عمَّان 19 نيسان (أكيد)-أفنان الماضي- نشرت وسائل إعلام محلية، خبرًأ مكونًا من سطر واحد، تحت عنوان: أفعى فلسطين داخل باص نقل بالأردن، وقامت وسائل إعلام أخرى بنشره كما هو المحتوى والعنوان نفسيهما.
ولم يتضمن الخبر أيَّة معلومات عن هذه الواقعة، كما لم يكشف المقطع المصور المنشور عن صورة الأفعى المقصودة بشكل واضح ولم يظهر ما يثبت أنَّ الحافلة هي باص نقل فعل.
وتكوّن متن الخبر من جملة واحدة فقط وهي: "أظهر مقطع فيديو ظهور أفعى فلسطين بداخل باص نقل في الأردن".
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المحتوى المنشور وتبين من خلال المعايير الضابطة لعمل وسائل الإعلام وقوع الوسائل التي نشرت هذا المحتوى في عدد من المخالفات المهنية، أبرزها:
أولًا: لم يقدّم الخبر معلومات متكاملة عن هذه الواقعة، ولم يتضمن التعريف بالمكان أو الإشارة إلى الوقت، ولم يجب عن الأسئلة الخمسة التي يتشكل منها الخبر المفيد لجمهور المتلقين وهي: من، وأين، ومتى، وكيف، ولماذا.
ثانيًا: لا يحمل الخبر أيَّ هدف توعوي أو تحذيري، إذ لم يتضمن أيَّة معلومات أو إجراءات يتعين أن تُتخذ لحفظ سلامة الركاب، أو كيف يمكن التصدي لهذا النوع من المخاطر في حال حدوثه.
ثالثًا: اعتمد الخبر على مقطع مصوّر، اجتُزئت منه صورة، ولم يتضح من خلالهما ظهور أفعى فعلًا، ولم يتبين أن مكان التصوير هو في باص نقل وفق ما ذكره العنوان.
رابعاً: لم تنتبه الوسائل إلى ما قد يسببه نشر خبر مبهم كهذا من ذعر لدى بعض السكان الذين يستخدمون وسائل النقل العام، حيث لم يتم توضيح مكان الواقعة وكيفية التعامل معها.
خامساً: قامت وسائل إعلام بنسخ الخبر حرفيًا عن وسائل أخرى، دون أن تتحمل عبء البحث عن مدى مصداقية الخبر وتفاصيله، أو تقديم مزيد من المعلومات التثقيفية أو التحذيرية عن الأفعى المقصودة.
سادسًا: عملت الوسائل المرصودة على نقل المقطع عن وسائل التواصل بغض النظر عن مدى القيمة الإخبارية التي يحتوي عليها، واستخدمت عنوانًا لافتًا بهدف جذب القراء، رغم خلو المادة من أيَّة قيمة أو فائدة أو تحذير.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى التزام المهنية في نقل وكتابة الأخبار، والحرص على احتواء المادة على جميع العناصر التي تجعل من الخبر مادة إخبارية متكاملة تجيب عن أسئلة القارئ، وتقدم للجمهور الفائدة والتثقيف والتحذير، بما يدرأ عنهم الأضرار المحتملة.
ويذكّر بضرورة تحرّي الدقة والمصداقية في كلِّ ما يُنشر، وبذل جهد كاف في البحث عن الحقيقة وشمولية المعلومات وتكاملها، فيما يخص أيَّة واقعة تهم أفراد المجتمع وتؤثر في حياتهم اليومية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني