عمّان 24 تمّوز (أكيد) - سوسن أبوالسُندس وشرين الصّغير- غابت الوظيفة الرقابية عن أداء وسائل الإعلام في تغطية موضوع المُلصقات الإعلانية للحفلات الغنائية الخاصة بمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السادسة والثلاثين، فيما تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي في مساءلة أصحاب القرار عن تصاميم المُلصقات التي وُصفت بـ"الرديئة"، وشكلت رأيًا عامًا غاضبًا، الأمر الذي دفع أصحاب القرار إلى تغيير الملصقات.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لموضوع المُلصقات الترويجية، بعد أن أدرجت الصفحة الرسمية لمهرجان جرش للثقافة والفنون الشعارات الخاصة بالمهرجان على منصتها "فيسبوك"، ولم يتم رصد أيُّ تقارير إعلامية تتوجه بالنقد المباح لأصحاب القرار، بل قامت وسائل الإعلام بنشرها والترويج لها دون أن تلتفت إلى سوء التصاميم.
وفي 17 تمّوز تصدّر وسم #مهرجان_جرش على منصة تويتر، وأُثيرت موجة استنكارٍ واسعةً لتصميم المُلصقات الإعلانية، حتى أن بعض الأشخاص وضعوا صورهم الشخصيّة على المُلصقات كنوع من التهكّم والانتقاد، وتركزت التعليقات حول غياب الحرفيّة عن التصاميم، وكانت هناك مطالبات موجّهة لوزارة الثقافة بتعديل الملصقات لتفادي فشل المهرجان قبل بدء فعالياته.
ونشرت وسائل إعلام عربيّة ومحليّة الخبر تحت عناوين منها: بوسترات مهرجان جرش تثير سخرية الأردنيين.. فما السبب؟ وعنونت اخرى بـ: جدل كبير على مواقع التواصل عقب الإعلان عن تصاميم "بوسترات" مهرجان جرش "استمع".
يرى (أكيد) أن غياب الرواية النقدية لوسائل الإعلام منذ البداية، أسهم في نشر معلومات مُضللة وتناقلها على أنها صحيحة، وتشكيل رأي عام خاطىء، منها أن إدارة المهرجان قامت بنشر تلك الملصقات قصدًا، كخطة تسويقية للفت النظر إلى المهرجان، و للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدات، ويعد هذا الغياب في الوقت الذي اتسعت فيها مساحة الإعلام المجتمعي، تجاهلًا لحق المواطنين بمعرفة ما يحدث.
ويبين (أكيد) أن تغطية المواضيع التي تحولت إلى قضايا رأي عام، يتطلب مهنية عالية في مواكبة الأحداث، وتقديمها بدقة وتوازن وشمول، وتقديم إجابات عن جميع التساؤلات من خلال إنجاز تحقيقات صحفية استقصائية تجيب عن أهم سؤال، وهو من المسؤول عن ذلك؟ وفي السيّاق نفسه، يجب التَّحقّق من كلّ ما ينشر على وسائل التَّواصل الاجتماعي ومنصّات النَّشر العلنيّة إن قرَّرت وسيلة الإعلام نشر هذه المعلومات، فمثل هذه المنصَّات لا تُعدّ مصدرًا موثوقًا بدرجة كافية لما حدث ويحدث في الواقع والميدان.
ويشير(أكيد) إلى أن هذه الأزمة أظهرت قوة الإعلام المجتمعي، الذي دفع أصحاب القرار إلى إنتاج تصاميم جديدة تنسجم مع تطلعات الجمهور، مع البقاء في إطار ميزانية المهرجان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني