"هواء الأردن من بين الأسوأ في العالم".. وسائل إعلام تُضلِّل المتلقين بنقل غير دقيق

"هواء الأردن من بين الأسوأ في العالم".. وسائل إعلام تُضلِّل المتلقين بنقل غير دقيق

  • 2022-04-10
  • 12

عمَّان 11 نيسان (أكيد)-أفنان الماضي- نشرت وسائل إعلام محلية، مادة إخبارية، بُنيت على بيان صحفي صادر عن منظمة الصِّحة العالمية وحمل عنوان: مليارات الأشخاص لا يزالون يتنفسون هواء غير صحي: بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، تغطية وسائل الإعلام المحلية، لهذا المحتوى ورصد عددًا منها، وتبين أنَّ بعضها قدَّم عناوين مضلِّلة لجمهور المتلقين، وخالف معايير الحياد والنَّزاهة والموضوعية.
ووضعت الوسائل المرصودة للخبر عنوانًا يقول : إنَّ  الهواء في الأردن بين الأسوأ في العالم، وقد تناقلت الخبر وسائل إعلامية أخرى بالعنوان والنص نفسيهما، وجاءت بعض العناوين في وسائل إعلامية أخرى متوازنة ومنسجمة مع محتوى البيان:
الصحة العالمية : 99% من سكان العالم يتنفسون هواء رديء الجودة.
ولاحظ (أكيد) أنَّ قناة تلفزيونية محلية، غطّت بيان المنظمة الدولية، وطلبت  من مسؤول في وزارة البيئة الأردنية التعليق عليه، وإعطاء فكرة عن الوضع الخاص بتلوث الهواء في الأردن وهي من الممارسات الفُضلى لبيان واقع الحال لجمهور المتلقين.
وتحقَّق (أكيد) من المادة المنشورة على موقع المنظمة الدولية، حيث دقّق بالنسخة المبدئية للتقرير، وما اشتمل عليه من جداول وخرائط، وعاد إلى المعايير المهنية التي تحكم عمل الصِّحافة وتبين وقوع وسائل الإعلام المرصودة بمخالفات مهنية متعددة أبرزها ما يلي: 
أولاً:أدرج اسم الأردن في العنوان رغم عدم وروده صراحة في تقرير منظمة الصِّحة العالمية، ووصف الخبر الهواء في الأردن بـ "الأسوأ"، مع أنَّ الدِّقة العلمية تقتضي الإشارة إلى ما ورد في  الخريطة الدالة على تركيز الجسيمات ذات قطر إقل من 2.5 ميكرومتر ، والتي تبيّن عدم وقوع الأردن في التصنيف الأخيرالمشار له باللون الأخضر الغامق بقيمة قدرها 35-100، بينما هو يتواجد في التصنيف السابق وقيمته 25- 35، ومع وجود عدد من البلاد لم تتوافر بياناتها، ما يجعل وصف الأردن "بالأسوأ" ليس عادلاً، أو قائمًا على مقارنة دقيقة.
ويشير (أكيد) إلى أنَّ معيار الدِّقة يقتضي نقل المعلومات وتزويد القارئ بالحقائق والأرقام كما هي، دون أطلاق أحكام وأوصاف تفتقر للدقة العلمية.
ولاحظ (أكيد) أنَّ العنوان جاء متحدثًا عن الأردن تحديدًا، بينما لم يشتمل النص على أيِّ شرح أو توضيح للمعلومة الواردة في العنوان، ولم يتم التطرق لحالة الأردن وبياناته، أو تفسير الوصف المطلق الذي أُلصق بالأردن أو تحليله، بل تحدث النَّص عن معلومات عامة لا تتعلق بالأردن على وجه الخصوص.
ثانيًا: عدم المهنية وغياب الموضوعية في نقل العبارات والمعلومات الواردة في النسخة المبدئية للتقرير، حيث وردت العبارات التالية في البيان الصَّحفي والنسخة المبدئية : 

-"ويعاني الناس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أعلى حالات التعرض لسوء نوعية الهواء"، وهي بالانجليزية:
- " Comparison of PM2.5 and PM10 levels by income group shows greater exposure in LMIC than in the world"، وهي تعني أنَّ الدول منخفضة ومتوسطة الدخل سجلت قيمًا أعلى من المتوسط العالمي للجسيمات ذات القطر 2.5 و10 ميكرومتر.
- " PM10 levels were above the global average in the Eastern Mediterranean and South-East Asia" أي أن قياس الجسيمات ذات القطر 10 ميكرومتر كان أعلى من المتوسط العالمي في دول شرق البحر المتوسط ودول شرق جنوب آسيا.
ولم ترد جملة "الهواء في الأردن بين الأسوأ في العالم"، ولم يتطرق التقرير للحديث عن الدول بشكل تفصيلي، أو الأردن بخاصة.
ثالثًا: عدم العودة للمصدر الرئيس متمثلًا بنسخة التقرير المبدئية، والجداول والخرائط المرفقة، بل اكتفت الوسائل بالبيان الإعلامي الذي يُعدّ ملخصًا عن التقرير.
رابعًا:قامت بعض الوسائل الإعلامية بنسخ الخبر بعنوانه ونصه، بعضها عن بعض، دون تحقق من المصدر الأصلي، أو تدقيق في مدى دقة المعلومات الواردة.
ويلفت (أكيد) إلى أنَّ عملية الرصد والتحقق التي أجراها بهذا الشأن، لا تعني نفي حالة تلوث الهواء محليًا، إنما تتبع تغطية وسائل الإعلام للتَّقرير والتزامها بالمعايير المهنية الصحفية التي تحتّم على وسائل الإعلام نقل المعلومة الدقيقة، والعودة للمصادر ذات الصِّلة، دون القفز للاستنتاجات أو إطلاق الأحكام وأوصاف لم ترد صراحة في المصدر.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى متابعة (الشبكة الوطنية لمراقبة نوعية الهواء المحيط)، والتي استحدثتها وزارة البيئة لتمكين المواطنين من الاطلاع على الواقع البيئي المحلي، ومراقبة مؤشرات جودة الهواء في بعض المدن على مدى 24 ساعة متواصلة، والتي تشير إجمالًا إلى نوعية هواء تتراوح بين الجيد والمقبول لمعظم أيام السنة، وتقع ضمن الحدود المسموح بها في المواصفة الأردنية.