أكيد- أفنان الماضي نشرت وسيلة إعلام محلية مقطعاً مصوّراً لمواطن أردني، قام بإعداد المقطع على سبيل الفكاهة، ادّعى فيه الهبوط في الكرك مستقلاً مركبته الفضائية، وذلك للتعبير عن استهجانه ما ورد في جداول تعديلات التعرفة الجمركية لعام 2022، والتي نشرت في الجريدة الرسمية في النصف الأول من شهر كانون ثاني الجاري، حيث أشار أحد بنودها إلى إعفاءات جمركية على المركبات الفضائية .
ويرى "أكيد" أن الوسيلة المرصودة وقعت في مخالفات مهنية متعددة، أبرزها عدم متابعة حقيقة الجداول المنشورة، وعدم متابعة التوضيح الرسمي للمعلومة التي أثيرت حولها السخرية والتندر، حيث أوضحت دائرة  الجمارك الأردنية أنَّ الجداول المنشورة في الجريدة الرسمية هي جداول دولية عامة تحتوي على بضائع قد تتوفر في البلد أو لا، ومع هذا يتم نشرها كما هي بكامل تفاصيلها، ورغم التوضيح الرسمي الذي سعى لإزالة اللبس حول هذا البند من جداول التعرفة الجمركية، إلا أنَّ الوسيلة استمرت في الترويج لموجة السخرية والانتقاد التي طالت هذه المعلومة ، بدل إزالة اللبس الحاصل لدى المواطن، وقد غابت الوسيلة عن تقديم معلومة متكاملة شاملة تقدم القضية من جوانبها واكتفت بجانب السخرية والفكاهة والانتقاد اللاذع لمعلومة أسيء فهمها.

كما يوضح "أكيد" أن أسلوب التندر والسخرية لا يقع ضمن عمل الصحافة الإخبارية الرصينة، ورغم أن الانتقاد الساخر هو أحد الوسائل المهنية المشروعة في التعبير عن الرفض، إلا أنه يستخدم في بعض أبواب الإعلام المتخصصة والبرامج المعدّة لذلك خصيصاً، بينما تحتفظ الصحافة الإخبارية بأسلوبها الرصين الجاد في إيصال المعلومة التي يحتاجها المواطن.

وقد أخفقت الوسيلة في تركيزها على قضية المركبات الفضائية رغم ما أحاط بها من  سوء فهم، وتناست القضايا الأكثر أهمية والتي يحتاج المواطن التركيز عليها لحمايته اقتصادياً، ومنها بقية السلع التي تهم المواطن والواردة في الجداول المنشورة، ومدى جدوى نسب التخفيض التي طالتها، وتأثير هذا التخفيض في الأسعار على أرض الواقع، بحيث أصبح التركيز على القضية المثارة كوميدياً شاغلاً ومُشتتاً عن النقاط الأكثر أهمية.