أكيد- رشا سلامة
وَصَل عدد الأخبار التي تناولت حادثة الملاسنة بين النائب عبدالله القرامسة وشرطي السير إلى 45 خبراً في الفترة الواقعة بين 24 و 26 أيلول 2018، بحسب ما رصده "أكيد"، جاءت في أغلبها منحازة وغير متوازنة، وبنيت في عناوينها ومتونها على ما أظهره الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي.
وبَلَغَ عدد عناوين الأخبار التي استخدمت موقف رئيس الوزراء د. عمر الرزاز من الحادثة في المواقع الإلكترونية بشكل رئيس ووسائل إعلام أخرى، 5 عناوين، فيما وصلت العناوين التي اختارت إبراز موقف النائب إلى 13 عنواناً، لتبلغ العناوين التي انحازت لشرطي السير 7 عناوين.
ولعل أكثر ما ظهرت فيه الأخطاء المهنية العناوين، التي قلّما راعت التوازن، إضافة لافتقار المتن لعرض واضح للحادثة، لتظهر المواقف المتأتية عن أطراف الحكاية مجهولة السياق، لمن لم يتابعها منذ البداية.
واختارت بعض المواقع إبراز موقفها في العنوان مثل "الحمود ينتصر لرجال الأمن ويكرم رقيب سير طبّق القانون على أحد النواب"، وهو التحيز الذي ظهر جلياً في متن الخبر أيضاً، ليختار خبر آخر توصيف "توبيخ" لعبارة شرطي السير، مع إرفاق صورة غير دقيقة، وهو ما تكرّر مع أخبار أخرى كذلك.
عناوين أخرى اختارت الإتيان بصيغة تميّزها قليلاً، من قبيل "تكريم شرطي (سولف بأدب) يثير فوضى في البرلمان .. والرزاز سنحقق"، وإن كان الخبر قد اختار عرض رواية النائب بالكامل ومداخلته في مجلس النواب، ولم يتطرّق لحيثيات الموقف الذي جاءت العبارة في سياقه.
ونقلت بعض وسائل الإعلام العربية الخبر، لتختار هي الأخرى صيغة متحيزة وتنطوي على طابع إثارة من قبيل "شاهد شرطياً يوبخ نائباً أردنياً.. (ولو نائب سولف بأدب)"، ليربط متن الخبر بين الحادثة وبين تجاوز مواكب المسؤولين في الدول العربية أصول اللياقة وقوانين السير بذرائع أمنية، بحسب المادة.
واختار موقع إيراد ما اصطلح عليه "تفاصيل" ما حدث، من دون ذكر المصدر الذي سرد الحادثة وأضاف عليها تفصيلة قول النائب للشرطي "احترم حالك أنا نائب"، ليذكر موقع آخر الاسم الأول لمن وصفها بمصوّرة الفيديو وتعليقها على الأمر.
واستخدم مقال مصطلح "سولف بأدب" في العنوان، وفي الفكرة التي تحدثت عن ولع الأردنيين بالسوالف، وضرورة أن تكون "السلافة" بأدب.
وكانت مادة صحافية قد أتاحت حق الرد لكلا الطرفين، اللذين لم تحدد هويتهما في بداية وصول الأمر للـ "سوشال ميديا".
ووصفت مادة صحافية إرهاصات تكريم شرطي السير، بقولها "غضب برلماني بعد تكريم شرطي سير أردني طالب أحد النوّاب التَّحدث بأدب"، لتنحاز التعليقات الواردة على المقالة للشرطي، وهو ما ظهر أيضاً في عدد من الأخبار والفيديوهات المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
وكان الموقف الذي حدث فرصة لكثيرين، كما يبرز من خلال التعليقات، لانتقاد مجلس النواب الأردني والمطالبة بحلّه، لتنزلق كثير من التعليقات للشخصنة واستخدام مصطلحات خارجة عن أصول اللياقة.
ويرى "أكيد" أن نشر وسائل إعلام لما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، يتطلب من الصحافيين والإعلاميين التحقق من تفاصيله عبر التواصل مع الأطراف كافة وبذل محاولات للوصول لحقيقة ما جرى، تفادياً للإخلال بالموضوعية والتوازن في الطرح، وحتى لا يتم اتخاذ مواقف لدى الرأي العام استناداً لمعلومات منقوصة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني