قنوات الـ "سلايد": 89 مخالفة مهنية خلال 12 ساعة بث

قنوات الـ "سلايد": 89 مخالفة مهنية خلال 12 ساعة بث

  • 2018-09-04
  • 12

أكيد- رشا سلامة

   رصد "أكيد"، 89 مخالفة في تعاطي ما يُعرف بقنوات "سلايد تي في" مع المحتوى الإعلامي والإعلاني المنشور عبر شاشاتها، لتبلغ حصة المخالفات المتعلقة بالمحتوى الإخباري 60 مخالفة بنسبة 67.42%، مقابل 29 مخالفة بنسبة 32.58% في المحتوى الإعلاني.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات واضحة حول نسب مشاهدة هذه القنوات، فإن كثيراً من الآراء الإعلامية يميل إلى أن جمهورها غير قليل.

وغلبت سمة الانتقائية والجري وراء الطابع المثير على المخالفات المتعلقة بالأخبار في رصد "أكيد"، الذي غطّى ثلاث محطات "سلايد تي في" بمجموع 12 ساعة بث وبمعدل ثلاث ساعات يومياً (ساعة لكل قناة يومياً)، خلال الفترة الواقعة بين 12 حتى 15 آب.

كما غَلَبَ على المخالفات الإعلانية تمويه الجهة القائمة على المنتج مع عدم التحقق من كونه آمنا للاستخدام وموثوق طبياً أم لا.

ما هي قنوات "سلايد تي في"؟

بظهور قناة "الحقيقة الدولية"، بنسختها الأولى، بتاريخ 26 / 7 / 2011، دُشّن نوع جديد في سوق الإعلام الأردني حَمَلَ تصنيف "سلايد تي في" أو قنوات الـ "سلايد"، التي تعمل على عرض شرائح متتالية تحمل محتوى إعلاني في الغالب، بالإضافة لأخبار منتقاة، مع تسجيل صوتي مستمر إما للقرآن الكريم أو الأغاني، وشريط متحرك في أسفل الشاشة ينقل رسائل الجمهور من تهنئة وتعزية وأخبار عاجلة أو حتى عبارات شخصية موجّهة لأحد ما، ويستمر بث هذه القنوات على مدار الساعة.

وبحسب أرقام هيئة الإعلام، فإن تكلفة إطلاق قنوات "سلايد تي في"، التي يبلغ عددها ثمان قنوات، كالتالي: خمسة آلاف دينار كترخيص سنوي، وخمسة آلاف دينار كفالة حسن تنفيذ أي في حال كان هناك إصرار على المخالفات يجري تسييلها، وشهادة بنكية بخمسين ألف دينار في حساب مالك القناة، بالإضافة لشهادة عدم المحكومية وتقديم دراسة عن المشروع وتعيين مدير تنفيذي للقناة لا تقل خبرته في الإعلام عن عشرة أعوام.

المخالفات المهنية

<script id="infogram_0_f15b28c2-e807-4388-b523-035096ceeadd" title="المخالفات" src="https://e.infogram.com/js/dist/embed.js?Zwr" type="text/javascript"></script><div style="padding:8px 0;font-family:Arial!important;font-size:13px!important;line-height:15px!important;text-align:center;border-top:1px solid #dadada;margin:0 30px"><a href="https://infogram.com/f15b28c2-e807-4388-b523-035096ceeadd" style="color:#989898!important;text-decoration:none!important;" target="_blank">المخالفات</a><br><a href="https://infogram.com" style="color:#989898!important;text-decoration:none!important;" target="_blank" rel="nofollow">Infogram</a></div>

وجاءت نتائج رصد "أكيد" للمخالفات المهنية، عبر قنوات "سلايد تي في"، عدداً ونسبة، كالآتي:

المخالفات المتعلقة بالأخبار:

يُظهِر الجدول الآنف أن نسبة الإعلانات التي جاءت مختلطة بالأخبار، بشكل يصعُب تمييزه من قِبل المتلقي العادي لعدم وجود تنويه، بلغت 19.10%، كما أن الأخطاء النحوية والإملائية التي ظَهَرَت في نصوص الأخبار القصيرة والإعلانات جاءت بنسبة 13.48%.

