عمَّان 13 أيَّار (أكيد)- أفنان الماضي-تحقَّق مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) من تغطية وسائل إعلام لقضية "انقطاع الدواجن" من الأسواق المحلية، وتبين أنَّ الإعلام أخفق في عدَّة جوانب، وأصاب بأخرى مع غياب التَّقصَّي الصَّحفي عن حقيقة الانقطاع وأسبابه خلال عملية التَّغطية.
وتبيّن لـ (أكيد) خلال عملية الرَّصد التي استمرت بين 23 نيسان وحتى 11 أيَّار الجاري أنَّ عددًا من وسائل الإعلام المحلية قامت بدورها في إثارة هذه القضية ومتابعتها، تجسيدًا لرسالة الإعلام في خدمة المجتمع بنقل الواقع، وشكّل بذلك أداة ضغط على الجهات الرسمية لإيجاد حلول للمشكلة، إلا أنَّه أخفق في عدد منها:
أولًا: لم يتمكن الإعلام من إثبات الحقيقة كاملة، ولم يقدم إجابة عن سؤالين بقيا يترددان في أذهان المستهلكين حتى لحظة كتابة هذا التقرير، هل انقطع الدجاج فعلًا؟ وما السَّبب وراء ذلك؟
ثانيًا: اكتفت وسائل الإعلام المرصودة برأي المسؤولين والخبراء، ومشاركات المواطنين المنقولة عن وسائل التواصل الاجتماعي، دون مقابلات مباشرة كافية، فلم يظهر جليًا صوت مربي ومنتجي الدواجن والتجار وأصحاب المحال الكبيرة والصغيرة والمطاعم وغيرهم من المعنيّين بالقضية.
ثالثًا: لم تُتّبع منهجية مهنية لإثبات الحقيقة على أرض الواقع، حيث لم يعثر (أكيد) على عدد كافٍ من التقارير المصوّرة أو المتلفزة، أو تقارير التحقق الاستقصائي التي تعمل على إجراء مسح مدروس لمناطق مختلفة من المملكة، يمكنها التثبّت بشكل ملموس من وجود انقطاع من عدمه.
رابعًا: خلطت وسائل إعلام مرصودة بالمصطلحات، حيث لم تفرّق بشكل واضح بين "انقطاع، ونقص" .. فجاء الحديث مبهمًا، تاركًا سؤالًا دون إجابة واضحة في أذهان القراء، هل الدجاج "منقطع"؟ أي بمعنى، هل اختفى تمامًا من أسواق المملكة، أم أنه انقطع عن بعض الأماكن أو بعض المحال التجارية، أم أن المقصود "نقص" بالكميات في المنطقة أو السوق الواحد؟ هل الكمية المورّدة للسوق يومًا بيوم خلال فترة الأزمة، هي نفسها، وما نسبتها من الكمية الاعتيادية مقارنة ببقية أيام السنة؟ هل نسبة النقص صغيرة أم أنها ترقى إلى حد إطلاق وصف "انقطاع واختفاء"؟
ويشيد (أكيد) بدور بعض الإعلاميين وممارستهم الفضلى في الرد على بعض التصريحات التي تعجّلت باتّهام وسائل الإعلام بإثارة قضية غير حقيقية، مدعية عدم وجود شكاوى من المواطنين.
وتاليًا التسلسل الزمني للقضية في وسائل الإعلام حسب رصد (أكيد):
يوم 23 نيسان:
بدء توارد شكاوى المستهلكين للإعلام، مع تأكيد الجهات الرسمية توفر المادة الغذائية في الأسواق بكمياتها الاعتيادية، مع تلميح إلى عدم توفرها في المحلات الكبرى، لميل الموردين التعامل مع التجار الذين يدفعون مباشرة دون شيكات آجلة.
