مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في نشر صور "طفلة بحاجة إلى علاج"

مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في نشر صور "طفلة بحاجة إلى علاج"

  • 2020-07-11
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

تناولت وسيلة إعلاميّة محليّة قضية الطفلة "رتيل" وحاجتها الماسة للعلاج وتغطية تكاليفه المرتفعة، وذلك ضمن دور الإعلام الإيجابيّ في تسليط الضوء على القضايا الإنسانيّة وإيصالها إلى المسؤولين، إلاّ أنها ارتكبت مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة.  

تناول التقرير حالة الطفلة "رتيل" من خلال حديث الوسيلة الإعلامية مع والدتها، إذ تحتاج الطفلة إلى عناية صحّية مُكثَّفة من قِبَل إحدى المستشفيات الحكوميّة، في ظلّ ارتفاع تكلفة علاجها، بخاصّة أنَّ الوالدين لا يملكان تأميناً صحيّاً. وعرض التقرير الصحفيّ التقارير الطبيّة الخاصّة بالطفلة وصوراً عن الفواتير المتراكمة على الوالدين.

ارتكب الموقع الإخباريّ مخالفةً مهنيّةً وأخلاقيّةً بنشره أربع صور واضحة للطفلة، بالإضافة إلى مقطع فيديو للطفلة خلال تلقّيها العلاج، بلغت مدّته 22 ثانية، الأمر الذي يُسبّب وصمًا للطفل وذويه عند استخدامها وإعادة نشرها.

والأصل بحسب المعايير المهنيّة التي أرساها مرصد "أكيد" في التعامل مع صور الأطفال في الإعلام، تجنُّب نشر صور الأطفال في حالات ضعفهم، لما في ذلك من إساءةٍ إلى كرامتهم وحقوقهم، أو اللّجوء إلى تظليل الوجوه وتغطية ملامحها في حال كان نشر الصور ضرورة.

كما أنّ نشر "الفيديو" رغم محتواه الإنسانيّ، لم يقدم أيَّة قيمةٍ مضافةٍ، والأصل الاكتفاء بالصورة المظلّلة والتقارير الطبيّة.

حول هذه المخالفات أوضح أستاذ التَّشريعات والأخلاقيّات الصحفيّة الدكتور صخر خصاونة في حديث سابق لـ "أكيد": إنَّ نشر صور الأطفال يحتاج إلى موافقة ذويهم، وإنَّ إعادة النشر يحتاج أيضًا إلى الموافقة ذاتها، وفي جميع الأحوال حتى لو حصلت الموافقة يجب ألا يتعرّض الطِّفل إلى "الوصم".

وأضاف أنّ استخدام صور الأطفال لجلب المساعدات أيضًا من المخالفات المهنيّة التي نصّ عليها ميثاق الشرف الصحفيّ الأردنيّ، وكَفَلَتها المواثيق الدوليّة لحماية حقوق الطفل.

ويُذّكر "أكيد" بالمادة 14 من ميثاق الشرف الصحفيّ، والتي تنصّ على أن "يلتزم الصحفيّون بالدفاع عن قضايا الطفولة، وحقوقهم الأساسيّة المتمثلة بالرعاية والحماية. ويراعون عدم مقابلة الأطفال، أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم، أو المسؤولين عنهم. كما لا يجوز نشر ما يسيء إليهم أو لعائلاتهم، خصوصاً في حالات الإساءة الجنسيّة، سواء كانوا ضحايا أو شهوداً. ويلتزمون برعاية حقوق الفئات الأقلّ حَظَّاً وذوي الاحتياجات الخاصّة".

ويُنبّه "أكيد" إلى المعايير المهنيّة التي يجب مراعاتها عند تداول صور الأطفال وإعادة نشرها، كتجنّب تصويرهم في حالات ضعف، ومرض، وخوف، واحترام كرامتهم الإنسانيّة، من خلال تغطية وجوههم، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى مدى تأثير النشر عليهم وعلى ذويهم في المستقبل.