وثمة انتقائية لافتة في الأخبار الواردة عبر هذه القنوات، وتكاد جميعها تشترك في الطابع الجرمي والمثير، من قبيل أخبار القتل على وجه التحديد، ولم تكتفِ هذه المحطات بنقل الأخبار الجرمية في الأردن بل وصلت حتى صربيا، مروراً بالسعودية ومصر والسودان، خلال الأيام المذكورة أعلاه، وبنسبة مخالفات بلغت 28.08%.

وحَمَلت أخبار توقيعاً جمعياً غير واضح المعالم مثل "مواطنون" أو "الجالية الأردنية في الكويت" أو "أردنيون في قطر"، بما نسبته 4.49%، فيما جاءت الأخبار التي تحتوي على مشاهد مؤلمة من قبيل صور الجثث (حتى وإن تمت التغطية على عيون الضحايا) بنسبة 1.12%.

أورَدَت بعض هذه القنوات مواداً إعلامية ذات محتوى جدلي، منها منشور في ذكرى استشهاد عسكري أردني ممهور بسؤال عمّا فعله رفاقه في الأمن لإلقاء القبض على قاتليه. لا يحمل هذا المنشور صفة الخبر ولا الإعلان ولا حتى البيان. وجاءت نسبة حدوث هذه المخالفة 1.12%.

المخالفات المتعلقة بالإعلانات:

يعكس الجدول أعلاه مجموعة من المخالفات التي رصدها "أكيد" في الإعلانات الواردة عبر قنوات "سلايد تي في"، منها الإعلانات المموّهة من حيث الصيغة والهوية، على سبيل المثال: "لحل مشاكلك اتصل على الرقم التالي". من دون إيضاح طبيعة المشاكل ولا هوية الجهة، وكانت هذه المخالفة بنسبة 3.37%.

وثمة إعلانات جاءت بمحتوى غير دقيق، مثل إعلان زيارة "الأقصى" بـ 39 دينارا و 49 دينارا، وعند السؤال تبيّن أن المبلغ يفوق هذا، وكانت نسبة المخالفات من هذا القبيل 3.37%.

كما وَرَدَت إعلانات عن منتجات طبيعية وعشبية من دون وجود ضمانة طبية لسلامة هذه المنتجات، بما نسبته 11.23%، لتأتي الإعلانات عن منتجات جنسية من دون وجود ضمانة لمدى سلامتها وموثوقيتها طبياً بنسبة 4.49%.

وكانت هناك إعلانات تجميل من دون وجود ضمانة طبية للأجهزة المنزلية المستخدَمة، بما نسبته 6.74%، لتأتي الإعلانات عن فرص عمل من دون تحديد هوية المعلِن ولا طبيعة الوظيفة بنسبة 3.37% . 
 

مجد العمد: إجراءاتنا تبدأ بالنصح وإن لم تستجب القناة يتم توجيه إنذار

تقول مديرة مديرية التراخيص في هيئة الإعلام مجد العمد لـ "أكيد"، إن القنوات تحصل على ترخيصها بغضّ النظر عما إذا كانت ستختار طريقة الـ "سلايد" أو غيرها.

وعند سؤال العمد عن رصد المخالفات، قالت إن "هذا يتم إما عبر المتابعة التي تقوم بها الهيئة، أو من خلال تقدّم أحد المشاهدين بشكوى رسمية".

تبدأ الإجراءات بالنصح، كما تقول العمد "كثيراً ما يُحَلّ الأمر بمكالمة مني لمدير القناة، وإن كانت بعضها تعود لمثل هذه الإجراءات المخالفة لاحقاً. لكن، بالمجمل، يمتثل أصحاب هذه القنوات".

في حال تلقّي شكوى رسمية، تقول العمد إنهم يرصدون المخالفة بأثر رجعي "من خلال مديرية المتابعة في الهيئة، والمزوّدة بأجهزة تسجيل، نتعامل مع الشكوى التي تتحدث عن مخالفة عمرها شهر. إذا انقضى الشهر، نطلب من القناة نفسها تزويدنا بتسجيل البث في تلك الفترة".

في حال لم تستجب قناة ما، يصار حينها لتوجيه إنذار، من دون اللجوء للقضاء؛ "إذ لا نريد أن نلعب دور الرقيب على المحتوى"، تقول العمد، لافتة الى عدم ورود شكوى رسمية واحدة للهيئة حول هذه القنوات، على حد علمها.

تستدرك أن الهيئة أوقفت ذات مرة برنامج شعوذة عُرِضَ على قناة "سلايد"، من تلك التي تقسم ربع الشاشة في مرات أو نصفها للفيديو، فيما بقية المساحة مقسّمة للإعلانات والأخبار المكتوبة والشريط المتحرك. تقول "والتزمت القناة بعد ذلك بالقوانين ولم تعد لتكرار هذه المخالفة أو غيرها".

موسى الأزرعي: يتعذر على "الصحة" متابعة بث الإعلانات الطبية على مدار الساعة

 

على الرغم من عدم جواز عرض إعلانات ذات محتوى طبي وعلاجي من دون الحصول على موافقة نقابة الأطباء، قانونياً، فإن لا إجابة واضحة حول الأمر، بل  إن أحداً لم يتقدّم بشكوى حول إعلانات هذه القنوات التي تصعب متابعتها لكثرتها، بحسب وزراة الصحة ونقابة الأطباء.

تشير المادة 10 من قانون نقابة الأطباء الأردنية  إلى أنه "يُحظَر على الطبيب: اللجوء إلى أساليب يمكنها أن تسف بمهنة الطب وخاصة منها ما يدخل في زمرة الغش والتدجيل والادعاء باكتشاف طريقة للتشخيص أو العلاج غير مثبتة علمياً والكتابة في الصحف والمجلات واستعمال أية وسيلة أخرى للنشر بأسلوب يُفهَم منه الدعاية الشخصية أو بشكل يسيء إلى المهنة وإلى حقوق الزمالة الطبية والمهن الطبية الأخرى".

عبدالحفيظ الطوالبة: نقابة الأطباء تنظر في الشكوى المقدمة فقط؛ بسبب صعوبة المتابعة

الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الأزرعي، يقول لـ "أكيد" إن الوزارة لم تتلقّ شكاوى حول أي من هذه الإعلانات، على حد علمه، مضيفاً أنه يتعذر عليهم متابعة بثها على مدار الساعة، وهو ما ذهب إليه أمين عام نقابة الأطباء الدكتور عبد الحفيظ الطوالبة، قائلاً لـ "أكيد": "شو بدنا نتابع لنتابع؟"، مستدركاً أنه في حال تقدّم أحدهم بشكوى رسمية حول أي من هذه الإعلانات فسيصار لمتابعة الأمر "وما عدا ذلك لا يُنظر في الموضوع".

خلف الطاهات: هناك قنوات تبيع الوهم وتستهدف الجمهور الرافض للعمل والواقع

 

"تبيع هذه القنوات الوهم، وتستهدف الجمهور الذي يرفض الاعتراف بالعلم والواقع والذي يعاني من اليأس"، يقول أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات لـ "أكيد"، مضيفاً أن القائمين عليها يفهمون نفسية المتلقي المستهدَف جيداً.

يسوق مثالاً عن مخاطبة الجمهور المستهدَف بما يرغب سماعه، مثل كبار السن الذين تُوجّه لهم إعلانات تتعلق بزيادة القدرة الجنسية، ومن فقدن الأمل بالإنجاب إعلانات فيها سحر وشعوذة أو أخرى تسوّق منتجات تزعم قدرتها على العلاج، وهكذا.  

يكمل أن هذه القنوات "تضع نصب عينيها التسويق وليس الإعلام، وحتى التسويق لديها بعيد عن أصول اعتماد المنتج"، داعياً لاتخاذ الجهات التنظيمية دوراً فاعلاً حيال ما يُبث.