يوم 26 نيسان:
نشرت وسائل إعلام توقع أحد المسؤولين في القطاع التجاري ارتفاع أسعار الدواجن بعد شهر رمضان المبارك، تبعًا لارتفاع الأسعار عالميًا، واعتماد الأردن على مصادر خارجية في توريد بعض المواد اللازمة للإنتاج.
يوم 30 نيسان:
نُشرت تقارير تفيد بارتفاع الأسعار وقلة الوارد إلى الأسواق، حيث أظهرت سعي المستهلكين لإيجاد هذه المادة الغذائية في أماكن مختلفة لعدم توفرها في أماكن سُكناهم.
يوم الأول من أيار:
نشر الإعلام مزيداً من شكاوى مستهلكين حول عدم توفر الدجاج في المراكز التجارية والمداجن، مع إبراز رأي يفيد بتوريد الدواجن للمطاعم طمعًا بأرباح أعلى، ولم يقدّم الإعلام رأي الأطراف المعنية في الرأي المذكور، لكنه نقل تصريحًا لاتحاد مربي الدواجن على لسان أحد أعضائه، مفاده أن السبب يعود لرغبة الموردين في التعامل مع التجار القادرين على الدفع المباشر غير الآجل، كصغار التجار، حيث تميل المحلات الكبرى للدفع بالشيكات الآجلة.
يوم 4 أيار (ثاني أيام العيد):
ازداد عدد المواد الإعلامية التي تحمل شكاوى مستهلكين وتشير إلى "اختفاء الدواجن" من الأسواق منذ 10 أيام، إضافة لارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل غير مسبوق، وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تدفقًا للتعليقات والصور والشكاوى التي تفيد بـ "انقطاع" الدجاج في مناطق وأسواق تجارية مختلفة.
يوم 5 أيار:
نفت وزارة الصناعة والتجارة انقطاع الدواجن من الأسواق، مؤكدة توفرها بالكميات الاعتيادية، رغم تخفيض بعض الشركات والمسالخ طاقتها الانتاجية في فترة العيد، ورفض مستهلكون النفي الصادر عن الوزارة، وكتبوا معلقين في صفحة الوزارة الرسمية على منصة فيسبوك تأكيدات بانقطاع أو نقص الدجاج.
يوم 6 أيار:
استمرار التقارير الإعلامية التي تؤكد شكوى مستهلكين من عدم وجود الدجاج في الأسواق، رغم نفي الجهات الرسمية.
يوم 7 أيار:
- إصدار المزيد من المواد الإعلامية التي تشير إلى استمرار ورود شكاوى من مستهلكين عن عدم توفر الدواجن في الأسواق.
يوم 8 أيار:
يوم 9 أيار:
يوم 10 أيَّار:
- وزير الزِّراعة أكد نقص الدواجن في الأسواق، وعزا السبب إلى ارتفاع أسعار الدجاج المستورد وإقبال المطاعم على المحلي، بعكس نفي وزارة الصناعة والتجارة، التي أكدت على توفر المادة الغذائية.
- استمرار نشر المواد الإعلامية التي تشير إلى ارتفاع أسعار الدواجن وعدم توفرها في الأسواق.
يوم 11 أيار:
شكاوى مستهلكين مستمرة في الوصول للإعلام مع اكتفاء الوسائل بما يصلها من تبليغ وشكاوى وصور من المواطنين.
وخلُص (أكيد) إلى ما يلي:
أولًا: لم تصل وسائل الإعلام لأي تحقيق صحافي من أرض الواقع يبين الحال دون تهويل أو تشويش أو تضليل لجمهور المتلقين.
ثانيًا: في مثل هذه القضايا يجب اتباع معيار المتابعة والبحث العميق والوصول إلى مصادر محايدة للمعلومات.
ثالثًا: لم تُشر أي من وسائل الإعلام إلى قانون الاحتكار أو العقوبات التي قد تنجم عنه، وتوعية المستهلكين بتسجيل شكاوى في ذلك.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني