في محافظة الكرك، كانوا قد اعتلوا قلعة الكرك، وهدَّدوا بالانتحار ما لم يتم حل مشكلتهم، في حين تزامن مع الاعتصام سقوط شخص ووفاته.
ونقلت وسائل إعلام محلية الحادثة مرتكبة عدد من المخالفات المهنية في تغطيتها، منها إدراج معلومات غير صحيحة، إذ ذكرت وسائل إعلام أنَّ الشَّخص المتوفّى هو أحد العاطلين عن العمل المهدِّدين بالانتحار، ولم تذكر مصدر معلوماتها وإنما اعتمدت على مجموعة "عواجل" نشرتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزت ذلك في عناوين مواد نذكر منها:
وفاة متعطل عن العمل سقط من أعلى خلال اعتصام في قلعة الكرك / فيديو وصور
يبحث عن عمل.. لحظة مروعة لسقوط شاب أردنى من أعلى قلعة الكرك (فيديو)
ليتبيّن لاحقًا لمرصد مصداقيّة الإعلام الأردني (أكيد) أن المتوفّى يعمل معلمًا في مدرسة وليس متعطلاً عن العمل.
ووقعت وسائل إعلام أخرى بمخالفة مهنية متمثّلة بإطلاق أحكام، وعدم الاعتماد على مصادر رسمية من خلال الإشارة في موادها إلى أنَّ سقوط الشَّاب جاء "انتحارًا"، وأنَّه قام برمي نفسه، مستبقة بذلك تصريح مديرية الأمن العام والتي ذكرت أنَّ التَّحقيقات الأولية أشارت إلى عدم وجود أيِّ شُبهة للانتحار، وأنَّ المتوفى ليس من ضمن تجمع احتجاجي أقيم في المكان، وأنّه يعاني من اضطراب نفسي.
ونقلت عدد من هذه الوسائل عن مواقع التَّواصل الاجتماعي مقطعًا مصوَّرًا يُظهر لحظة سقوط الشَّاب من أعلى القلعة، كان قد أثار جدلاً واسعًا ولاقى رواجًا على حسابات عديدة أعادت نشره، وباستخدام مصطلحات جذابة بهدف دفع المتابعين إلى الدخول إلى الروابط ومتابعة المقطع ونشره مثل (بالفيديو..)، (شاهد لحظة سقوط..)، وغيرها على النحو:
بالفيديو .. لحظة سقوط الشاب من أعلى قلعة الكرك
وبهذا تكون وسائل الإعلام ارتكبت مخالفة مهنيّة جسيمة جديدة تتمثل بإعادة نشر تفاصيل واقعة جُرمية، والتركيز على أسلوب قد يلجأ إليه ذوو النفوس الضعيفة.
ولاحظ (أكيد) أنَّ أغلب وسائل الإعلام [1] [2] [3] اعتمدت في تغطياتها الأولى للحادثة على معلومات مواقع التواصل الاجتماعي وما روّجت له حسابات، وبخاصّة أن سقوط الشاب ووفاته جاءت في بداية الاعتصام، والأصل أن تتعامل وسائل الإعلام مع المعلومات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بحذر، من خلال البحث عن دقتها، والتحقق ممّا ورد فيها.
وهنا يشير (أكيد) إلى ضرورة الالتزام بالمبادئ التي تحكم مثل تلك التغطيات، والتي من بينها الدِّقة والوضوح والمصداقية والابتعاد عن إطلاق الأحكام المسبقة أو نشر مواد مصوّرة تعرض أعمال الشَّر والجريمة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني