وسائل تواصل اجتماعي تخرِج تصريحات الرزاز عن سياقها

وسائل تواصل اجتماعي تخرِج تصريحات الرزاز عن سياقها

  • 2018-11-28
  • 12

أكيد – رشا سلامة

       أخرج مستخدمو وسائل تواصل اجتماعي تصريحات رئيس الوزراء الأردني د. عمر الرزاز عن سياقها، حين ذهبوا لقول إنه ينعت الأردنيين بـ "العبثيين والعدميين"، لتتلقّف هذا مواقع إلكترونية أيضاً، وهو ما لا يعدّ دقيقاً بعد التحقق بواسطة أكثر من أداة؛ إذ حصل "أكيد" على نسخة من الكلمة التي ألقاها الرزاز بحضور مجموعة من  المثقفين والفنانين والأدباء الأردنيين يوم 27 من الشهر الحالي.

وبالعودة للنص، فقد ورَدَ مصطلح العدمية ضمن تصنيف الرزاز للقوى السياسية والاجتماعية  الموجودة، والتي قال عنها "أما إذا انتقلنا من المشهد الثقافي والفكري إلى الواقع السياسي، سنجد أننا أمام أربع قوى رئيسة"، معدداً إياها بـ: المجموعة الأولى، وهي القوى التي تريد بقاء الأمور على ما هي عليه ولا تريد التغيير خشية على مصالحها ولها مبرراتها، والمجموعة الثانية، وتتمثل في القوى التي تؤمن بالتغيير ولكن لا تريد إلا وصفتها للتغيير وترفض أن ترى القوى الأخرى وأن تأخذ مواقفها بعين الاعتبار (موضحاً أن هذا النموذج موجود من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين)، والمجموعة الثالثة، وهي القوى المحبطة التي فقدت الأمل وهي ليست مع التغيير وفقدت مكتسباتها  ووصل بعضها إلى حد العدمية وهي التي لا ترى إمكانية للإصلاح وتقف مشكّكة في كل خطوة وتنتج أحيانا فكر متطرف عبثي وخطير، داعياً لمحاورة هذه الفئة بهدوء وإثبات إمكانية الإصلاح من خلال الإنجازات على أرض الواقع، فيما المجموعة الرابعة لديها مشاريع وبرامج قطاعية في كافة مناحي التنمية ومنها جيل الشباب الذي يرفض الاستسلام.

يُلاحَظ بوضوح مما سبق أن مفهوم العبثي والخطير لم يرد إلا في وصف الفكر المتطرف الذي ينتجه بعض أفراد المجموعة الثالثة وفق تصنيف الرزاز للقوى السياسية والاجتماعية، الأمر الذي يوضح كيف أُخرِج الخطاب عن سياقه ليصار لتوظيفه في سياقات أخرى.  

ونشرت صفحة وزارة الثقافة الأردنية عبر موقع "فيسبوك" تسجيلاً لكلمة الرزاز الموجّهة للمثقفين، والتي مهّد لها وزير الثقافة والشباب د. محمد أبو رمان، الذي حاول عبر بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي شرح السياق الذي وَرَدَ فيه مصطلح العدمية.

وبالإضافة إلى التسجيل الموثق، فقد تحقّق "أكيد" من خلال الاتصال بأربع شخصيات ممن تواجدوا في اللقاء، والذين أجمعوا على الاستغراب من هذا الطرح، مع التأكيد على كون المحاضرة مضت من دون أن يُثار أي تساؤل عن عبارة أو كلمة شاذة أو خارجة عن السياق الفكري والثقافي الذي قُدمت من خلاله.

وخاطبَ كاتب مقالة حملت عنوان "نحن العبثيون العدميون" الرزاز، بقوله "الرئيس الرزاز يصف الأردنيين بالعدميين والعبثيين أمام جمهرة المثقفين، ألا يعلم أننا نحن الأردنيين بنينا دولة عندما كان والدك مطاردا بين الحدود"، وهو ما يقع في سياق خطاب التعبئة والشحن العاطفي.

وتناقلت مواقع إلكترونية منشورات لكُتّاب أردنيين هاجموا كلمة الرزاز قبل التحقّق من نصّها والسياق الذي وردت فيه، فيما حلّل كُتّاب آخرون مقتطفات من كلمة الرزاز وقارنوها بأخرى تزامنت معها لرئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة بعيداً عن المصطلحين اللذين جرى تداولهما.