"ارتفاع فاتورة غذاء الأردنيين 30 %".. تقرير لوسيلة إعلام عربية غابت عنه المصادر الموثوقة

"ارتفاع فاتورة غذاء الأردنيين 30 %".. تقرير لوسيلة إعلام عربية غابت عنه المصادر الموثوقة

  • 2022-04-18
  • 12

عمَّان 20 نيسان (أكيد(- أفنان الماضي-نشرت وسيلة إعلام عربية تقريرًا يتحدث عن معدل إنفاق المواطنين على فاتورة الغذاء خلال شهر رمضان في بعض الدول العربية، وحمل عنوان: تعرف على حجم الإنفاق في الوطن العربي خلال رمضان.

 وبين التَّقرير أنَّ فاتورة غذاء الأردنيين ازدادت بنسبة تبلغ 30 بالمئة، إلا أنَّ بعض الأرقام الواردة في التقرير، والمعلومات، والاستنباطات لم تُنسب لمصدر واضح معلوم وموثوق.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التقرير المنشور على موقع الوسيلة، وتبين أنَّه تضمَّن الأرقام التَّالية ومصادرها:

- ارتفاع تراوح بين 20-30 بالمئة على فاتورة الغذاء وكانت  من دون مصدر.
- 85 بالمئة من الغذاء الأردني مستورد تمَّت نسبته إلى ما أسمته خبراء.

- إنفاق الأسر الأردنية على الغذاء تراوح بين  35-50 بالمئة من دخلها، وقد يصل إلى 60 بالمئة، وتمَّت نسبته إلى خبراء.

- تراجع في دخل المستهلك الأردني بسبب جائحة كورونا بنسبة 4-5 بالمئة، وفئات تأثرت بنسبة 50 بالمئة، وتمَّت نسبتها إلى إحصاءات رسمية دون تحديدها.

- معدل الإنفاق السنوي للأسرة الأردنية المكونة من أربعة أفراد 12.5 ألف دينار، وتمَّت نسبتها إلى أرقام دائرة الإحصاءات العامة.

- معدل دخل الأسرة الأردنية 11.5 ألف دينار، وتمَّت نسبته لأرقام دائرة الإحصاءات العامة. واستخلصت الوسيلة وجود عجز سنوي في إنفاق الأسرة قدره ألف دينار.

ويشير (أكيد) إلى عدد من المخالفات المهنية التي ارتُكبت عند إعداد التقرير، وعند التعامل معه محليًا:

أولًا: قدَّمت الوسيلة خمس نسب مختلفة دون إسنادها إلى مصدر واضح موثوق، بحيث يمكن للقارئ أن يتعامل معها بصفتها ذات مصداقية ودقة عالية.

ويرى (أكيد) بأن التقارير التي تشتمل على أرقام ونسب وإحصاءات، لا بد أن تستند لمصادر واضحة، وألا يُكتفى بتعميم المصادر ونسبتها لمصادر  جماعية مجهلة كخبراء، وإحصاءات رسمية.

 ثانيًا: لم تشرح الوسيلة آلية البحث التي اتبعها معدّو التقرير، وكيف أمكنهم التوصل للنسب والاستنتاجات الواردة في التقرير، إذ يحق للقارئ فهم المنهجية العلمية التي اتُبعت أثناء إعداده، وكيف تم التوصل للأرقام والنسب والمعلومات، وهذا ما يبني ثقة أعلى لدى القارئ فيما ورد في التقرير، وفي الأسلوب العلمي الذي تتبعه الوسيلة، ومدى مصداقيتها وموثوقيتها وحرصها على تقديم أرقام دقيقة موثوقة.

ثالثًا: جاء التقرير منسجمًا مع المفاهيم العامة السائدة المتعلقة بارتفاع أسعار السِّلع وزيادة الاستهلاك في شهر رمضان، وتأثر دخل الأفراد كنتيجة لجائحة كورونا، ولكنه لم يقدم إثباتًا حقيقيًا عليها، ولم يسع لتقديم أرقام دقيقة تؤكد المفاهيم، أو تدحضها.

رابعًا: تتبّع (أكيد) تعامل وسائل إعلام محلية مع التقرير المرصود، وتبين قيامها بدور الناقل الحرفي، دون وضع التقرير موضع المساءلة، أو تفنيد الأرقام ، أو التساؤل عن مدى دقتها وعن حقيقة مصادرها، ولم تقدم تحليلاً للمعلومات والاستنتاجات الواردة فيه، أو مراجعة المصادر المحلية، أو الرجوع إلى خبراء بأسماء صريحة ومعروفة وموثوقة لتقييم المحتوى ومدى دقته العلمية والتزامه المهني.

ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى التعامل مع التقارير العلمية، ذات الأرقام والنسب والإحصاءات، بمنهجية علمية دقيقة، إذ تعد الأرقام الواردة في الإعلام مرجعية موثوقة لبعض فئات المجتمع، ولا بد أن تقدم بمصداقية ودقة عالية ، مع ضرورة توضيح منهجية إعداد التقرير والبحث والإحصاء، إضافة إلى وضوح المصادر بأسمائهم كأشخاص، أو كمواقع رسمية وما تحويه من أرقام وجداول وإحصاءات.

 ويذكّر (أكيد) وسائل الإعلام المحلية بضرورة التدقيق في محتوى المواد الإخبارية، ووضعها موضع المساءلة والتقييم وعدم الاكتفاء بالنقل الحرفي والتداول المباشر.