لماذا لم يتساقط الثلج؟ .. الإعلام لم يهوّل ومراكز "التنبؤات" تفسّر

لماذا لم يتساقط الثلج؟ .. الإعلام لم يهوّل ومراكز "التنبؤات" تفسّر

  • 2019-01-08
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

وضعت التنبؤات الجوية الأخيرة مصداقية الوسائل الإعلامية على المحك ودفعت بالمواطنين الى إعلان حالة الطوارئ والاستعداد لمنخفض جوي كان يفترض أن يؤدي إلى تساقط الثلوج في عمان على ارتفاع 900 متر فوق سطح البحر.

وصرحت مراكز التنبؤات الجوية للوسائل الإعلامية خلال الأيام الماضية عن تأثر المملكة بكتلة هوائية باردة جدا ورطبة مصاحبة لمنخفض جوي وهطول للثلوج على المرتفعات ابتداء من 900 متر فوق سطح البحر مع ساعات المساء الأولى من يوم الثلاثاء ويستمر حتى ساعات فجر الأربعاء، وسيكون التساقط أكثر اشتدادا من ثلوج يوم السبت الماضي، كما صنفت المنخفض ضمن الدرجة الثالثة، أي أشد من المرحلتين الأولى والثانية، الا أن العاصمة عمان ومناطق أخرى لم تشهد تساقطا للثلوج.

ولاحظ مرصد "أكيد" عبر تتبعه التقارير التي بثتها الوسائل الإعلامية حول تساقط الثلوج، التزامها بالعناوين المباشرة المُستقاة من معلومات مراكز الرصد الجوي وابتعادها عن التهويل، حيث نشر معظمها التقرير بعنوان "ثلوج على ارتفاع 900 متر".

وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر منصاتهم الاجتماعية عن استيائهم الشديد من عدم دقة التنبؤات سواء من المراصد الجوية الخاصة أو الحكومي، وتناولت الوسائل الإعلامية هذه الردود في تقاريرها التي عنونتها:

بين سخرية وانتقاد ..هكذا علق الأردنيون على "عدم دقة" التنبؤات الجوية بتساقط الثلوج، الأردنيون ينتقدون فشل التوقعات الجوية.

ولم تخل الانتقادات من صور وفيديوهات تعكس غضب المواطنين لإخفاق مراكز التنبؤات التي دفعتهم للتحضير للمنخفض وجلب المواد التموينية وأهمها الخبز ومصادر الطاقة اللازمة لأجهزة التدفئة، ما زاد من الأعباء المالية على الأسر.

بدوره أوضح الناطق باسم الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب "أن هناك معطيات كانت تفيد بتساقط الثلوج خلال المنخفض، وتم اطلاق تحذيرات للمواطنين بناء عليها"، مشيراً إلى أن "دائرة الارصاد تتعامل مع أية احتماليات لظروف جوية ممكن أن تؤثر على سلامة المواطنين"، مؤكدا ان الدائرة "ملتزمة بالتحذير منها حتى لو لم تحدث".

وأكد رافد في البيان الصحفي الذي نشرته العديد من الوسائل الإعلامية أن هذا "لا يعني الوقوع بالخطأ، لأنه بالنهاية لا يوجد تنبؤات جوية بالعالم ١٠٠% وأن هناك نسبة  تحدث أو لا تحدث".

وبين الدكتور ايمن صوالحة من "طقس العرب" في حديث صحفي أن المرصد "توقع تأثر المنطقة بكتلة هوائية قطبية شديدة البرود وعلى شكل عاصفة ثلجية فوق تركيا ولبنان سوريا والأردن، والخطأ سببه النماذج العددية العالمية التي أخطأت في تقدير دخول الكتلة الهوائية شديدة البرودة الكافية لتساقط الثلوج دون الألف متر".

وتناول مرصد (أكيد) التغطية الاعلامية للحالة الجوية في العديد من التقارير سابقا ومنها :وسائل إعلام تخدع الجمهور بعناوين مضللة حول حالة الطقس، منخفض جوي عميق وثلوج الأسبوع المقبل.. خبر غير صحيح، أخبار الحالة الجوية.. اعتذار مصادر المعلومات رسالة إعلامية إيجابية، وسائل إعلام محلية تنوع مصادرها لنقل الحالة الجوية.. والتهويل موجود، ممارسات فضلى في التغطية الإعلامية للأحوال الجوية، وما زالت الأخطاء المهنية تتكرر.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني أن عدم دقة المعلومات المنشورة  في وسائل الإعلام بغض النظر عن مصدرها ينعكس سلبا على ثقة الجمهور بوسيلة الإعلام التي اختار متابعتها  لثقته بمصداقيتها، كما أن النشرات الجوية غير الدقيقة التي تتداولها العديد من وسائل الإعلام ينعكس سلبا على الثقة بالإعلام بشكل عام.